السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذا الفصل الأول بعد إعادة النشر، بإذن الله يعجبكم وتستمتعوا فيه..
لم يتم مراجعة الفصل بشكل دقيق، لذا مقدمًا اشكر تجاهلكم لبعض الزلات، ونترك بقية الكلام لآخر الفصل.
قراءة ممتعة :)
تمزقت أغشية الغمامِ عن صفحة السماء، تَفتحُ الطريق لوهج الشمس الذي يُطل خجولًا بين حشود الضبابِ يُنير عتمة الفجر، ويَمسح دموع البردِ مُخففًا رعشته وقسوته بعد ليل طال وقته وعنَت ريحه على أجساد سائريه الذين اختبئوا في قواقعهم باحثين عن الحرارةِ التي تُشعرهم بأنهم أحياء ولم يغادروا هذا العالم بعد، لكن الساعات المُظلمة عبرت بطيئة وجافة عليهم، لا يسمعون في جوف العتمة المُقفرةِ هاته إلا نباح الرياحِ التي تقدَمت ناحيتهم ونهشت أجسامهم الهشةَ التي نالت من الضعفِ والقسوةِ ما نالته التماثيل العارية في الساحات والحدائق الذابلة.
بزغ نورُ الضحى مُندهشًا من خرير المدينة التي كانت تهدرُ ليلة أمس، كأن المكان قديمٌ وغيرُ مألوف، ففي هذه الساعة -عادة- لا يجدُ الضوء لنفسه مَرتعًا ولا موقعًا من تزاحمِ حركة الإنس المُنطلقين في سائر الاتجاهات والتُحركات، بل تكادُ أحيانًا لا تَسمعُ رنين الساعةِ العملاقةِ التي تُراقب الحياة المُستمرةَ على عقاربها الضخمة، لكن اليوم مُختلفٌ ومُتكرر، فهذه هي [لندن] في أول عُطلة نهاية الأسبوع، هادئةٌ على خُطى نهر [التايمز]، فلا يوجدُ موجبٌ يدفعُ أي أحد من ذوي اللحم والعظم للتَحرُك قيد أنملةً في صباح إجازةٍ مبكرًا عقبَ ليلةً ساخطة.
لكن هذا الفعلُ لا ينطبقُ على كُلية قاطني المدينة، إذ يوجد بعضُ الاستثناءات على القواعد العامة، ومن بينها ذلك الشابُ طويل القامة الذي تتخذُ خطاهُ طريقًا باليًا لا يَسلكُه أيٌ من العقلاء، رصيفٌ غيرُ مألوف في المدينة المُزدحمةِ والمُكتظة بأجمل وأجدد العُمران وأعلى ناطحات السحاب، وأزهى صور البهجة، إلا أن هذا المكان تَفوحُ منه رائحةُ النبذِ والهجر، نبتت الحشائشُ الخضراء بين حجارةِ أرصفته وتجاوزتها في العلو، تُخبر العابرين بإهمال الموقع وتُحذرهم الاقتراب، لا تجدُ الكثير من الأشجارِ التي تُزيين الشوارع الرئيسية في العادة، والموجود منها تحتضرُ جذوعه المُتقشرةُ بصمت، كأن الموت عبر من هنا يقطعُ كلُ حياةً تُحاولُ الصمودَ أو الاستمرار.
مع ذلك يدعُها تقوده من خلال أغصانها المُتكسرة إلى مقصده المنشود، انتفضت الرياحُ بعنفٍ وضربت جسده تَدفعه للوراء عندما انعطفَ خارجَ حجارةِ الرصيف المُتكسرة وداس الأرض التُرابية الباردة.
ارتمت الأوراق المُحترقة في وجهه ودخل الغُبار عينه، لكنه ثبت مكانه وأخذ في حضنه شيئًا صغيرًا ورقيقًا يحميه من صرخةِ الريح وتوبيخها، وما إن هدأ فعلُها أخرج ما كان يؤيه، وما هي إلا باقةٌ صغيرةٌ من لونِ الثلوج النقية، التفَّ الوردُ حول الزنبق يطوقهُ ويحنو عليه.
أنت تقرأ
ألوان المختبر
Fiksi Umumمن الصعب حقا أن تدرك أن أفكارك كانت خاطئة وربما كذبة، بل وقد تنكر لأنك لا ترغب بالإعتراف بخطأك، ولكنك حينما تتأقلم معها، تتضح الأمور، يحتاج الأمر إلى الوقت، مدته ليست ضرورية، ولكن بمجرد الإدراك.. يجب عليك البدأ فوراً، عندها أنت.. ستتجاوز كثيراً من ا...