" البحث عن الشمس (1) "

43 5 33
                                    

                                       
" ذات مرة  في صغري ، و بين اغراض والداي الملقاة خارج الخزانة في مهمة بحث عن شيء ما ، رأيت كتابا ، كان كتبا صغيرا رمادي اللون ، طبع على غلافه من الخلف صورة لشجرة فضية ، و من الامام نقش بحروف ذهبية * لن ترى الشمس * ، اول سطور تلك الحكاية تقول : "حين يجتمع ضوء الشمس و لمعان الشجرة فستخلق السعادة ".

و في السطر التالي : " يبدأ الخوف حين لا ترى الشمس"

كنت أظن في صغري ان الشجرة المقصودة هي شجرتنا العتيقة ، لكن الشمس تطل عليها دوما ، لم تتحقق تلك السعادة التي بالغ الكاتب في وصفها بمقدمة القصة .

مرة سكبت عليها من نافذة المخزن و التي هي غرفة اوجين الان تلك الحبيبات البراقة الفضية من زجاجة الزينة الخاصة بأمي ، لكنها ظلت مكانها .

عدت بعد تلك التجارب الغبية و بعد سنة من رؤيتي لذلك الكتاب ، لأخذه ، لكنه اختفى ! سألت والدتي- التي اكدت لي في اول لقاء لي به انه كتاب احضره لها جدي - و اخبرتني انها لم ترى كتابا كهذا في حياتها ، و انها لم تمتلك مثله ، سالت والدي و الاجابة ذاتها !، و اندثرت تلك الحكاية مع الزمن

   ﴿  البحث عن الشمس ﴾

-: تقول القصة ، انه - و بعد ان وصلت منتصف الثوب - فيما تخيط بآلة الخياطة الخشبية القديمة ، شكت اصبعها فسالت دماؤها الحمراء النقية ؛  لترسم نقاطا متفرّقة على الأرض التي تلحفت بغطاء من الثلج ، و هنا تمنت الملكة الجميلة ، وسط ليلة حالكة السواد ، قرب مزهريتها المليئة بالورود هادئة الرائحة ، طفلة ذات بشرة ناصعة البياض كالثلج ، بشفاه حمراء كالدم النقي ، ناعمة كالورد ، و بشعر أسود كسواد تلك الليلة غير المقمرة~ .

توقفت الشابة عن السرد لتنظر الى الطفلة بيدها و تبتسم بسمة رقيقة
جذبت كل الأطفال الجالسين حولها تلهفا و طمعا للمزيد من مثيلاتها !
اعادة خصلاتها الترابية الناعمة و التي ذابت برفق على كتفها الى الخلف ، و عانقت بذراعيها الحليبيتين الطفلة بحضنها بعد ان اغلقت كتاب القصص ، همست بخفة لجمهورها اللطيف
: سنكمل بليلة اخرى ~

اومأ الأطفال لينهضوا و يودعوها تابعين إيراڤوا الى أبوابهم ، موعد نوم الأطفال في المقهى أبكر من الأخرين و لابد من مرافق حتى وصولهم الى السرير .

ظل أحدهم ينظر الى عينيها و عيني الطفلة بيدها على حد سواء
ابتسمت و انحنت نحوه : ما الأمر نوى ؟

نوى طفل منطوي هادء ، لا يتكلم الا همسا و لا يطيل ، شد على قميصه ممتعضا ثم مد يده نحو الطفلة ليشدها بغيض ، فتبعدها الشابة و تمسك يد الصغير : نوى! -قالت بدهشة
ليهمس الفتى بغضب : على بياض الثلج ان تموت بتفاحة مسمومة .

Ogin  ,  oberحيث تعيش القصص. اكتشف الآن