ذهب قيس في مهمته إلى قرية "شجن"، الواقعة في أطراف المملكة المتطرفة التابعة للإمبراطور مراد. كانت "شجن" واحدة من أكثر الأماكن اضطرابًا في المملكة، ولم يكن ذلك بسبب تهديد خارجي، بل بسبب فساد الحاكم الذي سيطر على القرية وأغرقها في الفوضى. قرر قيس أن يرى كل شيء بعينيه، ليحكم بنفسه على الوضع.
في الفترات الأخيرة، تصاعدت الاضطرابات بشكل كبير، وكان الشغب الذي يعصف بالقرية ناتجًا عن سياسات الحاكم الظالمة. لكن كان الإمبراطور مشغولاً في أمور أخرى . لذلك، توجه هو بنفسه بأمر من والده إلى "شجن" ليكتشف ما يجري عن قرب، فالحاكم الفاسد كان ينهب الثروات ويقمع أي محاولة للتمرد.
قيس بحاجة لرؤية كل التفاصيل الدقيقة، لمعرفة حجم الفساد ومدى تأثيره على الناس هناك. "شجن" كانت تعيش تحت وطأة هذا الظلم، وكان من الواضح أن الأمور لن تهدأ ما دام الحاكم على رأس الأمور.
كان قيس يرتدي ملابس قروية بسيطة تشبه ملابس المزارعين، كما أن مظهره كان يهدف إلى الاندماج بسهولة بين أهل القرية. فقد كان يعرف تمامًا أن مظهره كغريب سيثير الشكوك في قلوب أهل "شجن"، ولذلك حاول أن يبدو كأحد السكان المحليين. كانت القرية زراعية بالكامل، وكان كل شيء فيها يعكس هذا الطابع القديم الذي لا يواكب الحداثة. المنازل مبنية من الطوب، وكل منزل يحمل طابعًا مختلفًا عن الآخر، مما يزيد من عزلتها وتخلفها مقارنة بالمناطق الأخرى في الإمبراطوريه
على الرغم من أن هذه القرية بدت متأخرة عن باقي الأماكن التي زارها قيس في الإمبراطوريه إلا أن هذه كانت الطريقة المثلى للتسلل إليها دون جذب الانتباه. كان يعرف أن التقدم ليس مرادفًا للنظام، بل قد يكون مجرد واجهة للفساد. وهكذا، في مظهره البسيط، بدأ مهمته في مراقبة القرية عن كثب، عازمًا على الكشف عن كل ما يختبئ وراء هذا الظلام الذي يعصف بها.
وقف امام مدخل القريه ينظر بعدساته السوداء التي إرتدها لإخفاء شكل عيناه المميز
وقف قيس أمام مدخل القرية، ينظر بعينيه المخفيتين وراء العدسات السوداء التي ارتداها بعناية، ليواري خلفها سرًا كان لا يرغب في أن يلاحظه أحد. كان السكون يلف المكان، .
"كانت العيون، تلك السمة التي تميز أفراد العائلة الحاكمة عن سائر الشعب، هي أبرز ما يلفت النظر. ليس فقط بسبب لونها أو شكلها، بل لأن لكل فرد من العائلة شكل عينين فريد لا يمكن لأي شخص آخر محاكاته. تلك العيون التي تبدو وكأنها تحمل سرًّا عميقًا، كأنها تنقل رؤية للعالم تختلف تمامًا عن نظرات الآخرين. من خلال هذه العيون، أصبحوا رمزًا للسلطة والغموض، وكأنها تعكس قوتهم ومكانتهم العليا.
جاء قيس إلى هذه القرية تحت ستار الزيارة العائلية، وكأنه مجرد قريب يزور أقاربه في مكان بعيد عن الأنظار. لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا. كان قد اتفق مع الفتاة صاحبة الرسالة المشفرة على كل شيء، من خلال رموز ورسائل مبطنة، تضمن ألا تنكشف مهمته الحقيقية. ولحسن حظه، كانت الفتاة تتقن فن التشفير وفهم التكنولوجيا بشكلٍ عميق، مما سهل عليه التواصل معها من بعيد وتبادل المعلومات بحرية دون أن يلفت الانتباه.

أنت تقرأ
فيكتوس رياليس
Fantasyماذا لو كانت الصداقات التي نسجناها في أحلامنا، ليست مجرد أحلام؟ ماذا لو كانت تلك العوالم التي تخيلناها، موجودة بالفعل؟ وماذا لو كنا جزءًا منها؟ أسئلة لطالما راودتني، وأجوبتها ربما كانت أكثر ظلمة وأعمق مما توقعت أفكاري كانت دوامة سوداء، تجرني إلى أع...