الفصل الثالث (الدم )🩸
نظراته القادحة اخترقت كل جزء منها فشعرت لوهلة بهول ما فعلت ... حبست انفلسها بخوف و هي تحاجث نفسها لائمة :
-أنت أخطأت يا ليلى ... قلت الكلمة الأسوء التي قد تقال لرجل مثله ... فتحت جرحه ووضعت داخله ملحا يكفي ليؤلمه طوال عمره ... و الآن عليك أن تدفعي ثمن خطأك ...
كانت تتوقع أن يسحب مسدسه ليفرغه داخل رأسها أو يفتح باب منزل الجيل و يلقي بها للذئاب تنهش جسدها لكنه فاجئها بنبرة باردة :
-العالم لا يحتاج طفلا من كلينا ... فأم سارقة مخادعة مثلك ستضاعف درجة سوءه و تجعل منه توليفة مرعبة تماما كما الوحوش التي يختبرونها داخل المختبرات في الأفلام الخيالية ...
رفع يده ليضع صوب عينها شيئا عجزت في البداية عن فهمه لكنها تمكنت من حله بعد لحظات من التفكير ...لوح من حبوب منع الحمل ...
بدا لها أن الأمر من صنع خيالها لكنه أطلق ضحكات غريبة ضاعفت خوفها عشرات الأضعاف و هو يتكلم بسخرية :- في القديم تنجب الجواري من الملوك لأنهم لا يمتلكون سبيلا لمنع الأمر ... لكن الآن الأمر شديد البساطة ... تشرب الجارية من هذه الحبوب بشكل منتظم حتى لا يضطر لإنجاب طفل من حثالة مثلك ...
آه ... إن كنت تقولين بأنني لست ملكا كما في القديم فهذا لا يشكل فرقا أبدا ... يكفيني أن أكون ملكا عليك و يسعدني أن أكون الملك الظالم الذي يسلب مملوكيه أغلى ما يملكون ...ضغطت على شفتيها بقوة تحارب إرتجافهما من شدة التوتر الذي ألمَّ بها ثم تكلمت دون أن تزيح عينيها عنه :
- أنت معتاد على فعل هذا ... أليس كذلك؟
رد و هو يرفع كتفيه بكبر :- إنه أمر بديهي ... لن أسمح بأن يحدث أي خطأ من هذا النوع ... لا بد أنك أجريت البحث الكافي عني قبل عملية السرقة تلك ... أو على الأقل سألت من أرسلك عن الرجل الذي ستقعين بقبضته في حال فشلت و انكشف أمرك ... هل رجل مثلي يسمح بأن تحصل إمرأة على طفل مني ؟
كضمت شفتيها مشكلة ملامح الإشمئزاز على وجهها ثم تكلمت بينما تمرر عينيها من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه :- هل تضن أن جينات الجمال اللعين الذي تملكه و قد تورثه لطفلك ستشفع لك عند كل امرأة تلتقيها ...
إبتسم كأنما ضفر بإعتراف منها بهالة جماله التي توقع النساء تحت تأثيره ثم رد برفعة :
- رأيهن غير مهم بالنسبة لي ... ما يهم فقط هو ما أفكر به ، ما أرغب به و ما أرفضه ... من تختار أن تكون معي تختار كل أفكاري و رغباتي ...
تكلمت بحنق و قد احمرت عيناها من شدة الغضب :
-لكنني لم أختر وجودي هنا و مهما أصريت على ترديد أنك ربحتني و أنني ملك لك فلا شيء يغير حقيقة أن ما تفعله إغتصاب بتمام معنى الكلمة ...انفرجت ابتسامة من شفتيه سرعان ما تحولت إلى قهقهة ثم رد بينما يسحبها ليعتصر ذراعيها بين كفي يديه :
أنت تقرأ
المقامر
General Fictionيستغل موهبته الفذة في لعب القمار ليمتلك ثروة هائلة فيتحول من مشرد هارب من ميتم ألقي به عند ولادته إلى رجل يمتلك ثروة لا تحصى و لكن ما حققه لم يكن ليكتمل دون الإنتقام ... الإنتقام من الجميع ...