أشباح الدماء

20 1 0
                                    

### الفصل الثالث: أشباح الدماء

بعد الانفجارات التي هزت المدينة، غمر الغاز السام شوارع "كوروما"، مُنذرًا بالكارثة. وسط الدمار، كانت هناك بذرة أمل صغيرة: "مايا"، شابة ذات إرادة قوية وعزيمة لا تلين. مايا كانت تعلم أن موت كايتو لم يكن نهاية الطريق، بل بداية لمعركة جديدة.

داخل مخبأها السري، كانت مايا تعكف على دراسة مذكرات كايتو. كان اكتشاف "الكود الأسود" بمثابة شعاع ضوء في هذا العالم المظلم. هذا الكود كان مفتاح تغيير قواعد اللعبة، ولكنه كان موجودًا في مركز القيادة المحصن بشكل لا يمكن اختراقه.

بدأت مايا في تشكيل فريق من المتمردين الذين كانوا يرفضون الخضوع للقوانين القاسية. تجمعوا في سرية تامة، ووضعوا خطة لاختراق مركز القيادة. كان الوصول إليه يتطلب عبور أنفاق مظلمة مليئة بالفخاخ القاتلة والحراس المدججين بالسلاح.

في ليلة مظلمة وخالية من النجوم، انطلق الفريق عبر الأنفاق. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وكل خطوة كانت محفوفة بالمخاطر. الأصوات الوحيدة التي كانت تُسمع هي الأنفاس المتقطعة والهمسات الحذرة.

عند وصولهم إلى مركز القيادة، دخلوا في معركة شرسة مع الحراس. الدماء تدفقت بغزارة، والجثث تساقطت واحدة تلو الأخرى. الأصوات المرعبة للقتال كانت ترتفع، ممزوجة بصراخات الألم والدماء التي تناثرت في كل مكان.

وسط هذا الفوضى، اندفعت مايا نحو وحدة التحكم الرئيسية. بدأت في إدخال الكود الأسود، لكن فجأة، ظهر "الشبح"، الكيان الغامض الذي يتحكم في اللعبة. كانت عيناه تلمعان بالجنون، وضحكته الشريرة تصدح في المكان، تضيف جوًا من الرعب المطلق.

"أنت تظنين أنك تستطيعين تغيير اللعبة؟" قال الشبح بضحكة شريرة مدوية. "لن تنجحي، ستنتهين هنا، كما انتهى كل من حاول قبلك."

اندفع الشبح نحو مايا بقوة غير طبيعية، محاولاً إيقافها. بدأ يضربها بشراسة، وأصوات العظام المتكسرة كانت تعلو وسط الضحكات المجنونة. كانت الدماء تسيل من جروحها، ولكنها لم تتوقف. بإصرار لا يوصف، واصلت مايا محاولتها لإدخال الكود.

الفريق حاول الدفاع عنها، لكن الشبح كان يفتك بهم واحدًا تلو الآخر. أصوات الصراخ والضحكات الجنونية تملأ المكان، والجثث تتراكم حولهم. كانت الأرض تغمرها الدماء، وأصبح المكان كأنه مسرح لجحيم حي.

بكل قوتها المتبقية، استطاعت مايا أخيرًا إدخال الكود الأسود. بدأت الأنظمة في المدينة تتعطل، والأضواء تومض بشكل غير منتظم. لكن الشبح لم يتوقف، أمسك بمايا وألقى بها على الأرض بقوة. وقف فوقها، وضحكته الشريرة لا تزال تصدح في الأجواء.

"لقد فات الأوان!" صرخ الشبح، ثم أمسك بسكين حادة وغرزها في صدر مايا بقسوة. صرخة مايا كانت مزيجًا من الألم والانتصار، بينما بدأت الشاشات تعرض رسائل النجاح وتغيير القواعد.

بينما كانت الحياة تتلاشى من عينيها، ابتسمت مايا، عارفةً أن تضحيتها لم تذهب سدى. بدأت المدينة تشهد تحولات جذرية، وبدأ الناس يشعرون بالتحرر من قيود اللعبة.

لكن النهاية لم تكن هادئة. كانت مغمورة بالدماء والصراخات، ومع موت الشبح وانتصار الفريق، كانت الأرض تغمرها بركة من الدماء، والشمس بدأت تشرق على مدينة جديدة، حرة من طغيان اللعبة، ولكن مشبعة بذكريات الرعب والتضحية.

وسط بركة الدماء، ومع آخر أنفاسها، كان صوت ضحكة الشبح الشريرة يتلاشى، تاركًا خلفه مدينة تحررت بثمن باهظ، وعهد جديد يبدأ على أنقاض الدماء والألم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لعبه الدماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن