Chapter 2

151 39 4
                                    

"دعيه يقترب .."
نظرت الفتاة الى ادونيس كأنها تخبره ان يطيع اوامر الشجرة ! لكن تميز ادونيس بقلبه الحجر ف تقدم بشجاعة و كأنه لا يهبى شيء و عيناه خالية من الخوف رغم منظره المثير للشفقة واجه الشجرة و قال بصوت ثابت
"ماذا الان ؟ "
تفاجئت الفتاة من شجاعته رغم حالته ، مدت الشجرة له بعض من اغصانها كأنها تخبره ان يتمسك بهن و هذا ما فعله قام ب امساك الشجرة
شعر ادونيس بشعور غريب يداهم رأسه بعد لحظات سحب يداه و عاد خطوتين الى الوراء
اجابت الشجرة "انه يقول الحقيقة ايتها الام "
تقدمت منه الفتاة " يمكنك الان تأتي معي "
انزعج ادونيس من هذا " كفِ عن القاء الاوامر انا لست عبداً عندكِ انتِ لا تعلمين من انا !! و لما اثق بفتاة مثلكِ انا لست احمق لن اخطو خطوة واحدة من دون اخباري بكل شيء هذا يكفي"
بقيت الفتاة على هدوئها رغم تمرده و عيناه التي تلمع بغضب "لست مهتمة بك لكن انا اقلق على غابتي و حالتك يرثى لها و ايضاً لدينا الكثير لنتحدث به اما ان كنت تقرر البقاء هنا ف هذا قرارك لكن لن اسمح لك بالهروب خارج حدود غابة اليانور و ان كنت لا تعلم لا يوجد هنا فقط اشجار يوجد هنا كائنات وجبتها المفضلة انتم ايها الجني "
ضحك بسخرية على كلامها ابتعدت عنه و لحقها ف هو ايضاً لديه الكثير من التساؤلات يريد جواب لها لكن بعد خمس دقائق استند على شجرة و تنفس بصعوبة
"مهلاً انا لا استطيع ان اقاوم اكثر جسدي يحترق " نظرت له الفتاة بشفقة على حاله ف حركت صولجانها اتجاهه ف شعر الارض من اسفله تتحرك
"مهلاً مهلاً ما الذي تفعلينه "
بدأت الارض تجمع كمية كبيرة من الرمال و قدماه ارتفعت من الارض و تلحق بالام فتح عيناه بصدمة من الذي يحصل كيف فعلت هذا ....
"رغم انكم لا تستحقوا ان امد لكم يد العون "
سمع صوتها و هي تقول هذهِ الكلمات لكن لم يجيبها بل التزم بالصمت ، بعد فترة قليلة وصل الى قصر ضخم و جميل جداً مصنوع من اجود انواع الصخور و الخشب و خرج شيء صغير و غريب من القصر يركض ب اتجاه الفتاة " هل رأيتيه ؟ هل قتلتيه ؟ اين جثته ؟ و لما هو في غابتنا ايتها الام ؟ و كيف وصــ..."
لم تكمل قائمة اسئلتها عندما نظرت الى ما خلف الفتاة توتر ادونيس ف رفع يده في الهواء يلوح لها لا يعلم ما الذي يفعله هنا عادت الصغيرة الى الخلف بخوف و هي تنظر اليه و الى اجنحته العملاقة نطقت بخوف
"ايتها الام ما الذي يحصل هنا ؟"
" ستيلا ايتها الخشبية الصغيرة ان لم تكفِ عن الاسئلة ف انتِ تعلمين ما الذي يمكنني فعله "
دخلوا الى القلعة الضخمة شعر ادونيس بالدفئ كان البرد ياكل عظامه في الخارج ما جذب نظرة ان الاناره بضوء الشمس و اللوحات و التصميم كلاسيكي و يوجد الكثير من النباتات ب احجام مختلفة
امرت الفتاة للصغيرة ستيلا " اهتمي به سـ اعود بعد قليل " طوال هذا الوقت و ادونيس لم ينطق بحرف نظر نحو ستيلا التي كانت متوترة و علامات الخوف ظاهرة على عينيها "اتبعني" نفذ ادونيس و تبعها و وصلوا الى غرفة كبيرة جداً يوجد بها ارائك بُنية و الكثير من الشموع مع وجود مدفئه صغيرة تحتوي على الحطب و النار الصغيرة تضيئ المكان مع الشموع تقدمت منه ستيلا و اعطته قطعة قماش بيضاء دافئة "نظف بها جسدك و وجهك بها و ايضاً هذا كوب من الماء "
نظر لها ادونيس ب امتنان "شكراً لكِ" جلس على احد الارائك و بدأ بمسح وجهه المليئ بالجروح و الرمال و كانت عيناه تتفقد المكان بدأت جروحه تؤلمه بشدة و جناحه مصاب بشدة يشعر بخدر كبير بجسده من الآلم الذي يشعر به و تذكر الماء الذي قدمته له ستيلا ف شربه دفعة واحد و شعر بقدوم احد ما رفع نظره نحو المدخل و رأى شيء لم يراه في حياته كله !!!
انها حقاً جميلة هل يعقل انها نفس الفتاة او انها واحدة اخرى ؟؟
كانت ترتدي فستان ذهبي اللون و بشرتها بيضاء و عيناها كلون الغابة و شعرها مموج باللون البُني الفاتح و على شعرها تاج من الازهار و الاوراق و في يدها صولجانها ذات الحجر البنفسجي
اجل هذا يعني انها نفس الفتاة لانه نفس الحجر و الصولجان و لا ننسى العنقاء التي على كتفها قالت لادونيس " هل اكملت تأملك ؟ الان اخبرني ماذا حصل قبل ان تجد نفسك هنا "
عادت ذكريات ادونيس الى الاحداث التي حصلت قبل يومين جلست امامه و كل هالات الوقار تحيطها و تنظر الى ادونيس بغيض " لا يمكنني اخباركِ انها اسرار عالمنا " ضحكت الاخرى عليه بعد ان انتهت نظرت له ببرود " اسرار ؟!"
تغيرت ملامحها و تحركت النباتات من حوله كأن كل شي جاهز لكي يقتله
قالت بغضب " ايها الجني اللعين لقد دخلت غابتي دون علمي و خالفت القوانين و انا الى الان احترمك و لم اقتلك هذا لطف كبير مني انني تركتك الى الان على قيد الحياة و الان تخبرني انه سر ها تختبر صبري ؟؟؟"
مع علو صوتها بدأت النباتات يزداد حجمها و الجو اصبح خانق الى ادونيس و عنقائها بدأت عيناه تلمع و لكن هو لا يقل شجاعه عنها ف اجاب في نفس وتيرة نبرتها " اللعنة على القوانين انا ايضاً لا اعلم كيف وصلت الى غابتكِ السخيفة كل الذي اعرفه انني لا يمكنني فعل شي لأن جناحي مكسور "
احس ادونيس بقوة تسحبه بقوة الى الخلف و الصقته في الحائط و النباتات امتدت اغصانها اتجاهه و احاطت كل جسمه و اشتدت نحو عنقه بقوة و نظر نحو عقدة حاجبيها و صولجانها المتوهج كعيناها قالت بصوت عميق يدل على مكانتها " انا الملكة اثينا انا هي روح الغابة كل نبات حي تحت اوامري يجب ان تكون ممتن الى هذه الغابة السخيفة كما تقول لم تمزق عنقك او و جناحيك من ظهرك تجعلك سماد لها "
مهلاً هل هذهِ هي الملكة اثينا التي كان يسمع عنها طوال الوقت في عالمه !!!
توقع انها احدا خادماتها او ابنتها او اي شي لكن هذهِ الفتاة الشابة الصغيرة هي ملكة تحكم هذه الغابة بأكملها و جعلت ابناء شعبه يرتجف منها ....
تمتم بهمس "الملكة اثينا"
اجابته اثينا و ما زالت نبرة الغضب تملؤها " اجل اثينااا انا هي روح الغابة و انت تعديت حدودك ايها الجني ف تستحق العقاب "
رغم الرهبة التي اصابته لكنه ما زال صامد و لم يرف له جفن لكن هيئته و ملامحه بدأت تظهر الاحترام
"انا اعتذر ايتها الملكة عندما نادتكِ الشجرة و ستيلا بكلمة ايتها الام توقعت انها فقط صيغة احترام لكِ لكن لم اتخيل انكِ انتِ الملكة انا اقدم اعتذاري لم اكن اعلم و ايضاً لا تغفري عني ولكن اعطني من وقتكِ لاعرف عن نفسي بشكل افضل .."
شعر بالاغصان ترتخي و تطلق صراحه هذهِ المرة الثانية التي يتقيد بها سقط على الارض و بدأ يسعل بسبب ضغط الاغصان حول عنقه هدأ من روعه و استقام بشموخ و نظرة ثابته بدأت تتسأل عن قوته كيف هو هكذا لا يستسلم
نظر نحوها و تقدم بخطوات قليلة و اجنحته خلفه لا يقوى على رفعها بسبب ارتطامه بالحائط بقوة و بسبب الجروح
جلست اثينا مرة اخرى على الاريكة من ينظر الى جمالها النقي لا يتخيل انها تملك كل هذه القوة
" رغم كل الخلافات لكن تبقين في النهاية انتِ الملكة هنا و انا الدخيل الى عالمكم و غابتكم اسمحِ لي ان اقدم نفسي لكِ انا قائد الجيش لمملكة الجنيات انا اعتذر عن تطفلي لكن صدقيني انا لا اعلم كيف وصلت الى هنا كل الذي اتذكره قبل يومان كنت اقاتل لإن المملكة تعرضت الى هجوم هائل في الليل و لم نكن نعلم لذلك الجيش لم يصمد ف لا اعلم مالذي حصل بعدها لانني فقط انا و بعض الجنود كنا نقاتل و الاخرين كانوا في اجازة و البعض الاخر نائم و بعد هذا الى الان لا اعلم شيء هل مملكتي بخير هل عائلتي بخير الكثير من الاسئلة تحوم في عقلي "

Spirit of the Forest || روح الغابةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن