1

252 42 17
                                    

الفصل الأول ( عقد الماس )💎

كان إسمه غريب ...

لم يكن إسما يستعمل البتة في كامل البلاد لكن يقال أن مدير الميتم الذي فتح عينيه به هو من أطلق عليه إسمه لأنه لم يكن كغيره من الأطفال ... لم يسمع بكائه أحد منذ وضعته أمه حتى هربه من الميتم بعد ست سنوات ... لم يبك من أجل طعام و لا لتغيير حفاظاته و لا لسبب غيرهم ... حتى عند مرضه كانت المربيات تنتبهن له بصعوبة إذ يحرص دائما على الحفاظ على ثباته كأنما به رجل بالغ لا يقبل إظهار ضعفه  مما جعل شعورا بعدم الإرتياح يدب بالمحيطين به خلال التواصل معه ...

الأمر الوحيد الذي عاشه غريب مثل باقي البشر كان تلك التسعة أشهر التي أمضاها في بطن أمه ،عدى ذلك فإن كل شيئ كان غريبا في حياته تماما مثل إسمه ...
يتناول فطور الصباح في حي فقير على قطعة كرتون و لكن ذلك لا يمنعه من تناول عشاء اليوم نفسه في واحد من أفخم مطاعم نيويورك ...
تراه يرافق متشىردا على متن قاربه يوما و رأيس دولة عظمى على القارب نفسه في اليوم الموالي ...

يستثمر أمواله في الصناعات المخملية كالذهب و الماس و لكنه لا يجد بدا من شراء متجر فقير في حي ناء في ضواحي المدينة ...

قطيع من الذئاب تدور من حوله لترافقه لمنزله وسط الجبل و لكن ذلك لا يمنع قطة صغيرة بيضاء من انتظار قدومه في مدخل منزله ...

يقال أن كلا منا له نصيب من إسمه لكن غريب
المجنون أثبت أن النصيب قد يكون كل شيء...

             *********************

سحب نفسا عميقا من سيجارته الفاخرة ثم نفث دخانها بقوة في الأرجاء لتعم المكان بينما يغوص بجسده داخل الكنبة التي إسترخى عليها ليريح نفسه بعد ساعات من إنكفائه على مراجعة مستندات تخص صفقات جديدة و مشاريع يتم إطلاقها لتنضاف لصرح أملاكه و إنجازاته العملاقة في جميع المجالات ...

تنفس محاميه ألبار توسكان الصعداء عند سماعه إشارة من مكتب غريب بعد إنتظار طال لأكثر من نصف ساعة في الخارج إمتثالا لرغبة سيده ...

كان آلبار توسكان رجلا في منتصف الخمسينات من عمره ... طويل القامة معتدل الجسم ، ذو ملامح هادئة و ابتسامة لا تفارق محياه ... و كان الشخص الأكثر قربا من غريب منذ أول يوم دخل به إلى مكتبه قبل سنوات ليسأله كيف عساه يحصل على بطاقة هوية له ليشتري ملكية خاصة بإسمه ... تحول آلبار شيء فشيء إلى المحامي الذي يهتم بجميع الشؤون المالية لغريب و بعدها أصبح صديقه المقرب و معلمه الذي صرف عشر سنوات من عمره يشرف على تعليمه مع فريق مختص جعل من الشاب المشىرد الذي لم يدخل المدرسة يوما ،خريج أعرق الجامعات العالمية و بجعبته العديد من اللغات كما القوانين و التشريعات و المبادئ الأساسية لأغلب العلوم الصحيحة و إتقانا لا مثيل له في عدة رياضات كالسباحة و ركوب الخيل و الفنون القتالية ...

المقامر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن