الجزئية الأولى.

56 5 0
                                    

الجمعة الأخيرة...

By: Hana salamah.
_________

لدي سر.. لا أنا لم أقتل أحد ولم أرتكب خطيئة لا لم أكذب حتى على والدتي حتى يومنا هذا.. كل ما في الأمر هو إنني على فراشي الآن وأشعر أن.. أن غدًا هي الجمعة الأخيرة، وذلك شعور كل إسبوع يمر.. ذلك الشعور لا ينقطع عني وكأنه في أوصالي.. لكن دائمًا ليل الخميس يترك لي دليلًا وبصمتًا لذلك الشعور القاتل..

"وسام"

_ بيقولوا يوم القيامة هيكون يوم جمعة.. أنتم هتبقوا جاهزين لو هو الجمعة دي؟

طرحت ذلك السؤال على أشقائها لكنها لم تجد رد من شقيقتها التي تصغرها سنًا لكن من شقيقها وجدت صوت شخير نومه ردًا على ما سؤالها الذي طلاما يدور في ذهنها بشكل مُتكررٍ
هبطت من على الفراش بصعوبة لأن بنات شقيقتها ينمن بجوارها تلك الفترة لأن زوجها طلقها ليلة أمس، هي لم تبكِ نهائيًا ولا حتى فتياتها منذ جائوا إليهم تنهدت بحرارة وهي تفتح البراد

كان الجو حار للغاية وكانت وسام تتصبب العرق دون توقف وحتى ذلك القميص القصير لم يبوح لها ببعض من الهواء، نسمات الهواء القادمة من النافذة كانت مُحملة برائحة إحتراق القمامة.. ظلت تشرب في شراهة تحاول تبنيج نيران جسدها من شدة الحرارة وعدم وجود أي مصدر للتبريد بالمنزل.. لتفتح الثلاجة أمامها بالرغم من إنها تصدر صوت مزعج للغاية لتنظر لها وسام بتوسل وهي تهوي على نفسها بورقة كراسة من التي تنشف والدتها الفلافل عليها..
لتسكب باقي زجاجة المياة على وجهها وهي تحاول بشتى الطرق ترطيب الجو من حولها..
حتى سمعت صوت من الخارج وكان صوت التلفاز.. لتغلق الثلاجة سريعًا وتجري بجسدها الممتليء بعض الشيء إلى غرفتها المتكدسة بالنائمين..
لكنها سمعت صوت صراخ..
إنتفض قلبها بين ضلوعها ظنًا منها إن والدها يعنف والدتها لكنها عندما فتحت الباب فتحة صغيرة حتى ترى بعين واحدة إمرأة تصرخ بالتلفاز تطلب النجدة من العرب حتى يتقذون فلسطين البريئة من دنس العدو..
حتى يوقفون تلك الدماء المتناثرة بكل شارع..
حتى يتوقف هدم بيوتهم، مدارسهم، أرضهم، ذكرياتهم وحتى أحلامهم..
سقطت دموعها من عينيها وجسدها إرتجف.. حتى والدها ضبط موضع نظارته لتهمس وسام بقلقٍ:
_ شكلها الجمعة الأخيرة ولا إية؟؟

_________________

_ "ببتسم من كتر حبي للعالم..
ببتسم من كتر خوف وعيت عليه..
ببتسم من كتر حبي للعالم، ببتسم من كتر خوف وعيت عليه! "

حاولت إدخال جسدها بصعوبة في ملابسها التي رافقتها ثلاث سنوات متتالية، حتى وجدت شقيقها الأصغر يدلف للغرفة لتصرخ في وجهه:
_ ماتخبط يا غبي! إية! مش في بنت بتلبس في الأوضة..

_ بنت؟ وهو أنا أختي كيم كارديشيان يعني يا أختي بعدين أنا رايح أصلي وعاوز المصلية..

قالها وهو يعود لخارج الغرفة سريعًا، لتقول في ضيقٍ وهي تنهج من إرهاقها حين حاولت إرتداء ذلك الفستان..
_ خلاص إستنى.. دقيقة

الجمعة الأخيرة ( وان شوت ) ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن