PART||6

45 5 0
                                    

"الغداء جاهز!"

نطقت كلارا وهي تنطلق بسرعة نحو غرفة كلوديوس فاتحًا بابه بقوه وبابتسامةٍ عريضه امسكت بيده وسحبته للخارج، لم ينطق كلوديوس بحرف بلـ جارا الطفله وجلس على الكرسي الذي اجلسته عليه.

جلست بجواره ليربت رأسها بخفه ، "انت حقًا فتاة نشيطه" , اردف بلا مبالاه وهو يحدق بعينيها الذهبيتان ، كانتا رائعتان حقًا.

قام احدهم بصفع يده وابعادها عن رأس الطفله ، "لا تمد يدك على اختي!"

نطق الارعن بسخط ، تفحصه كلوديوس ليبتسم بسخريه عندما رآه يرتدي مئزرًا وردي اللون مرسومًا عليه عدة قلوب حمراء ويتوسطه عبارةٌ منقوشة عليه -احبك هيونغ- ، مع ملعقة حساء بيده:

"هوني عليك ايتها الجده والا ستصابين بالصلع"

احمر وجه الارعن بخجل وهو يتفحص حالته ، قام بوضع الملعقة جنبًا و فك المئزر والجلوس وهو يصرخ بإحباط ، "لست جده لدي اسم اسمي ثيو!، كل طعامك واصمت"

حدق كلوديوس بالمائده ، ثلاث اطباق مليئة بالحساء ، مع كأس زجاجي يحوي عصير التوت بجوار كل واحدٍ منها ، كان هنالك سلة تحوي خبزًا بمنتصف المائده.

حمل كلوديوس الملعقة بعد غرفها بالحساء ، اقربه لانفه وقام بشمه وذاق طرف الملعقه ، كان ثيو يراقبه وشعر بالانزعاج ، هل هذا الكلب يظنني سأسممه؟! ، لكن بحق لو كان بيدي لفعل ذلك وقتلته بكل شناعه!.. عض ثيو شفته السفلى وتجرع الطبق بصمت محتفظًا بأفكاره لنفسه.

بعد مضي بضع دقائق من الصمت تحدثت كلارا ضائقةً الذرع من هكذا وضع ،"اجاشي ، هيونغ ، لما تكرهان بعضكما؟ ان هذا مزعج"

توقف ثيو عن الاكل ولم ينظر لكلارا ، بينما اكمل كلوديوس الاكل بلا مبالاه ونطق "لا اكره اخاك انا اعامله مثلما اعامل الجميع"

نظر كلود الى ثيو بعدما سمع صرير اسنان ، فابعد الملعقة عن فمه ووضعها بجوار الطبق لينهض.

"اجاشي لم تنهي الطعام بعد!" نطقت الطفله وهي ترا كلود يدخل الغرفه ويغلق الباب وراءه لتصمت عدة دقائق وتأخذ قطعة خبز لترميه على وجه اخاها ، "ما خطبك! ، انت لم تقابله الا قبل عدة ايام لما تفعل هذا؟"

لحظات قليلة مرت يحاول فيها ثيو استيعاب افعال الطفله و صراخها عليه ، اطرق رأسه واخبرها ان تتناول طعامها بصمت وتذكيرها ان لا تحاول الاكثار من محادثة ذلك الغريب ، حزنت واكملت طعامها بصمت كما اخبرها ثيو.

...

دقت كلارا باب غرفة كلود بعد مرور خمسة ايام من اقفاله على نفسه بها منذ غداء ذلك اليوم ، كانت تحمل في يدها سلةً صغيره وضعت بها بعض الماء والعصير وعدة فواكه مع خبز ، "اجاشي ، انت لم تأكل شيئًا منذ زمن سوف اضع امام الباب مؤنه عليك اكلها"

"كلارا توقفي ان اراد الاكل سيأكل انه يتجاهلك انا اكره هذا" سحب ثيو احد الكراسي ليجلس ويضع قدح الشاي على الطاوله.

"كل هذا بسببك هيونغ انت احمق!"

"مهلًا هل اصبحت تفضلين ذلك الغريب علي؟!"

بدا النقاش حادًا ، صمتت الطفله وانهمرت الدموع من عينيها ليجزع ثيو ويرتبك ، ذهب اليها وركع لمستواها ليضمها ، " مهلًا انا اسف لم اقصد الصراخ عليك"

بين شهقاتها تحدثت وهي تتذكر ذلك اليوم الذي جاء به كلود لمنزلها ، "ه-هيونغ ، اجاشي مصاب بشده انا خائفةٌ ان يموت مثل امي وابي ، ا نا لا اريد رؤية تلك الدماء مرةً اخرى..." ، شدت قضبتيها الصغيرتين على قميص اخاها الذي ابتل بدموعها ، امسك ثيو برأسها ودس وجهها اكثر حتى لا ترى منظره الباكي هو الآخر.

"لا بأس..." نطق ثيو ليمسح الدموع من عيناه قبل ابعادها عنه والابتسام اليها ، "سأفتح الباب وسترين انه بخير" نهض ثيو وطرق عدة مرات قائلًا لمن يقطن الغرفة ان يفتح الباب والا كسره ، لم تكن هناك استجابه ، ولا حتى شيء يوضح ان هنالك من يتنفس بتلك الغرفه ، " لك ما طلبت ايها البغيض" ، نبس بامتعاض وعاد للخلف قبل ان يسرع ويدفع الباب بكتفه محاولًا كسره ، بعد عدة محاولات فتح الباب اخيرًا ، حاول ثيو التقاط انفاسه ومسح العرق عنه وهو يدخل الغرفه.

اشعة الشمس تنساب عبر النافذه مضيئة الغرفة المتواضعه المرتبه.. نسمات الهواء ترفرف ستائرها بخفه..  لكن لا احد بالغرفه.....

...

"اللعنه..."

كانت الدماء تغطي نصف وجهه وكل ثيابه ، مرت عدة ايام لم يستطع فيها الاستحمام فأصبحت رائحته تقرفه.. حتى بصيلات شعره صلبه بسبب تجمد الدماء عليها.

جالسًا امام نار اشعلها قبل ساعه ليشوي لحم ارنبٍ بالكاد استطاع اصطياده بعد عدة محاولات لنصب فخ له... كانت هذه حياته بعد مغادرة منزل الشقيقان ، لم يستطع البقاء في مكان لا يرحب به هذا اسوء من الموت بالنسبه له ، رغم ان جميع الاماكن لا ترحب بوجوده على اية حال....

اخذ السكين من حقيبة ظهره واخذ احد اغصان الشجر الذي جمعه بطريقه ليبدأ بتقليمها طوال تلك الليله.

{انت ماهرٌ حقًا}

"يصبح الانسان ماهرًا عندما يفعل الاشياء عدة مرات"

{هاها! انت تسمعني اذًا لماذا لم تكن تجيب علي؟}

"لانني اريد اجوبةً بالمقابل"

كان ذلك الصوت برأسه مزعجًا لكنه اعتاده بمرور الوقت ، كان يجعل التفكير صعبًا عليه لانه كان يعلق على العديد من الامور حتى عندما غادر ذلك المنزل كان يصرخ ويبكي قائلًا ان الطفلة مسكينه لان كلوديوس نقض وعده،

هل هو احمق؟ ، اللعنه حصلت على مزعجٍ بكاء كثير الشكوى ، كان يتنهد ويشتم حاله هذه الذي تجلب له المعاتيه.

"هل انت صاحب هذا الجسد؟"

كان متأكدًا لكنه اراد ان يؤكد الامر فحسب.

{اجل}

"هل تعرف من احضرني الى هنا؟"

{لا ، فنحن متصلان بذات الجسد ما تراه وما تسمعه اراه واسمعه فقط"

قطب كلود حاجباه متذمرًا بأنه حصل على ازعاج ليس منه ايةُ فائده ، حدق بما صنعه ليرى جودته ، كان سهمًا وضعه جانبًا وبدأ يصنع الاخر.

{الى اين تذهب بالضبط هل لديك وجهةٌ معينه؟}

"الى القصر الامبراطوري"

{م-ماذا؟}

كلوديوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن