كانت ليلى في جناح الطوارئ بالمستشفى، ترتدي معطفها الطبي الأبيض وتقوم بفحص أحد المرضى. كانت تبدو محترفة ومركزة تمامًا، مع أن القلق كان يسكن في داخلها بخصوص الحادث الذي شهدته. الأحداث الأخيرة شغلت بالها وزادت من توترها.
بينما كانت تنهي فحصها الأخير لهذا اليوم، رن هاتفها المحمول فجأة. نظرت إلى الشاشة لتجد أن الرقم غير معروف. بتردد طفيف، أجابت على المكالمة.
قالت ليلى بنبرة حدرة:"مرحبًا، من معي؟"
جاء الصوت من الطرف الآخر، هادئا وواضحا:"مرحبًا ليلى، هذا أنا، آدم."
توقفت ليلى لوهلة، مستغربة كيف حصل آدم على رقمها. "آدم؟ كيف حصلت على رقمي؟"
قال آدم بصوت جاد:"لدينا طرقنا الخاصة، ليلى. أردت أن أطمئن على أحوالك بعد الحادث وأرى إن كنتِ بخير." قا
"أنا بخير، شكرًا لسؤالك. لكن كيف حصلت على رقمي؟" كررت ليلى السؤال، محاولةً فهم مدى تداخل عالمها مع عالمه.
اجب آدم بصدق:"لدي مصادر داخل قسم التحقيقات التي تساعدني في الحصول على المعلومات الضرورية. لم أقصد اختراق خصوصيتك، لكن كان من الضروري التواصل معك."
تراجعت ليلى قليلاً، محاولةً استيعاب الوضع. "فهمت. وما الذي تريده الآن؟"
قال آدم بلهجة حازم :"أحتاجك أن تأتي إلى المخفر. لدينا بعض الأسئلة التي نحتاج إلى طرحها عليكِ بخصوص الحادث."
اجابت ليلى ،محاولة كتم توترها:"سأكون هناك بعد أن أنتهي من بعض المرضى لدي."
أنهت ليلى المكالمة ونظرت حولها، مدركة أن حياتها أصبحت أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. أخذت نفسًا عميقًا، ثم واصلت عملها في المستشفى قبل أن تتوجه إلى المخفر.
وصلت ليلى إلى المخفر في وقت متأخر من اليوم. كانت الأجواء هناك مشحونة بالتوتر والنشاط. دخلت إلى المكتب حيث كان آدم ينتظرها. كان يرتدي قميصًا أبيض ناصعًا وبنطالًا أسود أنيقًا، وبدت عليه علامات الإرهاق من العمل المتواصل.قال آدم وهو يشير لها بالجلوس:"مرحبًا ليلى، شكرًا لقدومك."
جلست ليلى أمامه وقالت بجدية، "ما هي الأسئلة التي تود طرحها؟"
نظر آدم إليها بثبات وقال، "نحتاج إلى معرفة المزيد من التفاصيل حول الحادث وما رأيته تحديدًا. قد تكون هناك معلومات لم تذكريها في تقريرك السابق."
بدأت ليلى تسرد تفاصيل الحادث مرة أخرى، محاولة أن تكون دقيقة قدر الإمكان. كانت تعلم أن كل كلمة قد تكون حاسمة في التحقيق.ليلى :"السيارة السوداء كانت مسرعة بشكل جنوني قبل أن تصطدم بالسيارة الأخرى. سمعت صوت انفجار قوي، ومن ثم ارتطام شديد. كان هناك رجل ملقى على الأرض، يحمل وشم عصابة العقرب." قالت ليلى.
سجل آدم ملاحظاته بعناية، محاولاً الربط بين الأقوال والأدلة التي جمعها. ثم نظر إلى ليلى بفضول وقال، "لم أكن أعلم أنك تعملين كطبيبة. هذا مثير للإعجاب."
ابتسمت ليلى قليلاً وقالت، "نعم، أنا طبيبة. عائلتي تعمل في مجال الطب، لذلك كان من الطبيعي أن أكون جزءًا من هذا المجال."
استمر التحقيق لبعض الوقت، حيث كان آدم يحاول جمع أكبر قدر من المعلومات الممكنة. قبل أن تغادر ليلى المكتب، استدار آدم نحوها قائلاً: "شكراً على مساعدتك، ليلى. سنتابع الموضوع ونبقى على اتصال."
اجابت وهي تغادر المكتب:"حسنًا، سأكون هنا إذا احتجت إلى أي شيء آخر."
مع نهاية اليوم، كانت ليلى تشعر بتوتر متزايد. كانت تعلم أن الأمور قد تتعقد أكثر، وأنها بحاجة إلى توخي الحذر في كل خطوة تخطوها.
فهل سيمر الليل لدى ليلى مثل باقي الناس ام مختلف؟
أنت تقرأ
بين السراب و النسر Between the mirage and the eagle
Storie d'amoreقصة "بين السراب والنسر" هي قصة رومانسية تجمع بين ليلى، الملقبة بالسراب رئيسة المافيا، وآدم، الملقب بالنسر يعمل كظابط استخباراتي . تتناول الرواية قصة حبهما المعقدة التي تتشابك مع عالم الجريمة والمافيا. يتميز آدم بقوته وشجاعته، بينما تتميز ليلى بذكائه...