هل انا ميت؟

1.5K 82 79
                                    

"هذا مريح...."

همس بهدوء وهو ينظر الى الطريق اسفل قدميه الهاويتين.. تكتسح الثلوج الارض والمنازل، ويُحدِثُ البشر وسياراتهم الكثير من الضوضاء، كان المنظر من على سطح المبنى الشاهق منعكساً على حدقتيه الداكنه...
احتضنت النسمات الباردة جسدة ليشد معطفه و يحشو كلتا يديه بجيوبها....

بينما يغمض عينيه سارحاً بخيالة البعيد.. شعر بيد احدهم تدفع ظهرة بقوة ليتهاوى جسدة من السطح بعينين فزعتين..

"سحقاً لك، لم يكن عليك ان تلد منذ البداية!"

وكان ذلك آخر ما استطاع سماعه قبل ان تكتسح الظلمة عينية......

.

"ابني..."

اجهشت المرأة تبكي حاملةً بين كفيها يد ابنها الممدد على السرير، جلست وحيدةً في الغرفة الواسعة قبل ان ترن طرقات صغيرةٌ على الباب.

"المعذرة سيدتي انا الكاهن"

"ادخل!"

صرخت بتعجل ليدخل كاهنٌ برداء ابيض تزين اطرافه خيوطٌ من الذهب الخالص، افلتت يدي ابنها تفسح المجال للكاهن الذي بدأ بفحص الشاب ممسكاً باليد النحيلة شديدة البرودة.

اغمض عينيه لتنبثق هالةٌ حمراء كلون شعرة تحيط بجسد الصبي بالكامل.. خيوطٌ تشبه الدم القاتم ظهرت من العدم وبدأت بتخييط الجروح على جسد الصبي المدمي، فتح الكاهن عينيه بذهول لتختفي هالته الحمراء الزاهية تاركاً يد الصبي تتهاوى على السرير.

"اعذريني سيدتي والمعذرة منك ايها الامير"

ما ان انهى الجملة حتى شق قميص الفتى بسرعة.

"ماذا تفعل!"

دفعت السيدةُ الكاهن بعيداً عن ابنها ليترنح الاخر للخلف بعينين لم تفارق صدر الشاب.. فجوة احتقنت بالدماء بارزةٌ على صدرة بالجهة اليسرى جعلت المرأة التي كانت على وشك اخذ الكاهن الى الجحيم تبتلع صراخها وتترنح بذهول للخلف.

"م.. ما... ه. هذا...."

ساقاها المرتجفتان لم تستطع حملها اكثر وانهارت على الارض تغلق فمها بتقزز اثر شعورها بالغثيان، تقدم الكاهن على عجل لتستقر يديه بجوار الفجوة، الهالة الحمراء انبثقت وامتزجت مع الخيوط الحمراء لتتشابك مع بعضها وتنسج على الفجوة بدقةٍ ومهارة.

"ه.. هل مات صغيري.. اجبني!، اجبني ارجوك..."

اهتزت شفتيها واختفت آخر كلماتها مع صوتها الأشبه بالهمس، امسكت قلبها  الغارق بالإحباط والخوف وشدت قبضتها عليه، لم تسمع اجابةً على سؤالها ولم ترى اشاره صغيرةً حتى من الكاهن ليطمئنها.

كلوديوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن