2-طوفان الأقصى

36 9 0
                                    

فلسطين تنزف شهداء منذ خمس و سبعين سنة 💔

.
.
.
.
.
.
.
.
.








- زياد.. تبقت ساعة على صلاة الفجر لنصلي قيام الليل..

نظر زياد إلى أخيه وسط الظلام الذي يخيم على تلك الغرفة في الأنفاق المتواجدة أسفل قطاع غزة.. كان الجو هادئا في تلك الغرفة فقط أما في الأعلى فقد بدأ مقاتلوا القسام يستعدون لشن "طوفان الأقصى" على المستوطنات الإسرائيلية خارج قطاع غزة..

أومأ زياد لأخيه علاء و تمسك بيده يقوم من الأرضية الترابية.. فإبتسم له علاء و لأنه كان يعلم أن زياد سيوافق فقد جهز له إناء الماء مسبقا ليتوضأ..

إبتسم زياد حالما وجد إناء الماء جاهزا، و نظر إلى أخيه لحظات و شكره على ذلك.. قبل أن ينطق البسملة و يستأنف وضوءه..
و بعدما أنتهى إلتفت إليه فوجده قد  فرش السجادات على الأرض، و كانت ثلاثة.. و لحظات قليلة حتى إنظلم إليهما عبد الرحمن..

- من سيصلي بنا!؟

سأل علاء و هو يقلب نظره بين زياد و عبد الرحمن، كلاهما يحفضان من القرآن و يجيدان الترتيل بأحكام التجويد بما يمتع السامع و يجعله يخشع تماما.. إعتاد الثلاثة و جميع مقاتلي القسام صلاة الجماعة في الصلوات الخمس.. و في كل صلاة يصلي بهم واحد منهم.. لكن صلاة قيام الليل جماعة نادرا ما تحدث في الأيام العادية.. غالبا ما يكون ذلك في صلاة التراويح و صلاة التهجد في رمضان..

نظر زياد و عبد الرحمن إلى بعضهما لحظات ثم إلى علاء..

- أنت من ستصلي بنا أخي علاء.. أنت
كبيرنا.. و أنت خاتم القرآن بيننا..

- أجل.. أنت من ستصلي بنا..

تكلم عبد الرحمن و أضاف زياد كلماته، فصمت علاء قليلا قبل أن يقتنع في كلامهما و يتقدم إلى السجادة الأمامية ليبدأ الصلاة.. عم سكون رهيب قبل أن يصدح صوته العذب في الأرجاء.. الأنفاف و الغرف.. حتى أن بعضا من الذين سمعوه توقفوا عما كانوا يفعلونه في تجهيز الأسلحة.. و تركوا كل ما في أيديهم يسارعون اللحاق به ليصلون معهم..

"بِسْــــمِ اللّهِ الرَّحمــٰنِ الرَّحيـــم
﴿سُبْحــٰن الذِي أَسْرىٰ بِعَـبدِهِ لَيْـلاً مِّنَ الْمَسْـجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاقْصَا الذِي بَـٰرَكْنا حوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِن آيٰتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصِـيرُ ﴾"

بصوته العذب بعد الفاتحة بدأ قراءة سورة الإسراء بتأني، و هو يحافظ على نبرة صوته المتزنة أثناء الترتيل.. و هو يحافظ على أحكام التجويد بدقة..

كان جميع من خلفه يقفون الكتف للكتف و القدم للقدم.. بخشوع تام.. و كلما تقدم في الآيات أكثر زاد عدد الذين يبكون.. و ما إن أنتهى من الثمن الأول و عند السجود بعد الركوع كان جميع من خلفه يسجدون و دموعهم تلامس السجادات الطاهرة.. لأن صوته العذب دائما ما يؤثر فيهم هكذا.. و لشدة خشوعهم مع نبرته الهادئة الذي يمر صداها في الأرجاء.. ينتهي بهم الأمر يمسحون دموعهم ككل مرة يصلي هو بهم..
إختار سورة الإسراء لأنها كانت الأقرب إلى قلبه، و المحببة لنفسه، و يعشق قراءتها مثلما يتقن تجويدها.. و مثلما يفهم تفسيرات الآيات..

السابعُ من أكتوبر- مكتملة- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن