أدهم : - اذا كيف كان...
كارمن : - ربما اخفى شيئا عنا لكن لن أسأله, سأتحقق بنفسي.
أدهم : - اسأليه على الاقل عن عنوانه
خرجت كارمن من الغرفة و عندما مرت رأت سعدا يخرج سيجارة و ولاعة زرقاء بلاستيكية. اقتربت منه و قالت:
- سيد سعد, هل لي بزيارة والدتك.
سعد: - أه... لا انا متأسف.
كارمن : -حسنا, ابلغها تحياتي
خرجت كارمن من مركز الشرطة و ذهبت الى بيت الضحية و جالت حوله فرأت بابا رئيسيا فخما و بابا خلفيا صغيرا حقيرا, فقالت:
- الآن عرفت ما الغريب في افادة الشاهدة الوحيدة.
و كما رأت كوخا صغيرا في ركن من الحديقة فاتجهت اليه و طرقت بابه بهدوء, ففتحت الباب امرأة عجوز انهكت الشيخوخة جسدها ففرحبت بها بصوت لم يناسب البتة وقارها و هيبتها, المهم أنها ادخلت كارمن الى الكوخ فوجدت عجوزا جالسا على أريكة متهالكة, و تبين أن هذا العجوز هو بستاني الضحية, و الدليل على ذلك الرفش و كيس التراب في ركن من الغرفة الصغيرة. فسألته كارمن بابتسامة عريضة:
- مرحبا يا سيدي, هل تعرف السيدة أمال جيدا,
البستاني: - اعرفها منذ ان كنت شابا في هذا البيت.سأحكي لك قصتها...ان لم تمانعي.
كارمن : - لا, لا امانع.
البستاني: - اذا استمعي جيدا يا بنيتي:::
لقد بدأت عملي هنا عندما كان عمري 28, كان البيت عامرا و كان 14 فردا يثيرون الضجة كل صباح الى ان يعم الظلام,الجد, أمال و أخوها علاء و أبواهما, عم أمال و زوجته و و عمة امال و ابنتها و زوجها. اضافة الى عمها الثاني و زوجته و ابناه, ربما كان البيت يخلو من الحياة قليلا في العطل,لكن غالبا تكون الأنوار مضيئة و الضحك يصاد و يخرج من النوافذ المفتوحة, كما اذكر أن الجيران طلبوا مني اخبارهم بالازعاج وكنت أعتذر دائما, يا حسرة...لكن بعد عامين من وجودي توفي الجد, رأيت أمال وهي صغيرة تبكي و تخترق سكوت الحداد المخيف, لكن, للأسف افترق أفراد العائلة بغياب الجد و ذهب كل شخص الى حياته الخاصة خصوصا بعد ان تشاجروا على الميراث. بقيت عائلة أمال فقط في هذا البيت. الى ان توفي والداها في حادث سير بعد خمس سنوات من وفاة الجد مما زاد في سواد حياتها, و بقي أخوها و ابن خالتها أكبر سندين باقيين في حياتها الى أن تخرجت بعدا عامين. و سافر أخوها الى الولايات المتحدة الامريكية لذلك بقيت تعيش وحدها في البيت, احيانا يزورها ابن خالتها أو صديقاتها, لكن في الثلاثة الأشهر الأخيرة بدأت احس توترا في البيت و ارتباك أمال الدائم, و كثرة صراخها في الهاتف و هي تشاجر خطيبها, لم ارد التجسس فاكتفيت بما سمعت. و الأمس في الصباح, وجدتها تتنزه في الحديقة على غير عادتها, الى ان رأتني فاقربت مني مهرولة مما أقلقني فطلبت مني أن لا أسمح لاحد بالدخول. لكن الذي زاد الامر غرابة هو انها طلبت مني ترك البوابة مفتوحة في الساعة العاشرة و الربع و أغلقها مع منتصف الليل, و أمرتني ان ابقى في كوخي و أن لا أغادره في المدة التي تكون فيها البوابة مفتوحة. ثم سمعت صوت رجل يتحدث لم اتبين مالكه ثم صوت شيء تكسر فخرجت من الكوخ رغم أوامر السيدة فرأيت رجلا يخرج راكضا و يمضي في خط مستقيم بعد ان خرج من الباب الخلفي و قفز فوق السور و توارى. هذا ما عندي...
كارمن : - هذا بالضبط ما اردت أن أسمعه.
البستاني : - سيدتي, أنا للأسف لم ار ملامح الرجل لكن ما عرفته ان طوله في الاغلب يتراوح بي 175 و 180 صنتمترا.
كارمن : - اسفة يا سيدي لكن هذا المعلومة لن تفيد لأن طوليهما متقاربن, هل لديك معلومة أخرى؟
البستاني : - كان شعره مجعدا.
كارمن : - شعره... مجعد؟ لكن هذا لا يتطابق مع المشتبهين بهما.
البستاني: - هذا ما استطعت رؤيته فالحديقة مظلمة قليلا في الليل.
كارمن: - شكرا لك سيدي.
زوجة البستاني : - هل تريدين أن تأكلي شيئا؟
كارمن : - لا, أشكرك...علي المغادرة.
غادرت كارمن الكوخ ثم اتجهت الى منزلها, او بالأحرى شقتها في الطابق الثالث من عمارة قديمة. ثم أمسكت ورقت وكتبت فيها كل ما يشغل بالها من تسؤلات.
لكن المفتش اتصل بها وهي منغمسة في الكتابة مما فاجابته:
أدهم: - هل توصلت الى شيء؟
كارمن : - وجدت شاهدا آخر .
ادهم : - من ؟؟؟
كارمن : - البستاني.
أدهم: - و هل ساعدك؟
كارمن: - لا بل زاد الأمر تعقيدا, لكن لدي طلب.
أدهم : - ماذا تريدين ؟
كارمن : - أنا أريد أن لا يدخل احد الى البيت طوال أسبوع.
أدهم : - حسنا, لكن اريدك الآن و فورا في مركز الشرطة واجلبي الولاعة.
كارمن : - حاااااااااضر
ما ان وصلت كارمن الى مركز الشرطة وجد المفتش ينتظرها مع مساعده فقدمت له الولاعة فقلب الكيس البلاستيكي بين يديه وقال:
- أترين يا كارمن؟
كارمن : - ماذا؟
أدهم: - هناك رماد على حافة الولاعة.
كارمن : - وما المفيد؟
أدهم : - قد نعرف..
كارمن مقاطعة : - لن نعرف شيئا فالسجائر لن تختلف كثيرا عن بعضها كما أن المشتبهين بهما يستعملا نفس النوع.
أدهم : - هم ثلاثة.
كارمن : - لا بل اثنان, لا البستاني أخبرني أنه رأى رجلا, لذلك نستبعد سعاد, لكن ربما قد تعاون مع احديهما, كل الاحتمالات مطروحة. لحظة... ربما؟...استدع الشاهدة.
دخلت لمار تتأرجح, وما ان رأت المفتش و كارمن حتى جمدت في مكانها:
كارمن : - تفضلي اجلسي.
لمار: - ماذا؟
كارمن : - اجيبيني, و بكل صراحة, كم أعطاك المجرم من النقود ثمنا لسكوتك.
لمار: - م.م.م.ماذا؟ أنا لم أخذ شيئا؟
كارمن: - اعترفي, ان شبام بيتك لن يسمح لك برؤية حتى الباحة الخلفية للبيت فكيف رأيت المجرم يخرج من الباب الخلفي؟
لمار: - أنا...أنا...لم أفعل شيئا.
كارمن: - بل فعلت, طلب منك القاتل أن تتظاهري بكونك شاهدة أليس كذلك.
لمار: - لقد...لقد... نعم هذا صحيح, لكني لا أعرف هويته, أقسم لك.
كارمن: - كيف اذن.
لمار:- سأخبرك بالحقيقة لكن تمهلي...
أنت تقرأ
الحل في الرماد
Mystery / Thriller" القضية مجهولة التفاصيل, لكن يستحيل أن تكون جريمة كاملة, الأدلة الوحيدة هي ورقة مكتوبة و ولاعة, لكني سأتوصل الى الحل, عاجلا و ليس أجلا" كارمن الفاروقي