-02-

36 3 7
                                    

الصدفة
.
.
ترْبطنا خيوطُ الصّدفَة، الصّدفَة التي نتَمنّى خُلودَها...
طُرق المُصادَفات، سِكك المَشاعِر، انْعِطافات الأَمان، وأزِقة للرّاحة.. ، ونِهاية طريقٍ مَجهولة ، جَميعُها تحمِل ذاتَ المَعنى فِي طَياتَها.

صُعقتْ إيفا فوْر سَماع صوْته القلِق ، لِتَكون تِلك إِشارَة حَمراء توقِفها عَن قَوْل أيْ شئْ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صُعقتْ إيفا فوْر سَماع صوْته القلِق ، لِتَكون تِلك إِشارَة حَمراء توقِفها عَن قَوْل أيْ شئْ. لُجِم لِسانُها عنِ الحَديث وَكأنّ لا حُروف وَلا كلِمات تَصِف ما تشْعر بِه في هذِه اللّحظَة مِن خُذلانٍ ونَدَم .
تَحسّرتْ على نَفسَها وَ عَلى ما أَوقَعت نَفسَها بِه. سَماع صوْت سوبين ومَعه جينو كَما تظُن جعَل مِنْها فِي دوّامَة مِن الأَفكارِ اللامُتناهِية.
أيْقظَها مِن شُرودها صوْت الآخَر يَنده عَليها بِقلَق تَخلْخل نبرتُه، أدْركَت شُرودها الطّويل لِتُجيب "نَعم أنا بِخير، هَل يُمكنك تَمرير الهاتِف لِتايهو"...

 أحسّ الغُرابي بنُفورها الغَريب مِن الجَميع ليُعلِمها بِقدومه بعْد إقْناع ذلِك الغاضِب بِالبَقاء لِحين اتّضاح الأَمْر.

وصَل حَيْث الموْقِع الذِي أرْسلَتْه لَه، لِيواجِهه بٍناء بتَصميم كَلاسيكِي عَصْري معَ إِضاءَة خافِتَة، وَ باحَة واسِعة مِن العُشْب تَتوَسّطها نافورَة بدَت عَريقة كخاصّة العَصر الفِكتُوري. تَوجّه إِلى الخَلف حيْث المرْأَب بعْد إِلقاءْ نَظْرة عَلى الباحَة مِن الجانِب الآخَر، وجَد سَيّارتها السَوداءَ ليَتأكّد مِن وُجودُها فِي المنْزل أَخِيرا.
فتَح الباب ليُقابِله ممَر ليْسَ بالطّويلِ وما أكّد عَلى وُجودُها بُقع الدّماء والتِي تَعود لنَزيف كتِفها وَ الذِي كانَ سبَب اتِصالها بهِ.

وصَل تايهو إِلى غرْفة واسِعة بِأثَاث بَسيط وَ راقِي ليَلمَح إيفا وَهي قادِمة بِعُلبة إِسْعافات لِيُهروِل ناحيَتها بهَلع بَعد رُؤيَة كمّية الدّماء التِي تُغطي سُترَتها الرّماديّة، والكدْمة الدَاكِنة عَلى جانِب عُنقها الأيْمن و بَعْض الخُدوش عَلى وَجهِها و كُفوف يَديْها نَتيجة ما تَعرّضتْ لهُ فِي الهُجوم.

اسْتمر تَحديق تايهو بِها طَويلاً لِتشعُر بِالإِرتبَاك "توقّف عنِ التّحديقِ بي هكًذا ، هَذا مُريب" قالتْ آخِر كلامَها بِهمْس لَم يَجدي حيْث سمِعه الآخر . 

Our Last summer | صَيفُنا الأَخِيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن