الجزئية الثانية.

23 2 0
                                    

_ بتبرطم بإية يا براهيم؟
_ مفيش يا زينات مفيش..
ليصمت إبراهيم تمامًا حتى أصبح الصمت سيد المشهد، ليقطع ذلك الصمت إبتسامة عزوز وهو يقول واضعًا يده على موضع قلبه ويقوم بحركات دائرية عليه:
_ طب يا حماتي ينفع أخد عزة في الڤراندا نتكلم في الهوا
_ هوا بره هو هوا جوه كلها خنقة والله، إنجز وإهري عشان دماغي مش فيا من الصداع..

ليغمز عزوز إلى زينات لتفهم زينات إنه يريد الحديث مع عزة بمفردهم قليلًا، لتبتسم له زينات بفم واسع أظهر صفار أسنانها، لتأخذ إبراهيم والفتاتان ودلفت بهم للداخل..

تنهدت عزة بضيق لتظل محدقة في الفراغ بدلًا من النظر إليه، ليقترب عزوز جالسًا جوارها حتى كادت تبتعد لكنه أمسك ذراعها سريعًا لتنظر له بلومٍ شديدٍ حتى أخرج حقيبة سوداء من وراء ظهره لتنظر إليها في دهشة.. ليقول بإبتسامة:
_ يا رب تعجب عَزِتي..

_ دي ليا! دوكها أول مرة حد يجيب لي هدية يا عزوز!
_ ومش آخر مرة يا قلب عزوز.. هو عزوز من غير العزة يبقى إية؟؟
لتأتي ببالها جملته الغريبة لتقول له بغيظ:
_ لية لازم تبوظ اللحظة؟
_ لية بس دي موسيقية أوي يا بت، عزوز من غير العَـزة زي البيرة من غير المَـزة..
_ عزوز والله أسيبك وأقوم حالًا.

قالتها بغيظٍ وكادت ترحل، لكنه أمسك بيدها سريعًا وقال بآسفٍ صادقٍ:
_ البيت ملوش طعم من غيرك يا عزة والله والبنات كانوا الحس بتاعي، الله يكرمك بلاش نخرب بيتنا لو على غلطي حقك عليا أنا آسف، عارف وفاهم إني غلطت بس.. بس..

_ بس هتقول إنك راجل بقى والكلام الفاضي بتاع كل مرة دة

تنهد بحرارة وهي مازالت تنظر إليه على مضضٍ وهناك أمل بداخلها يتمنى أن ينمو مُترعرعًا بين أحشاء قلبها، ليقول:

_ شوفي أنا فعلًا ضميري مأنبني ووعد هتغير ولا هضايقك ولا هعلي صوتي عليكِ تاني.. وعد يا عزة..

إبتسمت بأملٍ طغى على شفتيها لكنها قالت بثقة:
_ تمام بس هفضل كمان يوم عشان فرح صدفة جارتنا، لو حابب تحضر براحتك بس إبقى إستلف بدلة أخوك بقى عشان بتاعتك إتبهدلت وعملتها حتت مطبخ

_ حتت مطبخ.. حاضر يا عزة هاجي بس عشان أشوف حلاوتك.. عجبتك الشنطة؟

قال غامزًا لتقول ناظرة إليها بنظرة تقييم:
_ عادية..
بالرغم من إنبهارها بكونها هدية..
تلك هي الأنثى يا سادة، هدية و كلمة طيبة.. مفتاح باب قلبها للأبد..
ليبدأ الأمل بالتوغل في نفسها لتشعر بالسعادة الحقيقية، فـ هي تعلم أن
"الطلاق" لن يكون عار عليها فقط بالمجتمع بل عار على الفتيات حين يأتي سن زواجهن، لأننا مجتمع ينظر لكل شيء من الخارج ولا يهمنا الظروف، الجوهر ولا حتى ما مرت به الأم أو الأب من أجل الحصول على أقل خسائر من الطلاق وتربية أبناء أسوياء..
وفي كتب العلاقات والتربية "الطلاق هو أسوء الحلول" وفي كتاب الحياة "التجربة تختلف من شخص لآخر، فـ تجربة الطلاق سواء للرجل أو المرأة تختلف من مجتمع لآخر وظروف لآخرى والعوامل المُحيطة من عوامل مادية ومعنوية هم القادرين على تكوين أبناء صالحين نفسيًا."

الجمعة الأخيرة ( وان شوت ) ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن