part 1 : بداية

2K 124 25
                                    

الساعه 2:28 بعد منتصف الليل

أنهت ذات العيون الترابية و الشعر الليلي الطويل تربطه في كعكه فوضوية باستخدام قلم لوحتها بعد ان عملت عليها لاكثر من اسبوعين بالتفكير بالامر والنظر الى اللوحه فهي تستحق هذه المده تناسق اللونين الاسود والرمادي مع الابيض وكيف ان هذه اللوحه تجسد معاناتها مع التفكير المفرط و المقلق الذي لم يكن شيء غريب عليها شيء قد سبق وان اعتادت عليه في وحدتها بالبداية لم يكن الامر بيدها كونها كانت مجرد طفلة صغيرة لا تفقه شيء ربما فقط تريد اللعب والاستمتاع كما الباقي في عمرها لكنه لم يحدث ، اما الآن فهي لا ترغب بالعوده الى ذات المكان بالرغم من عدم وجود هذا الخيار

ألقت نظرة رضى على اللوحة وقد قررت ان تأخذها صباحاً للمعرض ذهبت نحو الحمام لتغتسل وتزيل بقايا الالوان من عليها كي تخلد للنوم

فيور فتاة ذات الواحد والعشرين عاما في سنتها الثالثة والاخيره من الجامعه درست الفنون سنتين في نابولي بعدها قررت الانتقال لإكمال جامعتها في ميلان بسبب مشاكلها التي لا تنتهي في نابولي ولسبب آخر السبب الذي جعلها تعيش وحيده لأكثر من سبع سنوات قبل ان تتعرف على صديقيها كانت تعيش بلا أخوه بلا والدين وبلا اي عائلة او اي احد لتستند عليه

لكن بالرغم من غياب عائلتها لم تكن تشعر بالوحده بوجود زاك وسوفيا كان زاك يعماملهن كأخواته الاصغر ، فيور سعيده بهذا كونها خسرت هذا الشعور منذ زمن ف زاك لم يكن فقط يحميها بل علمها كيف تحمي نفسها وصديقتها كوّن سوفيا بشخصيتها ضعيفه و خجوله وربما تحتاج الى احد بجانبها بالرغم من انها تكبر فيور بسنة الا أن فيور كانت اقوى منها شخصيا ودفاعيا لكنها الآن ومع انتقالها الى ميلان عادت لوحدتها كما كانت قبل ست سنوات

انتقلت إلى ميلان منذ ثلاثة اشهر كانت بدايتها في ميلان جيده شعرت بالقلق بدايتاً كونها نفس المدينة التي عاشت طفولتها بها قبل ان يحدث ما حدث شعرت أنها عادت لمكانها الذي تنتمي إليه انتقلت بمساعدة صديقها زاك هي ممتنه له جداً على أقراضها المال لتبدأ مشروعها فبعد انتقالها لميلان بدات بالعمل على معرضها ، لم تكن تعلم ان لوحاتها السوداوية و الكئيبه قد تعجب الكثير من الناس فقد اصبح معرضها عناوين الصحف والمجلات ومحتل جميع مواقع التواصل الاجتماعي لا تعلم هل هذا بسبب لوحاتها التي تجسد ألمها او بسبب أن فنان هذه اللوحات مجهول الهويه بالنسبه للناس ، لكن هي في كلا الحالتين حقا سعيده بما حققته من إنجاز وهذا ساعدها على الاستقرار بمدة قصيرة لم تكن تتوقعها وارجاع المال الذي أقترضته من صديقها وهي شاكرة له

بعد اسبوع ستكون بدايه جامعتها لسنتها الاخيره تتمنى ان لا تعيش حياتها الجامعية كما في نابولي التي لم تكن تخلو من المشاكل تريد الان حياة هادئه لفترة على الاقل ،هي سعيده و فخوره بما حققته بعد ما مرت به من مصاعب وعقبات لكنها ليست ضعيفه ، بربكم انها فيور في النهايه .

صراع الحقيقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن