" سلام على فلسطين حتى تطمإن و تهدأ.. اللهم عجل بالفتح و النصر "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.إنتهت ثلاثة أيام عزاء أخينا الشهيد علاء الدين محمد، و حياتنا أبدا لم تعد كما كانت..
غرفته أصبحت خالية من أي أثر للحياة، كان لنا السند و الحياة..بدأت أشتاق له حقا.. و كلما تذكرت كلماته لي أجد نفسي في بكاء غير منقطع..
أنا آسفة يا أخي.. وعدتك أن لا أبكي.. لكن الدمع يخونني..سأكون رصاصة في صدر جندي صهيوني.. و شوكة في حلق كل من يقف ضد القضية الفلسطينية..
سأكون الصمود.. سأكون صمود أمي التي لم تهدأ بعد.. و سأكون صمود أبي الذي لم يستوعب بعد..سأكون الصمود كما كان هو يريدني..
حتى زياد غير موجود.. آخر مرة إلتقيته فيها كانت قبل ثلاثة أيام.. أخشى أن يرحل هو الآخر..
تركت القلم من يدي ثم أغلقت دفتري و أعدته لمكانه و أنا أفكر في حياتنا التي إنقلبت فب لحظة بعد طوفان الأقصى..لكني لن أتوقف عن دعم قضيتنا حتى يجف حبر قلمي.. بل حتى تجف دمائي.. يكفيني فخرا أني أخت شهيدين..
طرقات على بابي قاطعت شرودي فنظرت إلى أمي التي أطلت من خلفه.. لكن ملامحها لم ترحني.
- أمي..
نظرت إلى ملامحها الذابلة و آثار الصدمة لاتزال واضحة على وجهها.. خير إن شاء الله مالذي حدث!؟
صوت عنيف قاطع كلامي و وجدت نفسي أغلق أذناي بكلتا يداي من شدة قوة الصوت الذي صدى فجأة.. صوت إنفجار عنيف قريب.. قريب جدا..
صوت ماذا هذا!؟ صوت قصف! لطفك يا ربي.. لطفك يا الله..
- صمود.. علينا المغادرة.. أسرعي..
أومأت لأمي و سارعت في إرتداء حجابي وسط صدمتي..و حرصت على أخذ دفاتري و الأقلام مع الحقائق التي جهزناها فورا.. ثم غادرنا.. غادرنا لآخر مرة.. و جدران المنزل لم تفارق عقولنا.. غادرنا البيت الذي إجتمعنا تحت سقفه و أوانا إلى دفئه.. غادرنا المنزل الذي ضمنا بدفئه و تصميمه الفريد.. غادرنا.. و بعد مغادرتنا بساعات وصلتني صور من موقع منزلنا الذي أصبح ركاما و حطاما..
غادرنا آخر مكان جمعنا بالذكريات مع إخوتي الشهداء!.. كيف لنا أن نغادر بيتا سكناه و سكن قلوبنا..
دموعي نزلت بدون إرادتي بعدما مرت بي لحظة إدراك أن منزلنا هدم! و كأني لم أتوقع يوما أن نصل إلى هذه الحالة بعد طوفان الأقصى..
أصبحنا الآن نازحين بين المدن عند أقربائنا.. في مدن بعيدة عن القصف بالكامل..
غادرنا و قلبي بقي معلقا بشوارع مدينتنا .. مدينتنا التي هدمت بالكامل..لم يصبح بها أثر للحياة.. تعكرت الشوارع برائحة الدماء.. و ملئت قبور الشهداء رائحة من الجنة..
![](https://img.wattpad.com/cover/370525195-288-k481224.jpg)
أنت تقرأ
السابعُ من أكتوبر- مكتملة-
Historical Fictionليتَ الزمنَ يعودُ بي إلى ما قبلَ السابعِ من أكتوبر المنصرم، لأودع عائلتي..بيتي.. كل شيءٍ و الحياة..