هيا عزيزاي فالأريكة القذرة تنتظركما هناك..
!!!
ماذا هناك!!!!؟؟؟.. عزيزتي لِمَ تصرخين؟؟؟ ماذا حدث يا عزيزي؟؟؟
..
ماذا؟..
..
خلفي؟؟؟... ااااه إنها البوصلة.
عزيزتي أفزعتني ظننت أن خزانة الشياطين فُتحـ.. أعني.. لا شيء لاشيء، أعني لا عليكما من ثرثرتي إنها عادةٌ العر... أعني إنها عادةٌ قذرةٌ لدي عادة الثرثرة تلك...
نعم البوصلة كدتُ أن أمسى أمرها..همم إذًا عادت للتحرك من جديد؟..
..
ماذا؟ أتسئلانني عن هذه البوصلة؟.. حسنًا لا بأس اجلسا على أريكتي العفنة الغير مريحة وسأحكيها لكما.
..
لنبدأ قصتنا الآن.. أغمضا أعينكما واسترخيا..استمعا للأرقام فقط ودعا الهدوء يتسرب لكما حتى النُخاع.. لا يوجد فرقٌ بين الشخص الفاسد والصالح هنا.. فالأرقام لا تُبالي......
واحـد
إثنـان
_________________________________________
_"يا كابتن هنحمّل الصناديق كلها ولا على مرتين؟؟؟"
_"إرفعوا الصناديق كلها.. البضاعة دي لازم توصل المينا مع شروق الشمس يلا بسرعة شدو الهمة مقدمناش وقت نلازم نتحرك دلوقتي.. "
وما هي إلا دقائق مرَّت حتى عاد صوت القطبان يجمع طاقمه من البحارين يخبرهم بمهام كل واحدٍ منهم وفي النهاية قال مُشجعًا :
_"إرفعــوا الشـراع! "
________________________
_"يا كابتن هنعمل إيه في البغبغان المجنون دا؟؟؟ "
مال أحدهم على أذن صاحب الحديث السابق وقال باستهزاء:
_"أنا بقول نزغطه ونشويه واحنا في عرض البحر كدا."
ضحك الطاقم بأكمله فيما عدا القبطان الذي فتح القفص للببغاء المريض الذي لم يخرج من قفصه بل ظل يترنح داخل القفص ويصدم نفسه بجدرانه بعنفٍ مثيرٍ للدهشة حتى أصاب قدمه بسوء ليستقر في أحد الأركان ويبدأ بالصراخ بشكلٍ هستيري قبل أن يشرع بنتف ريش جسده كاملًا بعنف وهو ينزف الدماء ومن ثم قام بإدخال مخلبيه في عينيه ليفقأهما تحت نظرات الذعر من القبطان والطاقم بأكمله قبل أن يخرج من القفص أخيرًا ودون رؤية أي شيءٍ أمامه ألقى بنفسه في إحدى الشُعَل النارية..
_"البغبغان ده أكيـد اتجنن! "
_"يلا الله يرحمه كان بغبغان طيب برضو"
ومُجددًا انتشرت الضحكات العالية بين الطاقم قبل أن ينهض أحدهم من مجلسه مُنتفضًا فجأة وكأنما أصابه البرق ليتحرك نحو الشُعلة حاملًا إياها ويبدأ في ضرب رأسه بها بعنف حتى تشوّه وجهه والرجال يحاولون السيطرة عليه وإنقاذه، وما إن نجحوا في أخذ المشعل منه حتى بدأ أخرٌ في فعل ما كان يفعل تمامًا.. وبعده أخرٌ يليه أخر.. وهكذا حتى أُصيب الطاقم كاملًا بعدوى الجنون كما يمكن تسميتها..
فيما عدا القبطان الذي وقع مغشيًا عليه فجأة ليفتح عينيه بانزعاجٍ من ضوء الشمس الذي اخترق أهدابه وجفونه المغلقة ليوقظه وليدرك وضعه الذي أضحى به الآن وهو مُقيدٌ فوق شراع السفينة والطاقم من حوله وأسفله يُهلل ويصيح وكأنهم يحتفلون بنحر حيوانٍ ما أو تقديم قربان... ولا إراديًا أغمض عينيه وسحب أنفاسه مع انقطاع الحبل المُحيط به ليهوي من ارتفاعٍ عالٍ ليصبح في النهاية كيسًا مُهترئًا يحمل بداخله بقايا عظامٍ مُفتفتة.. لم يتبقى منه سوى بوصلته الذهبية الجديدة تلك..
البوصلة المسحورة.. التي قامت بحمايته من عدوى الجنون التي أصابت طاقمه.. ولكنها مع الأسف لم تستطع حمايته من لعنة السفينة.
يُقال أن السفينة لازالت تائهةً في المُحيط بعد أن ضلّت سُبُلها وأن وطاقمها حتى يومنا هذا لازالوا يبحثون عن طريقٍ للعودة.
من يدري ربما يعودون جميعًا...؟
___________________________________________
-مَليكـة مجْـدي إبراهيـم.
#السمــــرآء
#عــروس_الـحـكـايات
أنت تقرأ
عــروس الحـكايات
De Todoمرحبًا بالعزيز والعزيزة.. ماذا؟ تُريدان قِصـة؟ هذا مِـن دواعِ سـروري، ولكـن.. لا أعـرف إن ما كان يجب عليَّ إخباركما بهذا الأمـر.. لكن هذه القصـة التي ستُروىٰ على مسامعكما لن تكون كغيرها.. لذلك وجبَ عليَّ تحذيركما، فليس من الجيد طلب الحكايات من أي...