المقدمة

13 2 1
                                    

في أحد الأحياء الهادئة في مدينة تيجاد، عاشت فتاة تدعى قمراء. كانت قمراء متمردة وقوية الشخصية، تعشق الحرية وتبحث عن المغامرة في كل زاوية من حياتها. كانت تواجه المشاكل يوميًا بجرأة وعناد، مما جعلها محط أنظار الجميع ومصدر قلق لوالديها.

نشأت قمراء في عائلة محبة، لكنها كانت تجد صعوبة في الالتزام بالقواعد الصارمة التي يفرضها والدها. كان والدها، السيد طارق، رجلًا قويًا ومحبًا، لكنه صارم وحريص على حماية ابنته الوحيدة من مخاطر الحياة. أما والدتها فقد توفيت عندما كانت قمراء طفلة صغيرة وربتها زوجة ابيها السابقة لكن لم تعوض فقدان الام، مما جعل والدها يصبح كل شيء في حياتها.

في يوم من الأيام، بينما كانت قمراء تتجول في أزقة المدينة مع صديقاتها، تلقت اتصالًا عاجلاً يخبرها بأن والدها قد تعرض لحادث خطير وهو الآن في المستشفى. هرعت قمراء إلى المستشفى، وقلبها يخفق بسرعة، غير مستوعبة ما يحدث حولها. شعرت كأن الوقت توقف، وكل ما يحيط بها أصبح ضبابيًا.

عند وصولها، أخبرها الأطباء بأن والدها في حالة حرجة ويحتاج إلى رعاية خاصة لوقت طويل. في تلك اللحظة، شعرت قمراء بالضعف لأول مرة في حياتها. لم تكن تعرف كيف تتصرف أو من تلجأ إليه. كانت تشعر بالذعر والخوف على والدها، وحيدة في مواجهة هذا الكابوس الذي لم تكن مستعدة له.

في خضم هذه الفوضى، ظهر رجل قوي البنية بملامح صارمة يُدعى ثائر. كان ثائر صديق والدها المقرب، ولكنه كان شخصًا غامضًا بالنسبة لها. لم تكن تعرف عنه الكثير سوى أنه رجل أعمال ناجح ولديه سلطة ونفوذ.

"قمراء، أنا هنا للمساعدة. والدك كان يريد مني أن أكون وصيك القانوني في حال حدوث أي مكروه له"، قال ثائر بصوت هادئ ولكنه حازم. كانت عيناه تعكسان مزيجًا من الجدية والتعاطف، ولكنهما لم تخلوا من بعض الحدة التي أثارت في نفسها التساؤلات.

نظرت قمراء إلى ثائر بعيون مليئة بالشك والاضطراب. لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذا الرجل الذي لا يعرف كيف يتعامل مع النساء والذي بات الآن يسيطر على حياتها بطريقة لم تكن تتخيلها. كانت تراه كشخص غريب يحاول فرض سيطرته عليها في وقت هي بأمس الحاجة فيه للشعور بالأمان والدعم.

بدأت قمراء تشعر بالغضب والخوف يتصارعان داخلها. كيف يمكن لهذا الرجل أن يحل محل والدها؟ وكيف تستطيع أن تثق به؟ كانت تساؤلاتها تتزايد، ولكنها لم تجد الإجابة.

من هنا، بدأت رحلة قمراء مع ثائر، رحلة مليئة بالتحديات والمشاكل، ولكنها أيضًا رحلة اكتشاف الذات وتعلم معنى القوة الحقيقية والتعاون. كانت تعلم أنها يجب أن تتكيف مع الوضع الجديد وتواجه مصيرها بشجاعة، لكنها لم تكن تعرف كيف تبدأ.

في الأيام التالية، كانت قمراء تجد نفسها مضطرة للتعامل مع ثائر في كل صغيرة وكبيرة. كان يتعامل معها ببرود وصرامة، لكنها كانت تلاحظ في بعض اللحظات نظراته الحانية ومحاولاته الخجولة لفهمها ومساعدتها. ومع مرور الوقت، بدأت تدرك أن هذا الرجل الغامض يحمل في داخله قلبًا طيبًا، ولكنه يخفيه وراء قناع الصلابة والقوة.

بدأت قمراء ترى ثائر بصورة مختلفة، ورغم الصعوبات والمشاكل التي واجهتها، بدأت تشعر بأن هناك شيئًا ما يتغير في حياتها. كانت تدرك أن هذه الرحلة لن تكون سهلة، لكنها كانت مستعدة لمواجهتها بشجاعة وإصرار.

قمر في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن