عندما يضن الفأر أنه كلب يرى القط أمام عينيه ضاحكاً
...................................
وضعت الجميلة روز كوب القهوة على الطاولة ورفعت رأسها تبتسم للآنسة إيفريا، الشابة التي تجلس أمامها بثقة وظهر مستقيم. ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة، بينما تحاوط ركبتها بيديها، واضعة ساقها على الأخرى، كاشفة عن تفاصيل جسدها المثالي أمام روز، الشقراء ذات الشعر الذهبي والعيون الزرقاء الساحرة، التي كانت تعلم أنها ستحصل على ما تريده من وراء إيفريا.
دفعت ليليث، ذات الشعر الأسود الفاحم والعيون البنية الداكنة، شعرها للخلف بعد أن كان مستقرًا على جانب كتفها الأيمن، وألقت ابتسامة أخيرة قبل أن تتحدث إلى المرأة الجميلة التي تجلس أمامها بفستان وردي قصير يبرز جمالها الخلاب.
- آنسة روز، يسعدني حقًا أن ألتقيكِ مجددًا بعد الحفل، وأيضًا... أريد أن أعتذر لأنني أسأتُ الظن بكِ فيما سبق عندما قلت لكِ أنكِ شاذة.
ابتسمت روزماري بسخرية خفيفة، عيناها الزرقاوان تتألقان بثقة واعتزاز بالنفس. رفعت رأسها بفخر، وكأنها تقول بصمت:
"لستِ أجمل مني."
لم تبح بذلك علانية، بل تركت جسدها يتحدث. جلست بإحكام وأناقة، تكشف عن جمالها الباهر وكأنها تتباهى بكل تفاصيلها.
- لا بأس، لا داعي للاعتذار، ما حصل لم يكن خطأكِ قل أنا من كانت تصرفاتي غريبه آنذاك.
قالت روزماري بابتسامة هادئة، وكأنها تتجاوز الأمر بسهولة.
نهضت روزماري من الأريكة برشاقة، وسارت بخطوات واثقة نحو ليليث. طلبت منها النهوض ببرود:
- هيا، قفي من فضلكِ، دعيني أتفحص قياساتكِ.
نهضت ليليث ببطء، ووقفت أمام روزماري، التي بدأت تتفحصها بنظرة دقيقة، تحيط خصرها بذراعيها الرقيقتين، تقيس بأعينها كل تفصيلة من جسدها. كانت نظرات روزماري باردة، وكأنها تنظر إلى شيء مثير للشفقة، بينما تحتفظ بتلك الابتسامة الساخرة على شفتيها.
- أعتقد أنني حصلت على القياسات المطلوبة. يمكنك الجلوس الآن.
قالت روزماري، ثم استدارت بعناية، تاركة ليليث تشعر بمزيج من الإحراج والازدراء.
كانت ليليث تنتظر بفارغ الصبر أن تسمع كلمات مديح من روزماري، تنتظر الاعتراف بجمالها وأناقتها، لكنها فوجئت ببرود روزماري التي كانت تركز تمامًا على عملها. نظرت ليليث بعينيها البنيتين الداكنتين إلى روزماري، تنتظر لحظة تقدير، ولكن لم تأتِ.
أنت تقرأ
جُـرعـة الـروزماري
Romanceأشهر المدن لصناعة العطور هي غراس فرنسا، هنا حيث تبدأ قصة الروزماري التي تحمل أطيب رائحة قد يشتمها فريل إيفريا وهنا حيث تبدأ الروزماري بنزع تلك الفاكهة من قلوب إيفريا وزرعها في نعش شقيقتها التي ذهبت ضحية لعائلة إيفريا التي تحكم غراس
