اللقاء الأول
.
.
للحَياة مَسارُها الأبَدي ، و طالَما أنتَ بِها لا مَجال للتّقاعُس...مَكتوب لَها السيْر ، مَهما حَزنت أو كُسرت..
حتّى لو اِندَثر أثرَ يَديْك و أُبيدَ رَحيق عُمرِك..ستَبقى نَفحاتُ الحياة لتَعبُر من خِلالِك..من حولِك و إٍليك ، طالَما أنتَ بِها رحّب بٍاختِلافاتِها.
________ ________ ________
جينو و أَملُه الزّائِف بِتراجُع إيفا عَن قرارَها بِالرّحيل قد انطَفئ ، انتَظَر كَثيرًا عَودَتها لتَفتح البَاب و تبْتَسم اِبتِسامَتها التِي يُحِب و تُخبِره بِأنّها باقِيَة بِجانِبه و لَن تَبتَعِد مِن جِوارِه.
تَتخَبّط الأَفكَار في رَأسِه ، تَضجّ فِي داخِلهِ و يَعلو ضَجيجُها. اسْتقامَ مِن السّرير يُمدّد جَسدُه المُنهَك بَينَما انْكَمشَ مُحيّاه بِألَم ، هُو و رُغمَ التّعلِيمات التِي تلَقاها بِشَأن قدَماهُ المُصابَة إِلا أنّه يَتّبِع مُبتَغاه وَ يٌخالِفها .
تَقدّم بِبطءْ نَحوَ النّافِذة الواسِعة قامَ بِفتْحِها يلفَحُه نَسيم اللّيل البَارِد ، تَنفّس الصّعداء لِيتَنهّد بِتَعب غَفيرِ.
ُقُطِع خَيط أَفكارِه بِمجرّد وُلوج الغرابي للْغُرفة يَغلق البابَ الأبْيَض بِهدوء ، تَقدّم نحْوه يَنظُر لَه بِقلق "هَل أنتَ بِخير مَع وُقوفك هُنا؟" قالَ و عَيناه تُلاحِق الأصْغَر بِاهتِمام ، اِتّكئ بِيديْه لِيَميل بِجذعِه عَلى حافّة النّافِذة و بِعيْناه الحالِكة يَتأَمّل السّماء و تَنعكِس فِيها نَجومُها "لا بَأسَ بي" نَبرتُه باهِتة خالَطها الضّيق...يَبدو قاسِيًا نوعًا ما لكِنّه مُتعبًا لا أَكثَر ..اِقتَرب تايهو مِنه ليَضع كَفه على ظَهرِ الآخر بَينَما أردَف "لِتستَرِح جينو..اللّيل بارِد" حَثه عَلى الجُلوس يُغلِق النافِذة لِتتّجه يدُه نَحوَ جِهاز التّدفِئَة يَطرُد جَفاء و بُرودَة هَذِه اللّيلَة.
عادَ يَجلِس في المِقعَد بِجانِب السّرير كانَ سَيَتحدّث لوْلا الطّرق الرّتيب على البَاب لِتظْهَر الطّبيبَة اِنحَنت لَهم لِتتَقدّم بِاتِجاه جينو و تُباشِر عَملُها بِتَغيير كِيس المُغَذي بِآخَر مُمتَلِئ ، غادَرت بعدَ انتِهائِها تَترُك الاِثنان مٌجددًا . "ما الذِي يَحدُث هُنا جينو؟" تَحدّث يُشير بإِصبَعه نَحوَ رأْس الآخَر يَسأَله ما يَجول في ذِهنِه ، شَرد جينو لِلحظة يُنظّم أفْكارُه "هَل سَتتَفهّم؟" فاهَ جينو وتَعابير مُحيّاه تَفصَح عَن ما فِي جَوفِه.
أنت تقرأ
Our Last summer | صَيفُنا الأَخِير
Macera• تُواجِه إيفا روبِن ظُروف تَجْعلْ مِنْها مُحاطَة بِالشّكِ السامْ ، وَ تُغيّر حياتَها إِلى مستَقبَلٍ مُبهَم وحاضِر مُوتّر. هلْ اِنتِقالَها لِكاليِفورنيا سيُغيّر مِن ذلِك ، أمْ أنها ستَتردّى إِلى مَفْنى هذِه الحَياة في المَجهولِ؟ . . . ▪︎إيفا روبِن ...