07- القبلة الأولى

290 21 102
                                    

"أنا من تسعون إليها جميعكم"

...................................

الروزماري، صاحبة الجمال الخلاب، ارتجفت مثل قطة بلدية ترى الخوف لأول مرة. بالرغم من سحرها الذي لا يُقاوم وجمالها الذي يفتن الجميع، إلا أن الخوف الذي اعتراها في هذه اللحظة جعلها تبدو ضعيفة وهشة. كانت عيناها الزرقاوان الواسعتان، اللتان عادة ما تفيض بالثقة، تمتلئان بالقلق والذهول. جسدها الرشيق، الذي كان يتحرك دوماً برشاقة وجاذبية، أصبح الآن متيبساً ومرتعداً.

لم تكن تتوقع يوماً أن تشعر بهذا الرعب في ملاذها الآمن، في شقتها الخاصة. كانت ترتعش دون أن تتمكن من السيطرة على نفسها، ورغم محاولاتها الحفاظ على مظهرها الهادئ، كانت الاضطرابات الداخلية واضحة. كل تفاصيل جمالها الساحر، من شعرها الذهبي المتألق إلى بشرتها الناعمة، لم تستطع إخفاء ارتعاشتها التي كشفت عن خوفها الكامن.

"ذلك الرجل ضخم البنية، يا إلهي! أليس أضخم من فريل حتى؟ لا أعرف ماذا يجب أن أفعل... هل أتصل على فريل أم أهرب من الشقة فوراً بدلاً من ذلك؟"

كانت تفكر، وقلبها ينبض بسرعة تكاد تشعر بها في كل خلية من جسدها. رفعت يدها إلى فمها، تقضم أظافرها بشكل لا إرادي من الخوف والقلق.

الرجل كان يرتدي ملابس سوداء تخفي كل ملامحه، حتى شعره كان مخفياً تحت قلنسوة تغطي رأسه. وقفت روزماري في مكانها، غير قادرة على اتخاذ قرار. كانت قد أغلقت الباب جيداً بعد دخولها، فكيف استطاع هذا الغريب الضخم البنية التسلل إلى شقتها؟

صوته المخيف يمكنه أن يخترق عظامها. لم يستدر لمواجهتها بل قال بصوت بارد وثابت:

- روزا أنتِ تسمعين صوتي الآن ولكن هذا ليس صوتي حقاً، تستطيعين أن تحتفضي بكل الكاميرات التي تظهر لكِ مظهري ولكن لا شيء مما سيظهر في الكاميرات سيجعلكِ قادرة على معرفتي.

ارتجفت روزماري أكثر، وعيناها الزرقاوان توسعتا من الخوف. كانت تعرف أن هذا ليس وقت التصرف الطائش، بل وقت الانصياع للأوامر حتى تعرف ماذا يريد منها هذا الرجل المخيف.

- أخبرني أولاً، كيف دخلت إلى هنا؟! ألا تخاف أن أتصل بالشرطة؟!

ضحك الرجل بصوت منخفض ومرعب، ثم قال ببرود:
- أوه، الصغيرة روزا تعرف كيف تهدد.

تحرك قليلاً في مقعده دون أن يستدير، مما زاد من توترها.
- لا تقلقي، لن تصلي إلى هاتفكِ قبل أن يكون عنقكِ منحورًا عند زاوية الغرفة.

كانت كلماته مثل سكين يخترق الهواء، مليئة بالتهديد والوحشية. شعرت روزماري بأن جسدها يتجمد في مكانه، وبدأت تتساءل في داخلها عن نواياه الحقيقية. لم يكن لديها خيار آخر سوى الامتثال لأوامره وانتظار الخطوة التالية منه، وهي تحاول جاهدة أن تسيطر على خوفها وتبقي عقلها صافياً.

 جُـرعـة الـروزماريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن