{ رَحمة الله وبَركاتـه عليكُم أهـلَ البيت } ..

7 6 0
                                    

8️⃣💎

{ رَحمة الله وبَركاتـه عليكُم أهـلَ البيت } ..

{أهلَ البيت } ..
تعبيرٌ قرآنيّ ؛ يُوحي بمعانٍ مكثّفة .. تعبير ٌلم يُذكر في القرآن إلا مرتين :

الأُولـى ..
كانت وصفاً لبيت إبراهيم - عليه السلام -

و الثانية ..
في نَفي الرّجس عن أهل البيت لمحمّد ﷺ !

فمن { أهل البيت } .. ؟
{ أهل البيت } .. هم أهلُ بيتٍ ؛ أُسّس بُنيانه على تقوى من الله ..

أهلُ بيت صامتة جَوارحهم في الخطا ..
و لِدبيب نِعالهم صدًى في الجنّة ؛ كأنّها حَفيف أوراقِ الشّجر من كَثرة سَعيِهم !

{ أهل البيت } .. كل البيت .. إذ دومًا مِن البيت يبدأ ثَمن الأحلام ..
فمن النّادر أن يَجدَ رجُلٌ امرأةً تَحلُم مَعه ؛ ثُمّ تُحسن أن تَحميَ الأحـلام !

امرأة ؛ يأتي معها المَطر ، و تحوّل البشرية بِفَرحٍ نَحوَ قِبلةٍ يُريدها الله لِبقيّة أعوام الحياة !

صدّقوني ..
إذا أحبَّ الله عبداً ؛ رَزقَهُ سنديانة تَحفَظه في غَيَبتِه ، ثم تحُنو عليه ، و تَخِبز معه قَمح المعركة !

إذ ما أَندرَ أن تجِدَ امرأةً ؛ تَحرُس السّنابل في الحُقول المُثقلة بانتظارِ لحظةِ الحَصاد الآتية !

امـرأة ..
تعرِفُ كيف تَنتظر في مواسمِ الحرِّ القائظة ، و تمسحُ عن الوعد الإلهي حبّات العَرق !

امـرأة ..
تَنفرِدُ إذ تُرتّل الصَّبر في العاصفة ، و تجعلُ من سُقوط المَطر ؛ لحظةَ التّوسل لمن مَلكَ الأقدار المُـغيّرة !

ذات يومٍ قيل ..
(وراءَ كلّ رجلٍ عظيم امرأة ) .

و أنا أقول ..
(وراءَ كلِّ هِجرة جليلة امرَأة ) !

رجل و امرأة و طفل فقط .. كانوا يُشيّدون المستقبل في أُمنياتهـم ؛ قبـل أن يُشيـّدوا بَيتـاً لله !

هُناك مقاعد شاغرة تُتيحُها لك الأقدار ، و تنتظر مَن يَتربّع عليها ، و تكون عَتَبات لِـ { مقعدِ صدقٍ عند مَليكٍ مُقتدر } .

وقد استحقّها باقتدارِ ( أهل بيتٍ ) دون نُقصان !

كان إبراهيمُ - عليه السلام - يتنفّس الفِداء كلَّ يوم .. و يُمضي عُمره في ثِياب التّضحية !

هل تدري يَـا هاجَـر ..
أن إبراهيم قَدّمَ حِرمانه مِنكِ و فَراغ الأيامِ إلا من الحنينِ إليكِ بين يديّ ربّه .. فقد كان نبيّاً في قالبَ إنسان ، وكان الله بذلك عليمـاً !

كان يُصابر في عَتمة الشّوق ..
علَّ العَتمة تَلِدُ ثَلاثَةَ أقمار ؛ تحقّق وعدَ النّورِ في الصّحراء !

أيا هاجر
راحلان أنـا وأنتَ و الصّغير ؛ حتى يُولدُ الأَمـل !

يَـا هاجَـر ..
مَـا أروع العُقود التي تُمهرها السَّماء !

كانت يدا هاجَر خميلة عنبر ؛ و في حضنها بُلبُل ..
وكان زهر النّوار ؛ يَختَبِئ في الرّحم التي غادَرَت إلى الصحراء .. وحيل بينه وبينها !

يالله هـل خَطَر بِبالك ..
أنَّ بعضَ الابتلاء ؛ أن يُحالَ بَينك و بين من تَحملُ بِذرة الأملِ للولادات الجَميلة !

هل خَطر ببالك ..
كم صابَرَ إبراهيم ؟!

و كان يظلّ يرُدّد :
( يـا قلبُ أنتَ وَعدته ؛ فاملِك زِمـام الصَّبر ) !

ما الذي يَجعلنا مَوطِنَ نظرِ الله ؟ فقط .. أن نَنقُل بُيوتَنا إلى حالةٍ تُمثّلُ كَلِمَةَ الله !

{ أهل البيت } .. فقد كانوا أهل بيت ؛ٍ شاركوا جميعاً في رفعِ أحجارِ البيت !

أهل البيت وَرَدت فـي سـورة الأحزاب ..
حيث ُاجتمَعَت المَعاوِل للهدمِ ..
فكأنَ الله يُعلِّمنا :
( أن لا شيء يَهزِمُ جيشاً جبّاراً ؛ مثل أهل بيتٍ يحمِلون رسالة ) !

صدّقني ..
نحنُ لا ننهدِمُ من الخارج أولاً ..
بل نَنهدم من الدّاخل ؛ ثمّ يَسهُل إلينا الاختراق !

قَـال لـي ..
كيف بَلغْنَا اليوم كلّ هذا الحزن المُرتَسِم في ملامِح واقِعنا ؟!

قلتُ له ..
إنَّ الحِداد يبدأُ من البُيوت ؛ ثمّ يستمرّ فـي الأُمـّة !

هناك في قَوقَعَتِنا الدّاخلية ..
يولَدُ كلّ حزن في الأمّة ..
تماماً كما يَختَبئ الفَرَحُ القادم للبشريّة ؛ في عُيون صِغارنا !

يَـا هَـذا ..
أهـلُ البيت كانـوا أهـلاً لِبنـاءِ البَيت ..
و لـن تَرتفعَ بيوتُ الله ؛ إلا باكتمالِ بُيوتنا !
إلا ببلوغنا حال { أهل البيت } ..

د. كفاح أبو هنود

📨

قال يا أبَتِ افعل ما تُؤمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن