الفصل الثاني (المقايضة)🔁
خيم صمت غريب على المكان و غريب المجنون يحملق بها بينما ترفع ليلى كتفيها لتنكمش بجسدها محاولة حماية نفسها من سهام نظراته الحارقة ... صمت إستمر طويلا دون أن تجرؤ ليلى على قطعه حتى انطلقت من بين شفتيه كلمة واحدة تبعتها ضحكات هستيرية متتالية :
- Surprise ...
- مفاجأة ...صدى ضحكاته تردد في الأرجاء ليبعث بداخلها المزيد من الخوف بينما تراقب عيناه شديدتا الإتساع و هو يقترب منها شيئا فشيئ ...
رفع يده يداعب بها وجنتها بسخرية و هو يقول بنبرة امتزجت بضحكه :
- هل إبتلعت لسانك أم أنك حقا قطة رادغول الصماء ؟
ضلت لبرهة عاجزة عن الحركة بينما شل تفكيرها من شدة المفاجأة ... كيف إستطاع الوصول لها بتلك السرعة ؟ رغم سفرها بجواز سفر مختلف و عدم إدلائها بأي وثيقة هوية للعصابة ...
بينما تضن أنها لم تترك خلفها أي خيط يربطهم بها ،تجد نفسها بمواجهته بعد سويعات قليلة ... في بلد بعيد آلاف الكيلومترات عن مكان فندق العرض ذاك ...
رفعت يدها المرتجفة لتحاول إبعاد يده عن وجهها بقوة لكن إصراره جعله يحكم القبض على خدها حتى تسرب الألم إلى داخلها كأنما بأصابعه إخترقت جلدها ...
دفعها بقوة لتصطدم بالجدار من خلفها و هو يرفع كفه ليهوي بها على فمها و انفها ... يغطي جانبا كبيرا من وجهها كما كان يفعل ذلك القناع ... لم يدرك تماما لما فعل ذلك بل دفعته رغبة جامحة برؤية تلك العيون الساحرة كما رآها أول مرة ...دون أن يشتت نظره أنفها الرفيع المشدود إلى الأعلى ولا إرتجاف شفتيها الورديتين المكتنزتين ...
ضل يحملق بها لبرهة بينما تحاول بضعف التخلص من يده حتى تنبه ليتكلم بنبرة اخترقت أوصالها و عمقت من مخاوفها :- هكذا أفضل ... ستصمتين إلى الأبد بعد لحظات على أي حال ... لكن قبلها ستخبرينني ... لصالح من تعملين و إلى أين أخذت التاج ؟
ابتلعت ريقها و هي تستشعر أنفاسه الملتهبة على بشرتها بينما يقترب منها أكثر فأكثر كأنما يرغب بإختراق جسدها فغمغمت و هي ترفع كلتا يديها لتضرب على صدره بأقصى قوتها حتى تدفعه بعيدا عنها ثم تشكلت الكلمات داخل حلقها بصعوبة لتنطق أخيرا بنبرة امتزجت غضبا و ترددا :
- Barter ... let's agree about a barter ...
ضل ينظر لها بغرابة فغمغمت بخوف لتترجم كلمتها ضنا منها بأنه لم يفهمها ...
- لنتفق على المقايضة ...ارتفعت ضحكاته الساخرة ثانية قبل أن يتكلم و هو يسحبها من يدها بقوة لتصطدم بجسده شديد الصلابة مما جعلها تتأوه ألما :
- تبين أن قطة رادغول ليست صماء كما ضننت ... بل و تتقن اللغة العربية أيضا ...
مرر يده على وجهها ثم استقرت على عنقها ليحكم القبض عليها و يضغط بنسق مشتد و هو يدمدم بغضب :
أنت تقرأ
المقامر
General Fictionيستغل موهبته الفذة في لعب القمار ليمتلك ثروة هائلة فيتحول من مشرد هارب من ميتم ألقي به عند ولادته إلى رجل يمتلك ثروة لا تحصى و لكن ما حققه لم يكن ليكتمل دون الإنتقام ... الإنتقام من الجميع ...