مشرحة زينهم "قدر محتوم"

35 6 12
                                    

كان يفصل بيننا بضع خطوات و هي تقترب أكثر فأكثر، حتى صارت واقفة أمامي بنفس هيئتها و شعرها الطويل و عينيها التي يحيطها
الهالات السوداء، لم اغمض عيني أو احاول الهرب ليس لأنني شجاع؛ بل من شدة خوفي
خفت بل تجمدت مكاني، كانت تنظر لي مبتسمة بشر تحرك رأسها يمين و يسار كأني
اشاهد شخصية بفيلم رعب، قالت بصوت
مدمج بأصوات مخيفة أكثر من مما أنا فيه:
_لننهي ما بدأنا هيا.

تساقط عرقي على وجهي، احاول التماسك
كي لا اقع صريع مغشي علي، قربت يدها
لي اقسم أني تمنيت لو توفيت في لحظتها
اغمضت عيني مستسلم للموت لا محالة
و تحدث المفاجئة السارة، يؤذن اذان الفجر
فتختفي هي من أمامي و تذهب البرودة
التي كانت تكسو المكان، صرت انظر يمين و يسار؛ اتأكد من عدم وجودها، هرولت بالشقة بأكملها انير نور الشقة بأكملها، جالس على السرير بغرفتي مشغل التلفاز على قناة اقراء
و بالصدفة اجد سورة البقرة تقرأ، اطمئن قلبي
و جلست بمنتصف السرير جلسة القرفصاء
خائف من أن يغمض لي عين، حل الصباح و أنا اغفو على نفسي، و ما أن دقت السادسة بدلت ملابسي و رحلت مسرع حتى أني كنت سأنسي هاتفي.

_مرحبا يا إسلام، لم آتيت مبكراً هكذا؟

كان هذا عصام زميلي بالعمل، طبيب انف و اذن، كنت اسخر من تخصصه يبدوا أنني
سأعتذر له عما بدر مني، قلت بتثأوب:
_أنه العمل يا صديقي، نتلقي ثانية.

رحلت و هو يقف محملق بي، فأنا لست
شخص متفاني بعملي لهذه الدرجة، طلبت
كوب قهوة بل كوبين؛ كي استطيع اكمال يومي حتى تعود زوجتي لن تلمس قدمي الشقة، صدقا لا احب القهوة و لكن هي السبيل
كي ابقي يقظ، هل هنا مهرب من هذه الورطة؟ لا اعتقد؛ فلقد آتي لي والد رنيم
و يلهث ببكاء يرجوني أن افحصها كي يجدوا كي يعرفوا سبب موتها، قلت له أن يذهب و لكنه اصر، لذا علي دخول المشرحة مرة آخري دقات قلبي ترتفع و ضغطي يكاد يدنوا، دلفت داخلها و اقول لنفسي كلمة واحدة " أنا قوي"

ناديت فاروق ليخرج الجثة واضع إياها على السرير، خرج كأنه يسلمني لها وقفت لدقائق لا اتحرك فقط انظر للجسد الموضوع تحت الغطاء متأمل ما سيتم حدوثه لو المشرط لمس جسدها، اخذت نفس عميق مقترب منها ازيل الغطاء عن وجهها، منبث بقوة زائفة فالأرواح الهائمة إن شعرت بخوفك لن تتركك تهنئ لحظة.

_لننهي الأمر ما بك؟

تحركت يدها تمنيت لو اركض حينها، و لكني
حين اخاف اتجمد كقطعة الثلج المتحجرة
حركت يدها بل كلها تحركت، و جسدها لازال
مغطي مستور كأنه مفصل عليها، لم تكن بذلك الشكل المخيف الذي رأيتها فيه، فلم اخافتي يا تري؟ ملامح هادئة، عينين طبيعين كل شيء لا يستدعي للخوف، جلست نصف جلسة
تحرك يدها نحوي، لم افهم ما تريد لذا قربت
يدها هي تضعها فوق جبهتي، تملكني الخوف بعد أن اطمئن قلبي لبعض الوقت، ثم انزلت يدها تغمض عيني و لم تحركها، لقد رأيت كل شيء، كانت تعرض لي ما حدث لها كشريط الفيلم، كانت واقفة مرتدية عباءة بيت و شعرها مصفف على شكل ذيل حصان، تقبل
كل من بالمكان تودعهم، لا اعلم لأين كانوا ذاهبين، و لكن ما علمته أنهم سيبيتون يوم و ليلة ثم يعودون بعدها، غادروا و هي كانت وحدها بالمنزل، تجلس على الاريكة تتأمل
السماء و هي صافية تغزوها النجوم و القمر
مضيئ ليلها، فاتنة بل جميلة للغاية، دق باب
الشقة فقامت تفتح، اجابت الطارق أنها لن
تستطيع فتح الباب ف والديها غادرا و لقبته
ب مصطفى، قال لها أنهم ارسلوه إليها بالمال
في حالة إن احتاجت شيء، فتحت الباب
واضعة حجابها عليها مغطية يدها و شعرها
نظر لها المدعو مصطفى و قال بمزاح:
_هل يجب أن اقولك ذلك كي تفتح لي؟
اريد كوب شاي.

جلس على الكرسي متجاهل نظارتها التي كانت ترمقه بها، اخبرته أن يرحل و لكنه اصر بل و اخذ يتجول في المنزل مدلف لغرفتها
فتبعته هي تحاول إخراجه:
_هيا غادر كفاك عبثا و إلا ساقول لولدي.

ضحك و هو يقترب منها ينظر إليها مبتسم ببابتسامة ذئب لحمل وديع:
_ماذا سيفعل لي عمي يا تري، و نحن اقارب
هل تخافين مني يا رنيم؟

عادت للخلف تحاول الخروج من الغرفة ليسرع بخطواته مغلق الباب، اما هي ف تملكها
الخوف و لم تحسن التصرف و صرخت بوجههي مهدده، كان امامها فرصة لكنها اهدرتها بخوفها، باغتها و هي تحاول الهرب
حتى سقطت مغشي عليها، فيرحل الآخر مسرع قبل أن يراه احد، ازالة يدها من على عيني، عينيها ووجها كله تغير، تبدوا و كأنها تبكي، حزن سادها تمنيت لو ضممتها كي تهدأ.

فحصت رأسها كانت مفتوحة أثر الوقعة لكن
بقائها يوم و ليلة جعل رأسها تجف، لقد عاد و نظف مكان وقعيها واضعها على السرير، كتبت
التقرير معيدها لثلاجة الموتي، ناديت فاروق
كي يأتي لي بأبيها مخبر إياه ما حدث، لكنه رفض اخذ اي إجراء قانوني تجاهه إبن اخيه
لذا قمت أنا بذلك و كتبت بالتقرير من فاعلها
و كيف حدث ذلك، شهر، شهر بأكمله أو أكثر
يتم التحقيق معه و يتم سؤالي كيف علمت؟

بالتأكيد لم اخبرهم بمصدر معرفتي؛ كل شيء
سيفسد و سيقال عني مجنون و تسقط قضيتها هباء، عندما اثبت صحة كلامي بطرقهم الخاصة، تم زجه بالسجن، اما رنيم
التي قد دفنت بقبرها، كنت اراها بالاحلام
تأتني مرتدية ملابس خضراء نظيفة و هي
تبتسم لي، لقد ماتت جراء دفاعها عن نفسها
و أنا الذي ظننتها عفريت سوف ياكلني، لقد
كانت تحاول لفت نظري لامرها، الحقوق يعيدها الله لاصحابها فيسخرنا للعباد كـ
اسباب ليس أكثر، لم اترك عملي بل اتخذت
طريق آخر و هو كشف الحقيقة و نجدة
المظلوم.

        ......  تمت  .......

اتمني تكون عجبتكم و القادم خير يارب
🥺🐢 سلام القاكم في قصة آخري🌺

كل يوم حكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن