لمار: - سيدتي أنا أكره امال, أكرهها وأعترف بهذا الامر, ليس من اجل ثروتها, بل من غرورها و تعاليها, انها تغيضني, كل مرة تستفزني رغم ندرة تلاقينا. لذلك, وصلتني رسالة من مجهول, يطلب مني أن اساعده - أو أساعدها- لقتل امال, بأن أتظاهر برؤية المجرم يخرج من خلف البيت, وعدني بــ300000 دينار ثمنا لمساعدته, وافقت على الفور, فوجدت من غد الجريمة المبلغ أمام باب بيتي.
كارمن : - و هل لديك رقمه الآن؟
لمار: - لا, لقد حذف المحادثة هذا الصباح.
كارمن: - هل حسب توقعك رجل أم امرأة؟
لمار:- هناك احتمالان, اذا كان غير منتبه فهو رجل, فقد كان أحد الأوصاف مذكرا, و اذا كان منتبها فلا ادري.
كارمن:- حسنا شكرا لك.
خرجت لمار بنفس الخطى المتأرجحة من المقر. بقيت كارمن صامتة بعد هذه المحادثة, تشعر ان هناك حلقة ناقصة لتكتمل القصة,
أما المقتش فقد أمر أن يغلق بيت الضحية لأسبوع.في الساعة السادسة مساءا, سمع تكسر زجاج شباك, وصلت الشرطة باكرا هذا المرة, و كان ذلك الشباك هو شباك الطابق الأول من بيت لمار, دخل الشرطيون الى البيت ليجدوا لمار ملقاة على الأرض و الدم يسل من رأسها. بالطبع, كانت جثة هامدة.كان الأمر غريبا الرصاصة اخترقت الشباك و اصبت لمار, لكن لماذا؟ تسائلت كارمن.بقيت تحدق في الشباك الى ان جذب انتباهها شيء, هاتف الضحية الثانية مازال يعمل, أمسكته فرأته مفتوحا على تطبيق" واتساب" لتجد عددا من الرسائل المحذوفة و رقما غير مسجل جربت الاتصال به فوجدته غير مستعمل, لكن الامر الأكثر اهمية, ان بصر كارمن الثاقب رأى ان شباك الطابة الثاني من منزل أمال مفتوح.
ركضت كارمن إلى بيت الضحية واجتازت الغرف وصعدت السلم إلى الطابق الثاني فوجدت الشباك حقا مفتوحا والكرسي تحرك من مكانه ليقترب من الشباك. فحصت الغرفة فوجدت علبة رصاص مفتوحة وفارغة وبندقية ملقاة على الأرض إستغربت حقا لقد زاد الأمر تعقيدا ولم تعود القضية واضحة كما كانت في البداية هل كانت في البداية واضحة أم أنها لم تكن تعرف التفاصيل أصلا بدأت القضية تتعقد شيئا فشيئا.عادت كارمن إلى بيت لمار الذي أحاطت به سيارات الشرطة ورجال الشرطة كما وقف المفتش أدهم خارج البيت. عليها الآن أن تستعمل سلاحه السري كأس القهوة بمغرفتي سكر. إنها حقيقة, عندما يتقبل عقله كارمن كافيين تصبح هي من أذكى الأشخاص التي يمكن لأي شخص أن يعرفهم. عادت كارمن إلى بيتها وأعدت كأس القهوة السوداء وجلست أمام مكتبها وأعدت عدة أوراقا وقلما لتسجل كل ما يمليه عليها عقلها في تلك اللحظة. لكن ترددت كارمن هل هذه اللحظة الصحيحة لشرب القهوة؟ أم أنها يجب أن تنتظر قليلا لتجمع أدلة كافية لأ ليس الأمر بهذه السهولة يجب عليها أن تجد أدلة أخرى لكي تكون إجابتها صحيحة وتوقعها مناسبا قطع عليها هذا الحوار الداخلية صوت رنين هاتفها على اتصال المفتش مرة أخرى عندما قال لها: - يا كارمن لماذا عدت إلى بيتك مبكرا؟ لدينا الكثير هنا للبحث فيه.
كارمن: - سيدي المفتش أظن أن اللحظة حانت لكي أجمع ملاحظاتي وأن أكتب اسنتاجاتي فإن العمل هكذا قد لا يأتي بنتيجة مفيدة.
أدهم: - حسنا سأخبرك على الأقل يا عن نتائج بحثنا في مسرح الجريمة وجدنا ورقة مكتوب عليها : لقد خنتني وستدفعين الثمن" كما وجدنا هاتف الضحية ولكن ليس هناك أي معلومات مفيدة فيه فقد كانت هناك محادثة محذوفة لم يتمكن أحد من معرفتها ولا حتى الجهات المختصة.
كارمن: - سيدي المفتش أظن أن هذه المحادثة بين الضاحية لامار وبين قاتلها الذي هو نفسه قاتل أمال, أنا سأخبرك عن نتائج بحثي لقد ذهبت إلى منزل الضحية الأولى آمال و وجدت شباك الطابق الثاني من بيتها مفتوحا مع بندقية ملقات وعلبة رصاص فارغة إذا أردت أن تبحث إلى البيت في الأبواب مفتوحة لقد قلت للشرطة أن تسمح لك بالدخول
أدهم: - إذا القاتل وتسلل وذهب إلى شقة من شقق الطابق الثاني الذين يطلون على بيت لامار وأطلق الرصاصة من شباكه المفتوح لتخترق شباك بيت لامار وتقتلها لكن الغريب كيف وجد لمار واقفة أمام الشباك بالضبط ويصوب على رأسها من تلك المسافة التي لا تقل عن 10 م؟
كارمن: - أنا ما أقترحه أن القاتل قد تواصل مع لمار من نفس رقمها السابق ووو أخبارها أن تقف أمام الشباك.
أدهم: - حسنا هذا اقتراح موفق ولكن تعالي إلى مركز الشرطة فقد مللت من هذه الاتصالات الطويلة.
كارمن: - أنا آتية.
دخلت كارمن إلى مركز الشرطة فوجدت المفتشة ينتظرها أمام الباب. ابتسمت ابتسامة عريضة ثم قالت للمفتش :
- هل مللت من إتصالاتي الطويلة واستنتاجاتي التي تفوق حدود المعرفة؟
أدهم: - كفى مزاحا فإنت في مكان عمل يا كارمن إذا أخبريني بما توصلت بالظبط والتفصيل
كارمن: - أخبرتك بكل التفاصيل لكنني لم أجد أي شيء آخر ولكن استنتاجاتي تأتيني شيئا فشيئا فعليك بقليل من الصبر.
رن فجأة هاتف مركز الشرطة فهرع المفتش أدهم وأجاب على الهاتف وخلال الاتصال لاحظت كارمن أن ملامحه بدأت تعبس شيئا فشيئا إلى أن وضع السماعة ورفع عينيه إليها وقال:
- وجدوا سعيدا مضروبا على رأسه وهو الآن في المستشفى.
أنت تقرأ
الحل في الرماد
Mystery / Thriller" القضية مجهولة التفاصيل, لكن يستحيل أن تكون جريمة كاملة, الأدلة الوحيدة هي ورقة مكتوبة و ولاعة, لكني سأتوصل الى الحل, عاجلا و ليس أجلا" كارمن الفاروقي