عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقبةَ بنِ عَمْرٍو الأنصاريِّ الْبَدْريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ}.
رواه البخاريُّ.
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم: ((اذا لم تستح فاصنع ما شئت)) معناهُ: إذا أردت فعل شيء، فإن كان مما لا تستحي من فعله من الله، ولا من الناس فافعله، وإلا فلا. وعلى هذا الحديث يدور مدار الإسلام كله، وعلى هذا يكون قوله صلى الله عليه وسلم: ((فاصنع ما شئت)) أمر إباحة، لأن الفعل إذا لم يكن منهياً عنه شرعاً كان مباحاً.
ومنهم من فسر الحديث بأنك إذا كنت لا تستحي من الله ولا تراقبه فاعط نفسك مناها وافعل ما تشاء، فيكون الأمر فيه للتهديد لا للإباحة، ويكون كقوله تعالى: {اعملوا ما شئتم} [فصلت:40]. وكقوله تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورَجلكَ وشارِكهُمْ في الأموال والأولاد وعِدْهُم وما يعدهم الشيطانُ إلا غروراً} [الإسراء:64].

أنت تقرأ
متن الأربعين النووية
Ficción Generalعن المؤلف هو الإمام الحافظ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام النووي الشافعي الدمشقي المشهور بالإمام النووي ( المحرم 631 - 676 ه \ 1255 - 1300 م )، أحد أشهر علماء السنة و له مؤلفات عديدة في كتب الحديث و...