كان الصّالحونَ يستَحوُن من الله ان يكون يومهم مثلَ أمسِهم !
وأن تُرفع الأعمال في طي الغيوب بلا زيادة ..
تراهم يتفقَّدون أيامهم .. فيضعون فيها و لو مِثقالَ شَعيرة حَبٍ ؛ ليرجَحَ ميزانُ اليوم عن ميزانِ الأمس !
رُبَّما تبدو الحبّة في نظرك خفيفةً ..
لكنَّ الّهار بها أصبحَ مختلِفا ؛ ولو قليلاً !
فكيفَ كان حالُهم إذن مع زمن ؛ هو من أحبُّ الأزمان إلي الله ؟
لقد كان الحياءُ في نفوسِهم يشتدّ أن يلقوا الله بصحيفةٍ ؛ تُشابه في ملامِحها صحيفةَ العام الذي مضي .. أو تُقاربه..
إذ للقربِ خطواتٍ ؛ لا يجوز أن تتكرر !
فتراهم في مواسم القربِ مشغولين بحفظِ الجوارح ف( إن من حفظ جوارحه، حفظ الله عليه قلبه ) ..
ولا هم لهم إلا القرآن يقيناً بأنه ("ما جعل عبدُ القرآن هَمّه، إلا كفاه الله ما أهَمّه."
فتذكَّر أيها المشتاق للدّيار المقدسة ...
لئن سارَ الرَّكب إلي جبلِ المغفرة والرحمة .. فقد جعل الله لنا نحن أيضاً سَيراً !
قال ابن رجب الحنبلي : ( هذه أيامُ جعلها الله مشتركة بين السّائرين والقاعدين ، فمَن اغتنمها في بيته ؛كان أفضل ممن خرج للجهاد من بيته ) !
أشعلوا السَّرج في لياليكم..
عسي أن تشعلَ لكم أنواركم علي الصّراط !
واجتهدوا ..
فَلرُبّ قاعدٍ خيرٌ من ألفِ ساعٍ ..
والله من بعد ؛ يعلم صِدق النّيأت وخَفَيّ الدَّمَعات !
د. كِفاح أبو هَنّود