الفصل السادس

40 1 0
                                    


أنت مخطئ في كل شيء ( وأنا كذلك)

قبل خمسمئة عام من الآن كان رسامو الخرائط يعتقدون أن ولاية
كاليفورنا جزيرة. وكان الأطباء يعتقدون أن فتح ذراع إنسان (أو جعله ينزف
من أي مكان في جسده يمكن أن يشفي المرض. وكان العلماء يعتقدون
أن النار مصنوعة من شيء يطلقون عليه اسم مصدر اللهب» وكانت النساء
تظن أن مسح وجوههن ببول الكلاب يمنحهن مظهر الشباب الدائم. كما
كان الفلكيون يعتقدون أن الشمس تدور من حول الأرض.
.
وعندما كنت ولدا صغيرًا، كنت أظن أن متواضع نوع من الخضار
لا أحب تناوله. وكنت أظن أن أخي قد عثر على ممر سري في بيت
جدتنا لأنه كان قادرًا على التسلل خارجًا من غير أن يخرج من الحمام
(ملاحظة هامة: كانت في الحمام نافذة). وكنت أظن أيضًا أن ذهاب
صديقي مع أسرته في زيارة إلى جبل واشنطن، يعني أنهم ارتحلوا
رجوعا في الزمن على نحو ما إلى الحقبة التي كانت الديناصورات
تعيش فيها؛ وهذا لأن ذلك الرمز (1) يشير إلى زمن بعيد جدا في الماضي.
(1) جبل واشنطن = Washington, B,C . ، وهو جبل في جزيرة فانكوفر في
مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا. كما أن (B.C.» تعني «قبل الميلاد».
150
ولما صرت مراهقا، كنت أقول للجميع إنني لا اهتم بأي شيء، لكن
الحقيقة كانت أنني أهتم بأشياء أكثر مما يلزمني بكثير.
وكان أشخاص آخرون يحكمون عالمي من غير أن أعرف ذلك.
كنت أظن أن السعادة قدر، وليست خيارًا. وكنت أظن أن الحب شيء
يحدث من تلقاء نفسه، وليس شيئًا يعمل المرء من أجله. وكنت أظن أن
كون المرء رائعا، شيء يتمرن عليه المرء ويتعلمه من الآخرين، وليس
شيئًا يخترعه المرء من أجل نفسه.
وعندما صارت لي صديقة للمرة الأولى، ظننت أننا سنظل معا إلى
الأبد. وعندما انتهت العلاقة ظننت أنني لن أعيش المشاعر نفسها من
جديد مع أية امرأة أخرى. وعندما عشت تلك المشاعر من جديد مع
امرأة أخرى ظننت أن الأمر كذلك لأن الحب لا يكون كافيًا بعض
الأحيان. ثم أدركت أن على كل فرد من الأفراد أن يقرر «ما هو كاف»
له، وأن الحب يمكن أن يوجد في أي مكان نسمح له بأن يوجد فيه.
لقد كنت مخطئاً في كل خطوة من خطوات طريقي. كنت مخطئًا
في كل شيء. طيلة حياتي كلها، كنت مخطئًا تماما في ما يتعلق بنفسي
وبالآخرين وبالمجتمع وبالثقافة وبالعالم وبالكون... في كل شيء.
آمل أن يستمر الوضع هكذا طيلة ما بقي لي من حياتي.
ومثلما يستطيع مارك الموجود حاليًا أن ينظر إلى الخلف، إلى
أخطاء مارك وعيوبه في الماضي، فسوف ينظر مارك إلى الخلف في
يوم من الأيام في المستقبل، سينظر إلى ما يظنه ويقوله مارك الحالي
(بما في ذلك محتويات هذا الكتاب فيلاحظ عيوبًا وأخطاء مماثلة.
وسوف يكون هذا أمرًا حسنًا لأنه يعني أنني أنمو وأتطور.
151
هنالك عبارة شهيرة للاعب كرة السلة مايكل جوردان تتحدث عن
فشله مرة بعد مرة بعد مرة، وعن أن ذلك هو السبب في نجاحه.
حسن جدًا. سأقول ما قاله: إنني أخطئ دائما، في كل شيء، مرة بعد
مرة بعد مرة. وهذا سبب تحسن حياتي وتطورها.
إن النمو عملية ترابطية متكررة لا نهاية لها. نحن لا ننتقل من «خطأ»
إلى صواب» عندما نتعلم شيئًا جديدًا؛ بل إننا ننتقل من «خطأ» إلى
«خطأ»، لكنه خطأ أقل بمقدار طفيف. وعندما نتعلم شيئًا إضافيًا بعد
ذلك، فإننا ننتقل من خطأ أقل بقدر بسيط إلى «خطأ» أقل بقدر بسيط
إضافي. ثم ننتقل إلى خطأ) أقل بقدر بسيط من ذلك الخطأ، وهكذا
دواليك. نحن في عملية اقتراب دائمة من الحقيقة ومن الكمال من غير
أن نصل أبدا إلى تلك الحقيقة أو إلى ذلك الكمال.
لسنا مطالبين بأن نعثر على الإجابة «الصحيحة» صحة مطلقة فيما
يتعلق بأنفسنا، بل علينا أن نبحث عما نحن مخطئون فيه اليوم فنتخلص
منه حتى نستطيع أن نكون مخطئين أقل» يوم غد.
يمكن للنمو الشخصي أن يكون أمرًا علميا تماما عند النظر إليه من
هذه الزاوية. قيمنا هي فرضياتنا : هذا السلوك جيد، وهو هام. أما ذلك
السلوك فهو ليس كذلك. وأما أفعالنا فهي «تجارب» كما في العلم؛
كما أن أنماط المشاعر والانفعالات والأفكار الناتجة فهي البيانات
التي نحصل عليها.
لا وجود لعقيدة صائبة أو إيديولوجية كاملة. الموجود فقط هو ما
تجعلك تجاربك تراه صحيحًا بالنسبة إليك ... وحتى في هذه الحالة،
152
فإن من الممكن أن تكون تجربتك أيضًا خاطئة على نحو ما. وبما أن
لي ولك ولكل شخص آخر حاجات مختلفة وتاريخ مختلف وظروف
حياة مختلفة، فإننا نصل بالتأكيد إلى إجابات «صحيحة مختلفة
في ما يتعلق بمعنى حياتنا وكيف يجب أن نحياها. تتضمن إجابتي
«الصحيحة» السفر وحدي على امتداد سنوات طويلة، والعيش في
أماكن نائية معزولة، والضحك بأقصى ما أستطيع. أو... على الأقل،
هكذا كانت الإجابة الصحيحة حتى وقت قريب. لكن إجابتي ستتغير
وترتقي دائمًا لأنني أتغير وأرتقي. ومع تقدمي في السن وزيادة تجاربي،
فإنني أتخلص من بعض ما في إجابتي من خطأ فتصير أكثر انسجاما مع
متطلباتي يوما بعد يوم. وهذا سيستمر.
هنالك أشخاص كثيرون لديهم هاجس أن يكونوا على صواب
في حياتهم إلى حد يجعلهم لا يعيشون تلك الحياة أبدًا.
لنقل إن هنالك امرأة عازبة وحيدة تريد لنفسها شريكا. لكنها لا
تخرج من بيتها أبدًا ولا تفعل شيئًا للوصول إلى ما تريد. ولنقل إن
هنالك رجلا يفني نفسه في العمل ويظن أنه يستحق ترقية، لكنه لا يقول
ذلك أبدا بوضوح أمام مديره.
إنهما خائفان من الفشل، أو من الرفض، أو من وجود شخص ما
يقول لهما «لا».
لكن الأمر ليس هكذا من المؤكد أن الرفض مؤلم، وأن الفشل
مزعج. لكن هنالك بعض الأمور اليقينية التي نتمسك بها ... إنها أمور
يقينية» نخشى أن نضعها موضع التساؤل أو نتخلى عنها. إنها قيم منحت
حياتنا معناها على امتداد سنوات طويلة. تلك المرأة لا تخرج من بيتها
153
ولا تواعد أحدا لأنها ستجد نفسها مضطرة إلى مواجهة معتقداتها في ما
يتعلق بمدى كونها امرأة مرغوبة. وأما الرجل، فهو لا يطلب الترقية لأن
ذلك يعني مواجهة معتقداته حول القيمة الحقيقية لمهاراته.
من الأسهل على المرء أن يجلس في مكانه مع يقينه المؤلم بأن ما
من أحد يجده جذابًا وما من أحد يقدّر مواهبه من أن يختبر ذلك اليقين
اختبارًا حقيقيا ويتأكد من الأمر بنفسه.
إن المعتقدات التي من هذا النوع اعتقادي بأنني لست جذابا
إلى الحد الكافي، فلماذا أتعب نفسي؟... أو اعتقادي بأن مديري في
العمل شخص سيء تافه، فلماذا أتعب نفسي؟) مصممة لإعطائنا قدرًا
متواضعا من الراحة الآن مع التضحية بقدر أكبر من السعادة والنجاح
في وقت لاحق. هذه استراتيجية شديدة السوء على المدى البعيد، لكننا
نتعلق بها لأننا نفترض أننا ،محقون، ولأننا نفترض معرفتنا المسبقة بما
سيحدث بكلمات أخرى، نفترض أننا نعرف نهاية القصة.
اليقين عدو التطور. وما من شيء يقيني قبل أن يحدث، قبل أن
يتحقق فعلا. وحتى تلك اللحظة، فهو يظل قابلا للجدل. هذا هو
السبب في أن قبول النواقص والعيوب المحتومة في قيمنا أمر لا بد منه
حتى تنمو تلك القيم وتتطور.
بدلا من الجري وراء اليقين»، علينا أن نكون في حالة شك وبحث
دائمين: شك في معتقداتنا، وشك في أحاسيسنا، وشك في ما قد يحمله
المستقبل لنا إذا لم نتحرك ونخلق ذلك المستقبل لأنفسنا. وبدلا من
السعي إلى أن نكون على صواب طيلة الوقت، يتعين علينا أن نبحث
طيلة الوقت عن كيف نحن مخطئون». هذا لأننا مخطئون دائما !
154
وأن نكون مخطئين يجعلنا منفتحين على إمكانية التغير. أن نكون
مخطئين يأتينا بفرصة للنمو والتطور. وهو لا يعني إحداث شق في
ذراعنا (فصد) لكي نشفى من المرض، ولا أن نرش وجهنا ببول
الكلاب حتى نبدو شبابًا من جديد. وهو يعني ألا نظن أن متواضع
نوع من أنواع الخضار وألا نخشى منح بعض الأشياء اهتماما.
الأمر هكذا لأن هنالك شيئًا غريبا، لكنه حقيقي: نحن لا نعرف حقا
ما هي التجربة الإيجابية أو السلبية ينتهي بعض أصعب وأشد اللحظات
في حياتنا بأن يكون أكثرها تحفيزا وصوعًا لنا. كما يتضح لنا أن بعضًا
من أكثر اللحظات إشباعًا في حياتنا هي أيضًا لحظات تشتت انتباهنا
وتنزع الحافز منا. لا تثق بفكرتك عن التجارب الإيجابية/ السلبية. كل
ما نحن متأكدون من معرفته حقا هو ما يؤلمنا في اللحظة الراهنة وما لا
يؤلمنا، وهذا ليس شيئًا كبير القيمة.
تماما مثلما ننظر مذعورين إلى الحياة التي كان يعيشها الناس قبل
خمسمئة سنة، أتخيل الناس بعد خمسمئة سنة من الآن وهم يضحكون
منا ومن يقينياتنا. سيضحكون كثيرًا عندما يرون كيف نترك مالنا ووظائفنا
تحدد لنا حياتنا، وسيضحكون عندما يرون كم نحن خائفون من إظهار
تقديرنا لأشخاص هم أكثر أهمية بالنسبة إلينا، لكننا نكيل المديح
لشخصيات عامة لا تستحق أي شيء. وسيضحكون منا عندما يرون
طقوسنا والأشياء التي نتطير منها والأشياء التي تسبب قلقنا والأشياء
التي تجعل حروبا تنشب بيننا سوف ينظرون شزرًا إلى قسوتنا وسوف
يدرسون فنوننا ويتجادلون حول تاريخنا وسيدرك هؤلاء الناس حقائق
عن حياتنا لا يعرفها أحد منا حتى الآن.
وسوف يكونون مخطئين هم أيضًا. وسيتجاوزون الكثير من أخطائنا.
155
مهندسو معتقداتنا
حاول أن تفهم هذا. خذ شخصا، لا على التعيين، وضعه في غرفة
مع مفتاح صغير يمكنه أن يضغط عليه. ثم اخبره بأنه إذا فعل شيئًا
محددًا شيئًا عليه أن يحدده بنفسه فإن مصباحًا سيضيء مشيرًا إلى أنه
كسب نقطة. ثم قل له أن يحصي النقاط التي يستطيع أن يكسبها خلال
فترة ثلاثين دقيقة.
عندما أجرى علماء النفس هذه التجربة حدث ما لعلك تتوقعه.
جلس الأشخاص الذين خضعوا إلى هذه التجربة وراحوا يضغطون
المفتاح عشوائيا إلى أن أضاء المصباح ليخبرهم أنهم أحرزوا نقطة.
ومن المنطقي عند ذلك أنهم حاولوا تكرار ما فعلوه بغية الحصول على
مزيد من النقاط. لكن المصباح لم يكن يضيء مجددًا. وهكذا راحوا
يجربون طرقاً معقدة مختلفة: اضغط المفتاح ثلاث مرات، ثم اضغطه
مرة، ثم انتظر خمس ثواني، ثم... يضيء المصباح نقطة أخرى. لكن
هذا لم يعد مجديًا في آخر المطاف راحوا يفكرون لعل الأمر لا
علاقة له بالمفتاح على الإطلاق لعله متعلق بكيفية جلوسي! أو لعله
متعلق بما ألمسه. قد يكون للأمر علاقة بقدمي... أضاء المصباح ! نقطة
أخرى. نعم... إنهما قدماي... ثم أضغط المفتاح. يضيء المصباح !
وبشكل عام، تمكّن كل شخص خلال فترة تراوحت من عشر دقائق
إلى خمس عشرة دقيقة من العثور على السلوكيات اللازمة لجني مزيد
من النقاط. وقد كانت هذه السلوكيات غريبة حقا... أشياء من قبيل
الوقوف على قدم واحدة، أو تذكر سلسلة طويلة من ضغطات متتابعة
على المفتاح خلال زمن محدد مع النظر في اتجاه ما!
156
لكن، إليكم الجزء الغريب من القصة كان منح النقاط عشوائيا في
واقع الأمر. لم يكن هناك أي تسلسل بعينه ولا أي نمط محدد. مجرد
مصباح يضيء وأشخاص يضغطون على المفتاح ظانين أن ما يفعلونه
يمنحهم نقاطاً.
إذا أزحنا كل شيء جانبا، نجد أن هدف التجربة كان تبيان سرعة
العقل البشري في اختراع بعض الهراء، ثم تصديقه واعتباره حقيقة. وقد
اتضح أننا ماهرون حقا في هذا الأمر، ماهرون كلنا. خرج كل شخص
من تلك الغرفة مقتنعًا بأنه اجتاز التجربة بنجاح وفاز في اللعبة. كانوا
مقتنعين كلهم بأنهم اكتشفوا التسلسل الصحيح» للضغط على المفتاح
الذي جعلهم يكسبون نقاطهم. لكن الطرق التي اخترعوها كانت فريدة
فرادة الأشخاص أنفسهم. توصل أحد الرجال إلى سلسلة طويلة من
الضغطات على المفتاح لا معنى لها إلا بالنسبة إليه، وخرجت إحدى
الفتيات مقتنعة بأن عليها أن تلمس السقف عددًا بعينه من المرات حتى
تفوز بالنقاط. وعندما خرجت من الغرفة، كانت في غاية الإرهاق نتيجة
القفز المتكرر حتى تلمس السقف.
إن أدمغتنا آلات للمعاني. وأما ما ندركه على أنه «معنى» فهو متولد
من الارتباطات التي يقيمها عقلنا بين تجربتين أو أكثر. نضغط مفتاحًا
فنرى المصباح يضيء نفترض أن المفتاح جعل المصباح يضيء.
هذا، في جوهره، أساس المعنى مفتاح، ضوء؛ ضوء، مفتاح. إننا نرى
كرسيا. ونحن نلاحظ أن لون الكرسي رمادي. وعندها، يقيم عقلنا
ارتباطا )
بين اللون رمادي ) وبين الشيء (كرسي)، ثم يصوغ المعنى:
الكرسي رمادي.
157
تعمل
أدمغتنا دائمًا وتولد المزيد والمزيد من الارتباطات حتى
تساعدنا في فهم البيئة المحيطة بنا وفي التحكم بها. وكل شيء في
التجارب التي نعيشها (التجارب الخارجية والداخلية) يولد ارتباطات
وصلات جديدة ضمن أدمغتنا. كل شيء، من الكلمات التي في هذه
الصفحة إلى المفاهيم النحوية التي تستخدمها لفهم هذه الكلمات إلى
الشتائم القذرة التي يتجه دماغك إليها عندما يصير ما أكتبه متكررا أو
مملا ... كل فكرة من هذه الأفكار، وكل نبضة، وكل إدراك، مكون من
آلاف وآلاف الترابطات العصبية التي تتداخل معا وتنير لعقلك ضوءًا
في مسار الفهم والمعرفة.
لكن هنالك مشكلتان. الأولى أن عقولنا ليست كاملة. ونحن نخطئ
في أشياء نراها ونسمعها. كما أننا ننسى بعض الأشياء ونخطئ تفسير
الأحداث بكل سهولة.
المشكلة الثانية أن أدمغتنا مصمَّمة للتمسك بالمعنى الذي نخلقه
لأنفسنا. إننا منحازون دائمًا إلى المعنى الذي صنعته عقولنا؛ ونحن لا
نرغب في التخلي عنه. وحتى عندما نرى دليلا يناقض المعنى الذي توصلنا
إليه، فإننا نتجاهل ذلك الدليل معظم الأحيان ونظل متمسكين باعتقادنا.
قال الكوميدي إيمو فيليبس ذات مرة: كنت أظن أن الدماغ البشري
أعظم عضو في جسدي. ثم عرفت من الذي يقول لي هذا». والحقيقة
المؤسفة هي أن القسم الأكبر مما نتوصل إلى معرفته والاعتقاد به
نتاج على صلة وثيقة بالانحياز وانعدام الدقة الموجودين في أدمغتنا.
إن الكثير من قيمنا، بل حتى معظمها منتجات لأحداث لا تمثل العالم
كله، أو هي ناتجة عن ماضي نسيء فهمه إساءة تامة.

كتاب فن اللامبالاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن