٢٠| لهفةٌ و تأرجُح

4.2K 242 377
                                    

Camilyo - Trouble

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

Camilyo - Trouble

لم تكُن إمرأة تلكَ التي سلبت فؤادَه..
كانت ملاك..
كانت شيطان..
كانت كلاهما..
و الأهم أنها كانت ثائرة في ثوبِ خاشعة!

- مذهولٌ فؤادّي منكِ فما أنتِ!!

-

أنفاسُ الصُبحِ الأولى، و لحظةٌ أثيرية لولادةِ روحٍ جديدة لهذا اليوم.. أطلقَ هو شيناً باهِتاً من صدرِه المملوءِ بالضجيج أيضاً.

هو رجُلٌ يشبهُ الفجرَ كثيراً، رجُلٌ دامِسُ الروح و متمرغةٌ حياتُه في كيرِ الدنيا، معجونةٌ طباعُه بضياءٍ ذهبيٍ مندلقٌ مع لونِ العسل من الأفق قبل الشروق.. كان يستكينُ في حدقتيه، شامخٌ بقوةٍ مهيبة و واقفٌ على رفاتِ روحِه و ضريحِ إسمه، كما ينبلجُ الفجرُ بأنفةٍ مزيفة بعدَ موتِه في اليومِ السابق و تغلُبِ الظلام على ضيائه.. أسيرٌ لحياةٍ سطَّرها قدرٌ مظلم و حِكرٌ على عائلةٍ إسمها سيندثر إن قرر هو التخلي عنها، كالفجرِ تماماً أسيرُ عجلةِ الإستدامة تلك ليتنفس يوماً بيومٍ دون الكلل أو الملل، لأجل الكرة الارضية، لأجل الناس و لأجله هو كي يقوم بمهامه كما يكون الفجر...

لذلكَ تكونُ هذه اللحظات مِن اليوم برمتِه أفضل وقتٍ على الإطلاق لديه، و أجل، هو من محبي الشروق لا الغروب، لأنهُ رجُل البداياتِ يبغضُ كل ما ينتهي قبل أوانه، يكرهُ النهايات جداً مذ أن الغروب نهاية اليوم يضل الشروق لحظاته المفضلة من اصل اربعةٍ و عشرين ساعةً...

ثمَّ إنهُ يشبِّه الثلجَ في الخارِج بتلكَ النائمة أمامه...

تمام الساعة الرابعة فجراً، تعسَّر عليه النومُ رغمَ كل محاولاته لإستراق عقله في غفوة، و ريثما تنامُ هي بعمق لأنها سهِرت على غيرِ المعتاد قرر هو إمتهانَ تربُصه بها..

نومها ليسَ ثقيلاً غالباً و لكنها على غرار عاداتها و حين دنى من سريرها لم تحرك ساكناً فجلسَ على حافتِه يحدقُ فيها بشوق طاحنٍ لأضلُعه، و لأنها منذ بدايةِ عيشهما معاً أخبرته أنها لا تستطيع النومَ في بقعة ذات ظلامٍ دامس كان هنالك إنارةُ الفانوسِ الملونة على يسارِ سريرها فوق الكوميدينو، و ذلِك جعل من ملامحها التي يحبذها و يصفُ جمالها بالرباني بارزة و ظاهرة رغم توغُل الساعة في كبد الظلمة فصباحُ الشتاء دائماً دامِس.

شتاء | دماء على الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن