١.

342 57 75
                                    

"فيكتوريا ماذا ستفعلين اليوم"

سألت في طريقنا لخارج مبنى المستشفى
" سأعود للمنزل فقط "

" أنت مملة حقا تعالي معي إلى الملهى سنستمتع سأعرفك على شاب وسيم... ومن يعلم ربما تنتهي الليلة في سريره" غمزت في نهاية كلامها مع إبتسامة خبيثة
هذه هي الممرضة ناتاليا
إمرأة شقراء جميلة مفعمة بالحياة تصادق الجميع وتستمتع بكل لحظة من حياتها على عكسي أنا التي بالكاد أمنع نفسي من الانجراف وراء ما يميله علي نفسي

" لدي موعد "كذبت بنبرة منخفضة

" أي موعد هذا في هذا الوقت إنها العاشرة لا تكذبي أنت الوحيدة التي لا تحمل هاتفها وتراسل أحدا أثناء التواجد بالمشفى مما يعني أنك لا تواعدين أحداً تعالي معي الملهى سنتسلى"
كشفت كذبتي على الفور وحثتني للذهاب معها

" لا أشعر أني بخير " قلت وأنا أعدي بأن تتركني وشأني فليس لدي طاقة للجدال معها
وفي اللحظة التي كانت ستقول شيئا رن هاتفها
أخرجتها من حقيبتها " حسنا سأتركك تذهبين اليوم"
قالت وركضت تعبر الشارع ثم قفزت في أحضان رجل بملابس سوداء
رأيت الرجل يبتسم ويدفن رأسه برقبتها
ثم غادرا ممسكين بأيدي بعضهما

وأنا مشيت بطريقي أيضا عائدة لمنزلي الذي يقع على بعد نصف ساعة من هنا
وصلت عند تمام العاشرة والنصف للمنزل
أعيش لوحدي في شقة سكنية تقع في وسط لندن

شقة فاخرة وكبيرة بالنسبة لشخص يعيش لوحده
في السابق كنت أكلم والدتي في كل مرة أشعر بها بالوحدة أما الآن لا يوجد هناك أحد لأتكلم معه

لقد فقدت جميع عائلتي في حادث سيارة
أمي أبي وشقيقاي التوأم
ومنذ ذلك اليوم أصبح حياتي فارغا أكثر من ما هو فارغ بالفعل

رميت حقيبتي فوق السرير وغيرت ملابسي ثم دخلت المطبخ أبحث عن شيء للاكل

ثم استلقيت على السرير لأنام
هكذا تمر حياتي هذه الايام منذ أن بدأت أذهب لاخصائي نفسي

أنا بالفعل أدفع له بشكل جيد لكن لا شيء تغير
داخلي لازال فارغا
.
.
" هل تأخذين أدويتك بإنتضام " سأل الطبيب مارك وهو ينظر إلى دفتر ملاحظاته يكتب شيئا

" أحيانا أنسى أخذه " أحبت بكل صدق ناظرة للسقف الابيض

" نحن في منتصف الصيف بالفعل لماذا ترتدين ملابس طويلة ألا تشعرين بالحر "

" أنا مرتاحة هكذا "

" حقا سيكون من الأفضل لو تركت بشرتك يتشمس قليلا نا هي الأنشطة التي تمارسينها مؤخرا "

" لاشيء محدد أنا أذهب للعمل ثم أعود للمنزل وآتي مرتان في الأسبوع إلى هنا "

" ألا تخرجين مع أصدقائك "

" لقد أخبرتك بالفعل أني لا أمتلك واحدا "

" أنتي تبلغين ٣١ بالفعل لماذا لا تحاولين أكتساب بعض الأصدقاء "

في هذه الحياة سأعيش كما أريدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن