الفصل الثاني : لقاء في البحر

17 1 0
                                    

في شاطئ البحر، إيطاليا - فترة ما بعد الظهركانت الشمس تميل نحو الغروب، ملقية بأشعتها الذهبية على الرمال البيضاء التي تمتد على طول الشاطئ. كان البحر هادئًا، أمواجه تتلاطم برفق، معطيةً إيقاعًا متناغمًا مع نسيم البحر العليل. على هذا الشاطئ الساحر، كانت ليلى، المعروفة بلقب السراب، تجري بخفة على الرمال، شعرها الداكن يتطاير مع الرياح.
**ليلى**، شابة عربية ذات قوة وذكاء خارقين، تدير أعمال المافيا في إيطاليا بكفاءة لا مثيل لها. رغم مظهرها الرقيق، فإن شخصيتها القيادية وحزمها يجعلان الجميع يحترمونها ويخشونها. في نفس الوقت، تعيش ليلى حياة مزدوجة؛ فهي طبيبة محترمة، تنتمي لعائلة من الأطباء والصيادلة الذين لا يعرفون شيئًا عن جانبها المظلم.
بينما كانت تجري مستمتعة بلحظات الهدوء النادرة، رن هاتفها فجأة. توقفت ليلى وأجابت على الفور.
"مرحباً، أبي،" قالت بصوت هادئ بينما تتطلع إلى الأفق البعيد.
"ليلى، كيف حالك؟" جاء صوت والدها دافئًا وهادئًا عبر الهاتف.
"أنا بخير، أبي. فقط آخذ بعض الوقت للاسترخاء والتفكير."
ابتسمت وهي تسمع صوت والدها، الرجل الذي لطالما كان مصدر قوتها وإلهامها. بدأت الحديث عن تفاصيل يومها والأمور التي تشغل بالها. استمر الحديث بينهما لدقيقتين، كانت تشعر بالراحة وهي تسمع نصائحه وتوجيهاته.
"أعلم أن الأمور قد تكون صعبة في بعض الأحيان، لكنك قوية، ليلى. تذكري دائمًا أنك تستطيعين التغلب على أي تحدٍ."
"شكرًا، أبي. هذا يعني لي الكثير." قالت ليلى بامتنان.
فجأة، قطعت صوت محادثتهم انفجارات وصراخ على الطريق المجاور للشاطئ. التفتت ليلى بسرعة لترى سيارة سوداء مسرعة تفقد السيطرة وتصطدم بسيارة أخرى، مما يؤدي إلى حادث مروع. تصاعدت أصوات التصادم المروعة، وأصبحت الطريق فوضى من الحطام والزجاج المتناثر.
"أبي، يجب أن أذهب، هناك حادث!" قالت ليلى بقلق قبل أن تقطع المكالمة وتجري نحو مكان الحادث.
عند وصولها، رأت الأشخاص المتجمعين حول السيارات المتضررة، والدماء تغطي بعض المصابين. كان هناك شخص ملقى على الأرض، يحمل وشمًا يرمز إلى "عصابة العقرب"، عصابة مشهورة بأعمالها الإجرامية.
**آدم**، المحقق النصف عربي والنصف إيطالي، كان على مقربة من الحادث ووصل إلى المكان بسرعة. بعيونه الزرقاوتين الثاقبتين، بدأ آدم بفحص الحطام واستجواب الشهود. كان يرتدي زيًا عمليًا، وجسمه القوي يبرز تحت الملابس.
عند رؤيته للوشم، أثارت شكوكه على الفور. توجه نحو ليلى، التي كانت تحاول مساعدة أحد المصابين. تلاقت أعينهما، وكانت النظرات الأولى مليئة بالتحدي والحذر.
"هل رأيتِ شيئًا غير عادي؟" سأل آدم بصوت جاد وهو يقف بجانبها.
رفعت ليلى رأسها ونظرت إليه بثبات، "فقط الحادث. كنت أتحدث على الهاتف عندما سمعت التصادم."
كان هناك شيء في نظرتها يجعله يشعر بأنها تخفي شيئًا. لكن لم يكن لديه دليل واضح على ذلك. شعر بالتوتر يتزايد بينهما، لكنه قرر ألا يكشف كل أوراقه الآن.
"هذا الرجل الذي يحمل الوشم، هل تعرفينه؟" سأل آدم وهو يشير إلى المصاب.
هزت ليلى رأسها ببطء، "لا، لا أعرفه. لكن يبدو أنه من عصابة معروفة.
نظر آدم إليها مرة أخرى، محاولاً قراءة ما وراء الكلمات. "حسنًا، سنرى ما يمكننا اكتشافه. سنبقى على اتصال."
مع نهاية اللقاء، عاد آدم إلى تحقيقاته، بينما استمرت ليلى في مراقبة المكان، مدركة أن هذا اللقاء لم يكن سوى بداية لصراع طويل ومعقد بينهما. كان كل منهما يحمل أسرارًا يخشى الكشف عنها، ومع مرور الوقت، سيتضح أن هذه الأسرار ستجمعهما في مواجهة تهدد حياتهما ومستقبلهما.

بين السراب و النسر  Between the mirage and the eagleحيث تعيش القصص. اكتشف الآن