|| P : 2 ||

132 36 42
                                    

IN THE FIRES OF MY HELL I BURN

بعنـــــــوان : لقد وجدته ...

_ ركضتُ نحو المرآةِ فوجدتُ بأنني ، بأنني ... قد ... تحولتُ لِذلكَ الكيان الأسود ! ...

_ كيف يُمكنني وصفُ نفسي الآن ! وكأنني كُنتُ بمستنقعِ وخرجتُ ، أو مومياء مُحنطة وفكت الضِمادات التي تُخفي بشاعتي ... !

_ جسدٌ طويل أسود يغطيهِ الدمُ ، ورأسٌ بيضوي كبيرٌ وأصلع وثقيل بحجم كف يدي التي نِصفُها مخالب ، دائِرتان كبيرتان بيضاء تتوهج باللونِ الأحمر على أطرافِها ... وفَمٌ ضيقٌ طرفاهُ مرفوعةٌ إلى حدِّ عيناي وبِمنتصفهِ مشدود للأسفل ويبدو كحرف " v " بالانجليزية ... جسد نحيل مع رقبة طويلة ويدان تلامِسانِ الأرض ... قدماي قصيرة ولها مخالب مُدببة ..

_ حاولتُ التكلم لكن لا أستطيع ، فقد شفتاي تتحركا ببطءٍ عن بعضِهما بحركةٍ بسيطةٍ ثُمَّ يعودان على حالتِهما السابقة ... رفعتُ يدي لوجهي ، وقد عانيت بنوع من الصعوبة لثقلها ... وضربتُ المرآةَ لعلي أُخفي هذا الوجهَ المسخ الذيّ لي ! ...

_ لكن ... بداخلي ! ... أجل أشعر وكأنّ روحي التي تبكي وتصرخ بداخلي ! ... أجل أنا حقاً لا أعرف الآن من أنا وكيف ؟! ... ظَهرَ صوتٌ انتشلني من دوامة أفكاري وأدرتُ نصفَ وجهي لمصدر الصوت :

_ « لكن ... هُناك ، حلٌ واحد! ... وهو ....

..................

_ لنعد لماضي أسيربا قليلاً ، الماضي التي عاشتهُ مع عائِلتها ...

_ بالبداية أسيربيا فتحت جُفنيها على شجار أبويها ، لا اقصد يوم ... بل كُلَّ يوم ... شهر .. سنين ... ! مُنذُ نعومة أظافرها تقف هي صامتةٌ تناظر هاذان الاثنان اللذان يلقيا على بعضهما الشتائِم والضرب ، هل يعتبرونها ابنتهُما أصلاً ؟! ... هل يظنونها قطعةَ أثاثٍ ؟! ...

_ لقد أصبح من عادتي أنّ أشهدهما غاضبانِ يبكي أحدهم ... يضربُ أحدهم الآخر ، أو يسخر منهُ ... ههه ، أنهُ أجمل رسوم متحركة لي ! ...

_ في كُلِّ يومٍ استيقظ يكون أحدهم مختفِ عن أنظاري أحياناً أيام أو أشهر أو سنين ... لا أعلم ، فالأيام تتوالى عندي بسرعة ! ...

_ لكن ، ذاتَ يوم ... استيقظتُ في كانِ مُظلمٍ حالك السواد ، لا أعرف أينَ أنا ؟! ... وقفتُ على ساقي ومددتُ يداي أمامي أتحسس المكان ، فاكتشفتُ أنهُ بالأصل مُجرد غُرفة صغيرة جُدرانها مُبللة ومتعفنة ... والمكانُ خالٍ من أيِّ شيء ، جلستُ على أحد الجدران ولأولِّ مرةٍ في حياتي أشعر بشيء يسقط من عيني ، أجل شيءٌ ساخن مرَ بسرعةٍ على وجنتي وتجمعَ عند ذقني ليسقط بهدوءٍ مُرتطماً بكف يدي ... ما هذا ؟! ، هل هذهِ هي الدموع ؟! ... بطبيعيتي ، فأنا لدي شخصية انطوائِية ... لا تتكلم كتومة ليس لديها في قاموسِها كلمة " مشاعر " ... كيف الآن تُذرفُ الدمع ؟! ... فأنا حتى مستوايّ دنيءٌ جداً بالدراسة ، ولم أحزن على ذلكَ يوماً ... لم حزنتُ الآن ؟؟

_ لشدةِ مللي وجوعي الذي أكلَّ أحشائِي وعطشي الذي جعل لُعاب فَمي يجف ، بدأتُ أسير بالغرفة مراراً وتكراراً ولا أعرف كم مشيتُ ، وكم ظللتُ هُنا ... بل كُلُّ ما شعرتُ بهِ بأنَّ جسدي يتهاوى للأسفل جفناي التي ربطتُهما بقطعة قُماش كي لا أتوهم أي أشياء تُخيفُني ، تحسسَ جلدي بانقطاعِها وملامسة مُقلتاي الهواء ... سقطتُ بين يدان دافئة وأمسكت وجهي بقوة ...

_ « أمارليس ... أمارليس ... هيا يا عزيزتي ! ... فلتفتحِ هذتانِ الأعين الرمادية كالجوهار وتُريني بريقَ عينيكِ ... (( شعرتُ باقتراب الصوتِ أكثر مني وأنفاس ساخنة تضرب برقبتي ، ثُمَّ صوتٌ هامس قال ببطء )) ... استيقظِ ! ... » .

_ قمتُ مفزوعةً بِسُرعةٍ أصكُّ على أسناني بقوة وعيناي أصبحت ضيقتان لشدةِ خوفي وتقوسَ فمي للأسفل وفتحتهُ لأصرخ حتى أهتز كياني وجُرحَ حلقي ... أخذتُ أنفاسي مُتسارعةً في النظر أينما كان حتى ثَبُتَ بصري على النار المُشتعلة التي أمامي ولهيبُها يأخذُ يمنةً ويسرى يُخبرني بمصيري اللعين كوجهي ! ... لكني لم أفهم ... بين لهيب ألسنةِ النيران المتقدة أتضحت لي عيون حمراء كثيرة ليظهر فمٌّ بحجم كبير قائِلٌ :

_ « أستيقظتِ يا حسناء ؟! ... » .

_ ترددَ صوتهُ في مسامعي أكثر من مرة فأصبحت أتنفس بسرعة أكبر لأشهق أكثر ، مُتسائِلةً أيضاً لما نادى اسمي بـِ أمارليس ؟؟ ، حركتُ شفتاي التي ترتجفُ بكثرة قائِلةً بصوت مبحوح مُرتجف غير مَفهوم :

_ « من أنتم ، عليكم اللعنة ! .. » .

_ « أووووه ! ... ووقحةٌ أيضاً ؟! ... ما عليكِ .. هه ، المُهِم ... (( رمى قلادةً أمامي كانت كلونٍ عيناي تماماً ... ولونها قاتمٌ ولامع شعرتُ بلحظةٍ وكأن الزمن توقف بي بتوقف قلبي ، لأعود للعالم الذي أنا به على صوتهُ الأجش المشوش )) ... أخدتِ هذهِ ... لكن بالمقابل يا أميرتنا ... عليكِ يا إعطائُنا جسدكِ ، أو جزءٌ حَيٌّ من جسدكِ ... ! » .

_ صرخت بقوة راميةً القلادة بعيداً :

_ « ماذا ؟؟؟! ... ولما ؟! ، تشهِ ، أوغاد ! ... » .

_من بينهم ظهر صوتُ فتاةٍ قائِلةٍ بهدوء :

_ « ... هي ما زالت بالتاسعة من عُمرها ، لن تفهم كُلَّ كلامنا ... كُلُّ ما في الأمر يا عزيزتي هو الحلُّ الوحيدُ لكِ ... شرطٌ سأضعهُ لكِ حتى بلوغكِ سنَّ الثمانيةَ عشر ... فهمتي ... الحلُّ الوحيدُ هو ...

.. يُــــتــــبـــع ...

In the next chapter
كتبتهُ : sdar halabi

لا تنسو الدعم ... والمتابعة ... والتصويت ... رايكم يهمني ❤️✨🥺

IN THE FIRES OF MY HELL I BURN || مكتملة ✓  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن