كـَان بيني وبينَ صَرير فَتحِ الأبوابِ ؛ مُعجزة !

8 6 1
                                    

9️⃣

في كُـلّ المَساءات التي خَيّمتُ فيها على بابـِك يـا مَـولاي ..
كـَان بيني وبينَ صَرير فَتحِ الأبوابِ ؛ مُعجزة !

كـانت خَطيئتي ؛ تُغلق عليّ كـُلّ شَـيء .. كأنّ الغَسق الجائِع في عَينيها ؛ يلتهمُ كُلّ انبثاقةِ أملٍ أو بصيص نُـورٍ أو لحظة فَـرج !

كانتْ تُمَزِّق لي كُـلّ نسيجٍ خاطَته دَمعاتي المُتعثِّرة ..
ثُمَّ تَرميني في العَـراء !

أوّاه ُ..
مـَن يحتملُ الوُقوف فـي الصّقيع عاريـاً ؟!

مَـن يحتملُ ..
أنْ تأتي الفصول بالسـِّلال الفارِغـة ؟!

مَـن يحتملُ ..
أنْ يكون قِطعةَ خَشبٍ ؛ مُلقاة على شاطِىء المَجهول ؟!

لقَد ظنَنتُها أحاطَـت بـي ..
فلمّا أشرقَت شمسُ عَـرفة ؛ رأيتُك تَمنحني مَفاتيح الفَـرج ..
تَجمعني بِسَفينتي ؛ فأبُـحِرُ مـِن جَـديد !

رأيتُك تُدثـّرني بِعَظمةِ سِترك .

رأيتُك تَسمعنا ..
وتمسح عنـّا آثامنا .

رأيتُك في عَـرفة ؛ ربٌّاً وَدوداً ..
وسمعتُ صَـوت صَـرير الأبوابِ يتَزحـزح !

و مَـع مَغيبِ شمسِ عَـرفة ..
ودَّعتُ سـِجلاً مُرهِقاً مِـن عَثراتـي !

أتدري ما عرفة ؟
عرفة ابتداء العمر .. فو اللهِ ما عُمُرك مِن أوّل يومٍ ولدَّت ..

بَل من أوّل يومٍ عَرَفتَ الله!

و أَزيُد .. بل من لحّظةِ إغتسالك من آثامِ حَجَبَت عَنكَ الله.!

و مَـا أجمَل السّلف ..
إذْ تفطّنوا إلى عُلوِّ زمَـن عَرفـة ، و جَـلالِ قيمته ..
  فها هو - الإمامُ الأوزاعيّ - يقول :
{ أدرَكتُ أقواماً كانوا يُخبِّئون الحاجاَت ليومِ عَـرفة ليسألوا اللهَ بهـا } !

و قال أحَـد السَّلف :
[ مِن خمسين سنَة وأنَا أدعو في يوم عَرفة ، وما يدورُ على الحَول إﻻ وأرى إجابةَ دُعائي كفَلقِ الصُّبح ] !

فيا ربّ ..
هَـبْ لنا مَقاماً و عَطاءً ؛ كَعطاءِ إبراهيم !

يَـا ربّ ..
قُلوبنا تَطوف حَـول العَرش ..
فتقَبّلها ؛ و لا تَحرمها خيرَ مَـا عِندك بسُوء مَـا عِندنا !

يا ربِّ ..
واغفر لنا خَطايانا الّتي أغلَقَت عَلينا كُلّ شَيء .

يـا ربّ ..
لمْ يبقَ في كِنانَتـِنا ؛ إلا سَهم عَـرفة !

فيا ربّ ..
لا تَـدع شَمسُ عرفةَ تغيبُ ؛ إلا وقَـد اصابَ فيها السَّهم كُـلّ أُمنياتـِنا !

د. كفاح أبو هنود

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قال يا أبَتِ افعل ما تُؤمَرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن