الفصل الثالث (حلم أم علم)

54 7 23
                                    


اشعر بالدوار أشعر أن الأرض لن تقدر على تحمل ثقل جسدي ..

أنا اختنق ببطء...

جثة صديقة عُمري دُفنت أمام عيني ...

و من اعتبرتها أختي الثانية ماتت و لم أستطع فعل شيء..

أنا ضعيفة و عديمة النفع....

يا ليتني كُنت أنا من مات ...

على الأقل لم أكن لأتعذب هكذا..

أسمع صوت خطوات تقترب مني هل هي لأحد المُجرمين؟

هل تم اختياري أخيراً لأكون الضحية التالية ؟

حسناً سأتقبل الموت بكُل سرور لكن أولاً أريد أن أراه...
توقف صوت الخطوات لكنني لا أشعر بشيء..
لا يوجد أحد خلفي و لم أمت بعد ؟

ما الذي حدث هل أشفقوا علىّ ؟

أم سمعوا صوت أفكاري؟

لا يُهم ..فأنا ميتة في كل الأحوال

هممت برفع رأسي لرؤية قاتلي قبل أن أموت ، لكن بمجرد رفع رأسي زادت الإضاءة في المكان ثم انعدمت فجأة ثم زادت ثم انعدمت ، ظللت على هذا الحال لوقت لا أعلمه فقط كل ما يحدث هو زيادة الإضاءة بشكل قد يصيبني بالعمى و انعدامها بشكل غريب و كأنني في جوف حوت

هل من يتربص بي لقتلي طبيب عيون ؟
يريد تعذيبي قليلاً بطريقته أم ماذا ؟
أم أن هذه طريقة قتل جديدة تعتمد على إصابة الضحية بالصداع ؟
لا أعلم حقاً لكن إن أنقذني شخص هل سينقذني ببنادول الأحمر ؟...

‏يجب علىّ حقاً تقليل وقت جلوسي مع عهد_ إذا عِشت_ ها أنا ذا في موقف قد أخرج منه جثة هامدة و أسخر من شئ غبي مثل هذا ...

‏- أياً يكن مين حضرتك بس أنت قاتل محترم يعني و كلك ذوق عايز تعميني عشان مشوفش حاجة و أموت خايفة مهونتش عليك أموت زعلانة على نفسي شكراً بجد بس ممكن طلب.. ممكن لما تدبح تحط راسي جمبي عشان ميدخوش و هُما بيدوروا عليها

‏قلت تلك الكلمات بنبرة ساخرة حاولت جعلها هادئة قدر الإمكان ، بالتأكيد لم أُرد الظهور بمظهر بارد و ساخر فبعد كُل شئ أنا لا أضمن ما الذي سيحدث لي عندما يأتيني الموت ، هل إلى الجنة ؟ ، و نعيمها أم إلى النار و جحيمها ‏؟ عفانا الله منها و من شرورها ، لكن ما باليد حيلة فروح أختي عهد تلبستني و لا أعرف طريقة التخلص مِنها ، ‏رُبما حين أتخلص منها أصبح قادرة على إنقاذ نفسي و الباقين من تلك المجموعة أو بالأحرى المصيدة ، لكن هيهات فكل ما أستطيع التفكير به الآن هو" إفيهات" مناسبة للموقف الحالي  لا الحل المناسب ، لذا لا يسعني إلا أن أتمنى أن يكون قاتلي تافه ليُجاريني حتى يصحو عقلي من ثُباته

‏لكن الغريب في الأمر أني لم أجد أي رد لا بقول أو بفعل ، حتى محاولات إصابتي بالعمى قد توقفت لذا عُدت للتكور على نفسي مجدداً منتظرة الموت الرحيم لأشعر  فجأة  بأن هناك من يقف أمامي لكنني لم أرفع رأسي ..

من القاتل (قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن