إستمعت إلى شهقت سادينا العالية و التي رسٓمت خُطوط الصدمة مُمْتزعجةً مع عدمِ التّٓصديق على خٓلجاتِها ....
في حين تهتف شفتيها بكلمات غير واضحة المعاني !
و إلى جانِبٓها كانت تجلس سيلين و هي ترمقهما بحيرة عاقدةً حاجبيها بإستغراب سرعان ما إنمحى عندما أكملت بلقيس سرد ما حدث( :" ماذا ؟..."
كانت قد صرخت بها بلقيس بعُلُوّ صوتِها مُسلطةً على نفسِها عُيونٓ جُلّٓ من بالمطعم مِمّا أثار سخط إياد فهتف بحدة من بين أسنانه التي كان يكز عليها بقوة
:" بلقيس إخفضي صوتكِ و إستمعي إليّ جيِّدًا .."
وضعت كفيها على فمها و هي ترمقه بترقب ...
و عندما طال صمته بدأت في إخراج همهمات و رفع حاجبيها بإستفهام لتحثه على الحديث فقال مستجيبًا لرغبتها:" عندما تُوفِّيت والدتي و هي تلد في إكرام تأزمت حالة مالك كثيرًا ."
:" أباك ..."
قاطعته بلقيس مصححة فحدجها بنظرات ساخطة جعلت من يديها المرتعشتين تحط على شفتيها بينما تعده بنظراتها أنها ستلتزم الصمت ...
ليردف متوجًا أولى كلماته بلهجة مريرة صاحبتها تنهيدات حارة تعبر عن شٓجنِ روحهِ التي تجرعت من المأسي جل كؤوسه:" و حينها والدي العزيز خرج من المستشفى و لم نرى له أثرًا إلا بعد شهرين حيث عاد و كأنه لم يعد ...
لازلت أذكر هيئته أنذاك ...
عيون فقدت الحياة و كأنها لشبحٍ !!
و وجه مليئ بالخدوش و ثيابه نفسها التي رأيته بها آخر مرة إلا أنها ممزقة !
جلس بجانبي ليتمتم بصوتٍ خاوٍ رنينه لم يفارق أذناي إلى الآن
:_ إذا أخبروك أني مُت فلا تصدق إلا إذا رأيت جثتي ..":" إذن هو ميت فنحن رأينا جثته .."
تمتمت بها بلقيس بنبرة مُحقِّقٓة لترتسم إبتسامة مستهزءة على شفتيه و هو يأخذ سيجارة من جيبه ليشعلها و من ثم يضعها بين شفتيه متكئًا على مقعد الكرسي بإسترخاء
أنت تقرأ
عبرات السماء
Ficción históricaرسمت لهنّٓ الأقدار بفرشاة التعاسة على صفحات الحياة فظهرت صورة تراجِيدية لمجرمة تعيش بين زُقاق الرعب و الخوف و تبحث عن الأمان و فتاة طُعنت بخنجر المشاكلِ و الإهمال و أخرى لفظتها الحياة من رحمها بِأزر و إستحكام و توّجت الصورة عٓبرات السماء الرّاثية ل...