الفصل الثاني (المصيدة)

45 7 45
                                    

وصلت رسالة لرحمة عند منتصف الليل مما زاد من خوفها فهي لم تطمئن عندما ظلت أختها عهد تخبرها بأن لا بأس و لا مشكلة و أن بسملة هي مؤسسة تلك المجموعة و هي تمزح فقط بشأن تلك الأشياء الغريبة التي تبعث على الدردشة الخاصة بالمجموعة و لكي تثبت لها أن كل ما في رأسها أوهام نتيجة لكونها تقرأ قصص خزعبلات ركيكة على حد قولها بحيث الكل قتلة مجرمين حتى يتضح أن أخر شخص متوقع أن يقتل ذبابة حتى هو المجرم الحقيقي لذلك قامت بمناداة بسملة كي تأتي لمنزلهم سريعاً و بالفعل أتت بسملة فور نداء عهد لها لظنها أن خطب ما قد حدث و بعد التحيات و غيرها اتجهت الفتيات إلى غرفة عهد و بدأت عهد تقص عليها ما حدث ما أختها الكُبرى التى تحتاج علاجاً من تلك الأشياء التي تقرأها على حد قولها و كيف أنها مرتعبة من تلك الجُمل التي بلا معنى التي تنشرها الأخرى على الجروب مما أثار ضحك و سخرية بسملة منها و من ضمن تلك السخرية قولها لرحمة

= لا متخافيش مش هقتلك عشان أنت أختي الكبيرة فلازم يبقى في احترام

ثم نظرت ناحية عهد بخبث و هي تبتسم ابتسامة شريرة من شريرات ديزني و قالت بنبرة جاهدت أن لا تكون ضاحكة لتضبط دور الشريرة التي تمثله

= بس عهد لا عندنا اعتراض شوية الزعيم بتاعنا عايزها بيقول هيبقى عليها كليتين تُحفة

_ لا أنا عايزة الكليتين بتوعي بس ممكن تاخدوا فص كبد عشان بينمو تاني و أخد أنا الفلوس و أعتبرها حاجة لله يعني

قالتها عهد منبرة مازحة تعقيباً على حديث الأخرى و التي لم تتمالك نفسها من الضحك و قالت لها من بين ضحكاتها

= مهو كده مش هيبقى لله عشان أخدتي فلوس و بعدين إحنا لو أخدنا الكليتين بتوعك هتموتي و ناخد بقيت الأعضاء عادي

_ لا ما أنا روحي هتطاردكوا عشان إحنا متفقناش على كده و هرجع أعضائي تاني

= طب هتعرفيها إزاي هتشمشمي عليها

_ أيوه هتتعرف من ريحة كيكة البرتقال المعفنة بتاعت رحمة اللى كل يوم بتعملها و محدش بيبصلها غيري

قاطعت رحمة محادثتهم الغبية تلك من وجهة نظرها و هي تقول بغضب

- نعم نعم نعم نعم يا عينا كيكة ايه دي اللي محدش بيبصلها و أنت اللي بتاكليها مجبرة يا عيني تصدقي صعبتي عليا طب بس متبقيش تزني فوق دماغي عشان أعملهالك ماشي ؟

هُنا انفجرت الفتاتان بالضحك عليها فرحمة عندما تغضب تكون مثل مغنيين الراب تتكلم و كأن كلب أجرب يركض وراءها و يكون كلامها غير مفهوم بالنسبة لأي شخص إلا من أقرب الناس لها و حتى هؤلاء أحياناً لا يفهمون ما تقول مثل الآن كما أنها تحمر كحبة طماطم مما يزيد الطين بلة فشكلها العام يجعلك بدلاً من محاولة تهدئتها تحاول اغضابها أكثر لترى هل ستخرج ناراً من رأسها كالكرتون أم لا ؟ و لأنها تعلم تلك الحقيقة أن شكلها يصبح مضحك هذا بحد ذاته يزيدها غضباً مما يزيد الضحك عليها كالآن كذلك فهي تعلم أنهما يضحكان على شكلها لذلك هي تحاول الهدوء بدلاً من الغضب كي لا يتم السخرية منها لعدة سنوات من الآن لكن الفتاتان لا تُساعدان في ذلك أبدا بل تضحكان و كأنه نزل عليهما داء الضحك حتى الموت لكن في النهاية توقفتا عن الضحك و اعتذرتا لها و قضت الفتيات يوماً جميلاً يضحكن و يلعبن و عندما أتى الليل سهرن معاً حتى تأخر الوقت و عادت بسملة لبيتها المُلاصق لبيت الأختين و هكذا قُضي اليوم أو هذا ما ظنته رحمة فهي قد بدأت يومها للتو

من القاتل (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن