الجزء الأول

12 1 0
                                    

بسم الله

في ظلال مدينة تيجاد الهادئة، كانت حياة قمراء الصغيرة تتأرجح بين حب والدها ودفء الأسرة. منذ ولادتها، أصبحت قمراء نوراً يضيء أيام والدها، طارق. كان طارق رجلاً حكيماً وهادئاً، ينظر إلى الحياة بنظرة ملؤها التفاؤل والأمل، رغم الصعوبات التي واجهها.

عاش طارق وقمراء في منزل بسيط، لكنه مليء بالحب والدفء. كان طارق يعمل بجد لتوفير حياة كريمة لابنته الوحيدة. كانت قمراء تراقب والدها بعينين لامعتين، تتعلم منه قوة الإرادة والصبر. تعلمت منه كيف تكون شجاعة في مواجهة التحديات، وكيف تحب دون شروط.

كانت قمراء تعيش حياة سعيدة، ولم تعاني من القسوة إلا في فقدان والدتها. كان هذا الفقدان هو الجرح الوحيد في حياتها، لكنه جعلها أكثر قرباً من والدها وأكثر تعلقاً به.

منذ نعومة أظفارها، كان ثائر جزءاً من طفولة قمراء. لم يكن ثائر مجرد صديق لوالدها بل إبنه الذي لم ينجبه. بدأت علاقة طارق بثائر عندما توفي والد ثائر منتحراً، الذي كان صديق طارق المقرب. بعد وفاة والده، وقف طارق بجانب ثائر المراهق ودعمه، وبدأت بينهما علاقة صداقة وثيقة مبنية على الثقة والتفاني.

ورغم أن ثائر كان له دور في طفولة قمراء، إلا أنها لم تتذكره البتة. كان حضوره في حياتها محصوراً في الذكريات التي لم تبقى واضحة في ذهنها الصغير.

مع مرور السنوات، كبرت قمراء وأصبحت أكثر وعياً بالعالم من حولها. بدأت تلاحظ كيف أن والدها كان يشكل ركيزة حياتها، وكيف أن حبه لها كان دافعها للتقدم والتفوق.

**في ظلال مدينة تيجاد:**

كانت الشمس قد بدأت في الغروب، ملقيةً بأشعتها الذهبية على شوارع مدينة تيجاد القديمة. كانت تيجاد مدينة نابضة بالحياة، تمتزج فيها الحداثة بعبق التاريخ. بين أزقتها الضيقة وبيوتها المتراصة، عاش طارق وقمراء في منزل بسيط يملؤه الحب والدفء.

في هذا المنزل، كانت قمراء تجلس على الاريكة ورأسها في حضن والدها، تستمع إلى قصصه عن مغامراته وأيام شبابه مع والدتها. كانت عيناهما تلمعان بالسعادة، وقلوبهما مليئة بالحب والتقدير. لم يكن في حياة قمراء الصغيرة أي قسوة، باستثناء فقدانها لأمها، والذي كان الجرح الوحيد في حياتها.

طارق: "قمراء، تعلمين أن أمك كانت امرأة رائعة، قوية وشجاعة. كانت تحمل في قلبها حبًا لا ينضب."

قمراء (بصوت مملوء بالشوق): "أفتقدها كثيرًا يا أبي. كنت أتمنى لو كانت هنا معنا."

طارق (بابتسامة دافئة): "هي دائمًا معنا، في قلوبنا وفي ذكرياتنا. وهي فخورة بكِ كما أنا فخور بكِ."

في تلك اللحظات، شعرت قمراء بالدفء والأمان. كانت تعرف أن والدها سيكون دائماً إلى جانبها، يدعمها ويوجهها فسقطت في النوم بشكل سريع وهي تضع رأسها على كتف والدها الحنون.

قمر في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن