لحظة شرب القهوة
دخلت كارمن الى غرفة الانعاش في المستشفى ممسكة بكاس قهوتها السودا ، رمز نصرها و نجاحها, حيث وجدت السيدة سعاد والسيد سعد جالسين على كراسي بلاستيكية والسيد سعيد ممدود فاتح عينيه بصعوبة على سريره كما جلس المفتش أدهم في ركن قصي. و وقف البستاني متكئا على الحائط الرمادي فقالت كارمن: " سيأتي ضيفنا بعد 5 دقائق"
بعد عدة دقائق سمعت دقات على باب الغرفة فتحت كارمن مبتسمة وقالت في أثناء فتحها "لقد جاء ضيفنا المنتظر" فدخل شخص تفاجئ الجميع من رؤيته: كان أخ أمل علاء, فقال: - لماذا استدعيتني كارمن هل تريدين التعرف على آمال أكثر,
كارمن: - لا بل لكي لا تفوت لحظة الحقيقة.
علاء: -أي حقيقة يا كارمن؟
كارمن : - تفضل اجلس, لكن من منكم يملك سيجارة ارجوكم، علاء؟
علاء: - لا ليس لدي
سعد : - تفضلي واحدة
كارمن:- و الولاعة؟ يا سيد علاء هل لديك واحدة
علاء:- هاهي.. ومد لها ولاعة خضراء بلاستيكية
أدهم : - تفضلي يا كارمن اننا نستمع لك.
كارمن: -ركزوا يا أعزائي فإن الشرح سيطول قليلا لأن القضية ليست بسيطة مثل قضايا كل يوم بدأت القضية بطلقة رصاص على فتاة لم تتجاوز ال24 سنة,ثم تحولت إلى قضايا متسلسلات ومحاولة قتل او وصلت إلى قتل الشاهدة الوحيدة التي لم تكن شاهدة في الحقيقة لقد قبلت رشوة من قبل القاتل الذي قتل أمال. ثمنا لسكوتها وتظاهرت إنها رأت المجرم يفلت من الباب الخلفي لمنزل الضحية ولكن هذا المجرم لم ينتبه لعدة ثغرات في كذبته فإن لمار عرفت أنه رجل. أمر أمال أن تأمر البستاني أن يترك الباب مفتوحا لكي لا يكون أي شاهدا هناك لكن بمخالفة البستاني لأمر سيدته ساعدنا كثيرا لأنه رأى أن المجرم رجل بشعر مجعدا مما يخالف مواصفات السيد سعد والسيد سعيد لذلك نستبعدهما لأن سعيدا لن يتمكن من ضرب نفسه بمضرب مثل هذا. ورغم أن السيد سعدا له المؤهلات وله الدافع لقتل أمال لكنه لم يقتلها. لأن بالمنطق لن تسمح له بدخول بيتها حتى لو كان يحاولها لأجل ذلك. من هو الشخص الذي تسمح له بدخول بيتها إنه طبعا أحد من أفراد عائلتها كما أنه قريب جدا منها ويمكنه أن يأخذ أرقام الضحايا من هاتفها دون أن تشك فيه ولا لحظة.لذلك استدعينا ضيفنا المميزة السيد علاء الذي هو نفسه مجرمنا المتسلسل. إليك الورقة التي وجدناها كانت دليلا وليست إسم المجرم. إنه سعيد لأن سعيدا هو الوحيد الذي يعرف أخ الضحية الأولى ويعرفه حق المعرفة كما أن علاء يكرهه كرها شديدا مما دفعه إلى محاولة قتله لأن علاقاته وطيدة جدا مع آمال مما سبب غيرته كما أن شجاره مع آمال الذي لم يعرف عنه أحد كان بسبب الميراث الذي أخذت معظمه أمال لحب والديها لها. لكن آمال خدعت بهذه الطيبة التي أظهرها أخوها فجأة وسافر من أجل أن يقتلها وتظاهر أنه في أمريكا حين اتصلت به ولكنه لم ينتبه أنه قد أجاب على رقمه في تونس إن كل حركاته متوقعة فقد سافر إلى تونس و ورفض أن يسكن في شقته لكي لا يعرف حارس العمارات وسكن في شقة في فندق اليكم معلومة أخرى لقد شك علاء أن لمار قد تقول أي شيء عن محادثته معها وعن الرشوة وعن كل ما حدث من الكذبة المزيفة السخيفة لذلك قتلها لكي لا تقول المزيد الذي قد يفضحه ويفضح جريمته. يبقى أنا عندما بحثتم في هاتفي الضحيات الأولى لم تلحظ أن رقمه التونسية القديمة مسجل والجديد غير مسجل وقد امتلك الإثنين لكي يزيف الأمر وآمال لم تعرف هذا لم تجد الشرطة اي اتصالات في الأسبوع الأخيرة لأن الأخ اتصل من هاتف عمومي لأنه يعرف أن رقمه سيسجل ولن يتمكن من حذفه. أما الولاعة التي ظننتها للسيد سعد لم تكن له بل لعلاء. وهاهي مثيلتها امامكم، لكن الرماد الذي على الولاعة الأولى ليس بقايا سيجارة فهذا واضح من الرائحة التي شممتها في غرفة الجريمة الاولى بل كانت رائحة، كيف اصفها؟مثل الشعر المحروق، ارادت ان تحرق البيت يا علاء لكن الوقت ضيق اليس كذلك ؟
علاء: - خدعتني ايتها الماكرة، انا لست خائفا، لقد قتلتها، و قتلت لمار، و اردت ان اعذب سعيد لكي يشعر بالالم طوال عمره الباقي، خاصة بعد ان تقم لخطبة اختي ووافقت الغبية من دون ان تعلمني.
سعد: - سعيد خطب امال
علاء:- نعم لقد بقي الخائنان يخططان للزواج وعرفت بالصدفة عندما ارسلت رسالة بالخطأ لي و كشفت كل ما تنويه هي و ذلك الجبان.انا لن اندم يوما على قتلها، فقد اخذت جل الثروة بنفاقها و طيبتها الزائفة.
كارمن:- لكنك لن تربح شيئا فالسجن هو كل ما ستجنيه
علاء :- لكن للانتقام طعم لا يقدر بثمن
سعيد :- لكن لم افهم، ما علاقتي بالموضوع، لماذا كتبت امال اسمي بعد موتها؟
كارمن :- لانك الوحيد الذي يعرف عن امر الخطبة السرية التي هي مفتاح القضية و حل هذا اللغز، و لا تقلق فما فعلته غير مخالف للقانون.
علاء:- ولكن العار سيلحقه الى ابد الابدين
البستاني هامسا :- لقد جن
أدهم:- هيا يا سيد علاء، اكمل قصتك في مركز الشرطة
أنت تقرأ
الحل في الرماد
Tajemnica / Thriller" القضية مجهولة التفاصيل, لكن يستحيل أن تكون جريمة كاملة, الأدلة الوحيدة هي ورقة مكتوبة و ولاعة, لكني سأتوصل الى الحل, عاجلا و ليس أجلا" كارمن الفاروقي