البداية

22 4 5
                                    

كل شيء انتهى قبل ان يبدأ أو ربما كل شيءٍ لَم يبدأ إلا لينتهي !
سأكتب بأبجدية واضحة ، لم نكن يوماً متشابهين ، فلا ادري لماذا سمحنا لانفسنا بالتورط ببعضنا ، محمود ، كنت شخصاً ؛ عملي ، واقعي ، ذكي ، رزين ، ثقيل ، عنيد ، مزاجي ، هادىء ، جباناّ تخاف من الاقتراب من قلبك ورؤية ما فيه !
وكنت أنا عاطفية ، مزعجة ، مزاجية ، ساذجة ، مغامرة
حَسناً ؛
لم نحظ ببداية عظيمة ، فقد بدأ تعارفنا بمزاح ثقيل ؛ دخلت صفحتي على الانستقرام وكتبت رداً على القصة ( هل عمرك سبعة عشر عاماً ؟ ) رأيت ردك وقبل أن افكر في حظرك ، تلصصت على صفحتك بدوت شخصاً عاديا لا انت بالوسيم ولا بالقبيح ولكن فيه جاذبية جعلتني لا اشيح بنظري عنه ، ردت عليك ( نعم وما المطلوب ؟ ) قلت لي : هل تتزوجيني يا بنت !
لم اعر اهتمامي بالرد عليك اغلقتُ جهازي الكمبيوتر وخلدت للنوم صباحاً حينما استيقظت كنت قد كتبت لي : انت من وين ؟
فاجبتك وسألتك نفس السؤال وعلمت انك من القدس !
بدأنا بالحديث عن كل مناحي الحياة تكلمنا عن الوطن والوطنية والحق والعدل والمساواة احببت ذكائك وذوقك كنت شخصاً مثقفاً غزيراً بالمعلومات قصتنا التي بدأت ( برد على القصة ) كان يعقل لها انت تنتهي ب ( بلوك )
مثل قصص الحب العنكبوتية لكن حذفك من ذاكرتي لا يشبه القاء ملف الى سلة المهملات حتى النسيان لا يحدث بنقرتين ، كنت لتظل عالقاً بداخلي .
انت اذن شاب موجود بجسده ودمه وجيناته لكَ امٌ خليلية وابٍ مَقدسيّ واربعةَ إخوان واختٌ واحدة ، ولدت في القدس وتعيش بالمخيم ، اذا اردت وصفك سأقول بأنك اسمر وطويل ، السماء هو لون عينيك وشكلهما شكل حبتي لوز ، تواظب على حلق ذقنك ، شعرك اسود وابتسامتك خريفية ساحرة !
كنت لك اكثر من فتاة تسليك خلف الشاشة الصغيرة كنت حياةً ووطناً ، قلت لي ذات مرة الحب أغلى من كل المشاعر، أصدق من كلّ النوايا، أجمل من كلّ الصور، أكبر من كلّ المصالح، اطعم من كلّ العسل، أرقّ من كل النّسيم،  وأنا احببتك يا بسمة .

وعندما حدثتني عن اللقاء كتبت لك : نعيش على وطن ممزق تقف امامي بيني وبينك خطوتين فقط خطوتين! لكن لا يمكنني الوصول اليك كما لو ان بيننا بحرا وليس ثمة زورق ها هو مخيمك الذي لا يبعد عني اكثر من ساعة لكن حتى اصل اليه يلزمني تصريح من شخص غريب ، وهذا الغريب الذي يتقاسم معي ارضي ، يجد كل الاسباب لمنعي .

حسناً انا ما زلت يافعة! شابة لم تكمل عامها السابع عشر بعد لكنك تعلم جيدا اننا نكبر بسرعة هنا والاطفال لا يتسنى لهم عيش الطفولة ببساطتها وتفاهتها ، علينا ان نشرح للعالم ان الطفل الذي يحلم بتعلم استخدام البندقية ليس ارهابياً لكنه يخاف ألا يكون قادراً على حماية امه ان دخل جنديّ بيته بنوايا سيئة !

بالمناسبة قُلت لَك يَوماً كيف وصلت الى صفحتي ، ابتسمت في خبثٍ و استنكار وَقلت صدفة !

يتبع ...

لن نلتقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن