طغيان الحقيقة

21 1 0
                                    

### الفصل الثاني: طغيان الحقيقة

بعد نهاية المعركة الدموية في ساحة القتال، ظلت الجثتان، ريو وهاروكا، ممددتين على الأرض وسط بركة من الدماء. كان الهواء مشحونًا بالصمت المروع، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب. لكن، في هذا العالم المليء بالظلام، لم تكن نهاية كل شيء.

في مكان آخر من المدينة، في مختبر تحت الأرض، كان "كايتو"، عالم مهووس بالتكنولوجيا ومراقب للعبة، يراقب شاشة كبيرة تظهر عليها مشاهد المعركة الأخيرة. كان كايتو دائمًا يسعى لاكتشاف أسرار اللعبة وكشف الحقيقة وراءها، لكنه لم يتوقع أبدًا ما رآه في عيني ريو قبل موته.

تحرك كايتو بسرعة إلى الساحة، مستخدمًا ممرات سرية لتجنب أعين المراقبين الآخرين. عندما وصل، كانت الجثتان لا تزالان دافئتين. بدأ كايتو بفحص ريو، ولاحظ وجود قطعة معدنية صغيرة في يده. بمجرد أن لمسها، شعر بنفس الصدمة الكهربائية التي شعر بها ريو.

وفي تلك اللحظة، فهم كايتو الحقيقة: هذه القطعة كانت مفتاحًا لنظام اللعبة. كان ريو قد اكتشف جزءًا من الحقيقة قبل موته، والآن أصبح الأمر بين يدي كايتو.

عاد كايتو إلى مختبره، ومعه جثة ريو. بدأ بتحليل القطعة، محاولًا فك رموزها. كانت المهمة معقدة، لكنه كان مصممًا على فهم كل شيء. مع مرور الوقت، بدأت الصور تتضح أمامه. كانت اللعبة تتحكم فيها شبكة معقدة من الأجهزة، تديرها كيانات خارجية تستمتع بمعاناة البشر.

في هذه الأثناء، في أحياء المدينة، كانت الأمور تزداد سوءًا. انتشار الشائعات عن موت ريو وهاروكا بطريقة غير طبيعية أثار الرعب بين السكان. أصبحت المدينة في حالة اضطراب، والخوف من الجولة القادمة كان يزداد كل لحظة.

في ليلة مظلمة، قرر كايتو استخدام معرفته الجديدة لإحداث تغيير جذري. قام بإدخال القطعة إلى نظام اللعبة الرئيسي، متوقعًا أن يفتح ذلك أبوابًا جديدة. وما إن فعل، حتى بدأت الأنظمة في المدينة تتعطل. الأضواء الخافتة بدأت تتلاشى، والأصوات الميكانيكية توقفت.

لكن هذا التغيير لم يكن رحيمًا. فجأة، انفجرت مجموعة من الأجهزة في المختبر، مدمرة كل شيء حولها. تدفق الغاز السام من الأنابيب المكسورة، وبدأت الشاشات تعرض صورًا مشوشة للمدينة. كان كايتو يدرك أنه أحدث فوضى، لكنه لم يكن يعلم أن الثمن سيكون بهذا الدموي.

في تلك اللحظة، انهار السقف، وتدفق الركام على كايتو. جسده تمزق تحت الحطام، والدماء بدأت تتسرب بين الأنقاض. كانت النهاية سريعة ووحشية. مع موت كايتو، تلاشت آخر آمال المدينة في كشف الحقيقة وتحرير الناس من اللعبة القاسية.

انتشر الدمار في كل أنحاء المدينة، ومعه انتشرت الفوضى والرعب. الناس هرعوا إلى الشوارع، محاولين الفرار من مصيرهم المحتوم، لكن لم يكن هناك مهرب. اللعبة كانت أقوى من الجميع، وتحكمت بكل شيء.

بينما كان الغاز السام ينتشر في الأرجاء، تحولت المدينة إلى مسرح للموت والفناء، ومع سقوط كايتو، سقطت معه آخر رموز الأمل في كوروما.

لعبه الدماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن