قبل البداية

168 19 4
                                    

و إن بات سكوتكم مستمر فأنا لن أسكت عن قضيتي، و سأرفع قلمي مع أسلحة المقاومة..
و إن كنتُ بعيدة فقلبي و كل جوارحي، معلقة بأعماق القدس..

و إن سكت العالم كله و نسى، أنا لن أنسى، سأكتب، و أنشر، و أدعم، إلى أن يجف حبر قلمي.. إلى أن تجف دمائي..

.
.
.
.
.
.

"السابع من أكتوبر ألفين و ثلاث و عشرون "

أنظرُ إلى شاشة التلفاز بإهتمام، أترقبُ أي خبرٍ جديد عن المقاومة التي رفعت أسلحتها في وجه بني صهيون، أنظرُ إلى الخسائر التي إفتعلوها في حقهم، و الإنتصار القريب، أتأمل بكل فخر بطولاتهم و شجاعتهم في المواجهة دون خوف، أتذكر حينها أني كنتُ أشاهد الشاشة بسعادة بلغت عنان الأسماء، و كنتُ أعيد تكرار المشاهد المسربة من العملية التي شنتها المقاومة في فجر السابع من أكتوبر جاعلين العالم يقف مترقبا بدهشة ما أحدثوه من فجوات في صفوف الثكنات العسكرية للصهاينة..

تم أسر أعداد من الصهاينة الجنود و القادة من طرف حماس.. إضافة إلى بعض المواطنين الإسرائليين الذين تم أسرهم كذلك أو من الأحسنِ أن نقول إستضافتهم..
لأنهم كانوا يحسنون التعامل معهم، فضاعت عقولهم بين الحق و الحقيقة، يعيدون تصحيح العبارات التي وصفت المقاومة بالتنظيمات الإرهابية..

كان القادة الإسرائلييون في جهات أخرى يخططون و يجهزون لشن حملات عسكرية بأقسى أنواع الأسلحة على غزة بدافع الإنتقام و إسترجاع الأسرى..

و استأنفوا بإرسال صواريخهم نحو المدن الفلسطينية في قطاع غزة..متجاهلين آلاف المدنيين.. و كأنهم بهذا لا يريدون الإنتقام فقط بل يهدفون إلى إبادة الفلسطينين تحت عنوان إسترجاع الأسرى، و كأنهم بذلك نسو أعداد الفلسطينين المقاومين في سجونهم..
لم تكن المقاومة مكتوفة الأيدي، بل كانت تحدث ثغرات و هزائم متفرقة في صفوف الجنود الإسرائليين، مخلفين بذلك خسائر لم يكن المحتل يفصح عن عددها الحقيقي، كان يغض النظر عن هزائمه المتكررة.. و يصرح بتصريحات لا أساس لها من الصحة في حربنا الإعلامية..

في حربنا الإعلامية كنا دائما نقف في إنتظار الملثم "أبي عبيدة" الناطق الرسمي بإسم كتائب القسام..

كان يطل علينا كل عشرين يوم تقريبا بخطابه الذي ينطق قوة و مقاومة، كان بفصاحته و لغته العربية القوية يفصح عن الخسائر التي إفتعلتها المقاومة في صفوف الجيش الإسرائيلي..

و يشحن نفوسنا بطاقة تدفعنا للإكمال في حربنا الاعلامية لنصرة القضية الفلسطينية..
كنتُ كلما شعرت بالعجز و اليأس أعدت الاستماع إلى مقاطعه، و أعيد تكرار عباراته في نفسي حتى كدت أحفظها عن ظهر قلب..

" و لن تكون غزة إلا كما كانت دوما مقبرة لغزاتها "

كانت هذه العبارة دائما ما تتكر في نفسي عندما أشعر باليأس و العجز حالما أنظر إلى قدر الوحشية التي يمارسها المحتل على شعبنا الأبي في فلسطين.. كنتُ دائما ما أمر بأزمات نفسية و عجز يدمرني، لكن تلك العبارة دائما ما كانت تذكرني أن نصر فلسطين محتوم..و نحن سنبقى في دعم القضية ما حيينا، لأن فلسطين قضية أمة بأكملها و قضية المسلمين كافة..

السابعُ من أكتوبر- مكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن