٤.

108 43 46
                                    

في اليوم التالي وصلنا أخيرا لوجهتنا العاصمة
أو عرش الحاكم كما يطلقون عليه
كانت العاصمة أشبه بالحصن محاطة بجدران عالية من كل الجوانب
لقد كانت منعزلة عن العالم

أخبرتني ليزا بأن الملك الأول زاكاري الذي حكم هذه الاراضي  هو من أمر ببنائها وسمى المدينة عرش الملوك في ذلك الوقت وقد أكتملت بعهد الملك لويس حفيد الملك الأول أستغرق بناءه عشرات السنين
هناك اربع أبواب خشبية كبيرة كل واحدة من جانب
الباب الشرقي مخصصة للتجار والغربي مخصصة للنبلاء أما الآخران فهي لعامة الشعب
لقد مررت بالكثير من القرى والمدن خلال رحلتي التي أستمرت لشهر كامل ولكن العاصمة كانت مختلفة
يمكنك رؤية المعالم الحضارية من بعيد
الأبنية عالية الشوارع نظيقة والناس يبدون متحضرين
كان هناك شعارا منقوشا على الجدران ومرسوما على عربات البائعين عبارة عن جناحين بيضاء كالثلج ودائرة ذهبية تتوسطها
" إنه شعار المعبد "
قاطع تأملي للمكان صوت لوي الفارس المرافق
لقد أصبح قريبا مني بعد أن عالجته خلال الرحلة عندما تعرض لسم أحد الحشرات
" ماذا عن شعار العائلة المالكة ألا يفترض أن يكون معلقا أيضا "

تساءلت ولكن هذه المرة أجابتني ليزا
" لقد أخبرتك الكلمة الأولى والأخيرة للمعبد هنا "
مر مجموعة كبيرة من الناس فجأة بيننا
تسبب إندفاع الحشد بفقداني لمرافقيني وأندماجي بينهم
أجبرت على أتباعهم وسلك مسيرتهم حتى لا أقع بين الأقدام

" أقتلوا الزانية "  " عاقبوها على خطاياها "
" أقتلوا العاهرة "   " أقطعوا رأسها "
أرتفع صوت الناس وغضبهم
نظرت حولي بتعجب أنظر للشرارة التي تخرج من أعينهم

وكان هناك همسات أخرى لاناس يتساءلون عن ما سيحدث لو أعدمت القديسة
نظرت حيث ينظرون لأجد نفسي أمام مبنىً شاهق الإرتفاع
باللون الأبيض تشبه كاتدرائية ميلانو
واجهة المبنى عبارة عن أعمدة تم نقشها بلون ذهبي وأزرق فاتح
أمام كل عمود يقف رجل بقلنسوة يغطي وجهه وجسده بالكامل
بنظرة واحدة حول المكان يمكنك أن تدرك أنه المعبد وليس مكانا عاديا لقد رأيته عندما دخلت من البوابة الخارجية إلى العاصمة
من بعيد كان هناك ظل يقترب لثلاثة أشخاص واحد منهم كانت
لإمرأة
بعد دقائق وصلوا لمقدمة المعبد ووقفوا أمام الجميع
رجلان بقلنسوة سوداء وفتاة ترتدي ثوبا باهتا تحول لونه للرمادي من التراب وعليه بقع حمراء متأكدة من أنها دماء رغم أني لا أرى أي جرح على جسدها
بدى شعرها البني أشعثا وكان التعب واضحا على ملامحها الحادة، شفاهها جافة وعيناها متورمة
" نحن هنا اليوم لنناقش حول خطايا القديسة السابقة لينا "

قال رجل يبدوا في أواخر الستينيات ذو لحية بيضاء
أختفى الشعر من مقدمة رأسه ولكن كان هناك بضع خصلات من الخلف   يرتدي ثوبا ذهبيا ويحمل صولجانا فضيا بيده
ضرب الأرض بالصولجان وباشر حديثه
" لقد تم القبض على القديسة السابقة وهي تزني مع أحد خدم المعبد داخل غرفة الصلاة
لم تدنس المعبد فقط ولكنها دنست أكثر الأماكن المقدسة

في هذه الحياة سأعيش كما أريدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن