يَأتي الفجرُ كل يَومٍ حاملاً مَعَهُ أَمَلٌ جَديد لِحَياة جديدة يَأتي ليربِّتَ على الأكتاف ويَمْسَحَ دمعاتِ الأمس ويُعلُنَ عن بَدأ فُرصة جَديدة فهذا بداية عَهدٍ جَديد مَعَ اللَّه يَجِب عَلينا كُل صَباح أن نَحمِدَه على هذة الفُرصَة العظيمة وأن نُجَدد نِيَتَنَا بالطاعة الدائمة.
><><><><><><><><><><><><><>
في حي من أحياء القاهرة في منزل يبدو على أهله الرخاء تستيقظ ريم على أشعه الشمس التي تسللت إلى غرفتها عن طريق النافذه تفتح عيناها وتغلقهما بكسل لتتجمع أمام عيناها صورة مشوشة لشخص يقف على النافذة ويفتح الستائر لتتحرك في فراشها حركات عشوائية وتعتدل بتأفف
ريم وتُردف بكسل:
"صباح الخير يا موني مصحياني بدري كده ليه هيا الساعه كام دلوقتي"
تنظر لها جدتها منال نظرة ملل وتقول بحنان مختلط بالمزاح:
"قومي يا أستاذة الساعه تمانيه ونص"
لتفزع ريم وتصيح :
"الساعه تمانيه ونص وانتي مصحياني متأخر أوي كده ليه يا موني لازم اتهزق من الدكتورة مني تاني متعرفيش تصحيني مرة بدري لله" لتنظر لها منال في ملل فقد اعتادت تلك الأنشودة كل صباح لتقول منال بفتور فقد اعتمدت ذلك من ريم.
منال:
" نسيتي تقولي لازم أروح متأخرة وملقيش مكان للجلوس قدام يا شيخه قومي ده انتي باردة أنا بصحيكي من الساعة سبعة يا مفترية اخلصي عشان تفطري".
لتتحدث ريم بغيظ:
" افطر اي بقي ده أنا لو لحقت ألبس يبقي حلو أوي"
تقول تلك الكلمات وهي تهرول في الغرفة ذهاباً وإياباً لتلملم حاجيتها وتنزع ملابسها من الخزانة وتذهب إلى المرحاض لتبتسم منال على تلك المجنونة فهي تحبها كثيراً رغم أنها تتعبها كل يوم لكنها اعتادت تلك الأسطوانة المتكررة وتذهب لتجلس في غرفة الجلوس تنتظر ريم لتخرج و تفطران معاً.
______________________________ لتمر عشرون دقيقة وتهبط ريم لأسفل وتهمّ بالجلوس بجوار منال وتقول ريم مشاغبةً إياها: "موني أنا ممكن أتأخر شوية النهاردة عشان هخرج مع صحابي وكدة"
لتتحدث منال بانتباه:
" وهترجعي الساعة كام" .
ريم بمكر:
"مش قبل عشرة باليل كدة".
لتصدم منال وتهمّ بالوقوف وتقول بغضب وعيونهاتنفث النيران:
" نعم عشرة ايه ده إنتي لو جات الساعة سبعة وإنتي برة عارفة هعمل فيكي ايه" .
لتنظر منال إلى ريم وتجدها ألقت برأسها على الطاولة من كثرة الضحك لتفهم حينها أنها كانت تشاغبهالتتحدث ريم من بين ضحكاتها : "إهدي يا موني يا حبيبتي مالك كدة كنت بهظر بس إي كل دة أنا أصلا هرجع الساعة اتنين مش هتأخر بس أبهرني إنفعالك بصراحة سلام بقي".
وتقبل ريم وجنتيّ جدتها لتحتضنها منال بخفة وتقبل رأسها وتقول:
" سلام يا أخرة صبري "
لتبتسم ريم لها وتأخذ نقودها وتحمل حقيبتها وتذهب .
__________(1)_______________
كانت ريم تنتظر إحدي صديقاتها تهاتفهاوتسألها لماذا لم تأتي أو تقول لها أنهمّ ينتظرونها وأن يمر أصدقائها ليأخذوها ولكن لم يهاتفها أحد وذهبت إلى الجامعة.
ذهبت ريم في سيارتها مع السائق المخصص لها لم تكن ريم وجدتها أغنياء جداً لكن كانت أحوالهم المادية جيدة فقد ترك والد ريم ثروة كبيرة قبل وفاته هو ووالدتها في حادثة سقوط الطائرة خلال عودتهم إلي مصر وتركوا ريم في ذلك الوقت مع جدتها فسبحان من قدر ذلك فلو أنها ذهبت معهم لكانت الآن في عداد الموتي كانت ريم تبلغ من العمر سبع سنوات وربتها جدتها والآن تبلغ من العمر أربع وعشرون عاماً.
ريم فتاة جميلة ملامحها هادئة ذات بشرة قمحية وطويلة القامة عيونها بنيتان كالقهوة وذات شعر أسود داكن يشبه سواد الليل في ليلةٍ ظلماء وطويل يصل خصرها تملك من اللياقة البدنية ما يجعلها جذابة فهي تتوسط السمنة والنحافة في جامعة القاهرة قسم صيدلة لطيفة مع الجميع ولكن أحياناً قد تكون فظة بعض الشئ عندما تغضب ولكنها سرعان ما تهدأ تحاول دائماً إسعاد الآخرين وتهتم بهم وتقف بجانب أصدقائها لديها الكثير من الصديقات بل يمكن أن نقول زميلات فليس كل زميلٍ صديق تبحث عن من يبادلها هذا الاهتمام لكن أحياناً لا تجد اهتماماً ممن حولها تبحث عن من يهتم بتفاصيلها الصغيرة وأشيائها شخص يفهم أفكارها يعرف ما تحب وما تكره ولكن صديقاتها لا بالكاد يجدونها موجودة معهم فقط ولكن لم يغيرها ذلك الاهتمام الغير متبادل وظلت كما هي وردة عطرة تنشر ريحها الطيب في كل مكان وفي كل من حولها.
تعيش ريم مع جدتها منال التي تبلغ من العمر تسعة و أربعون عاما ذات الملامح الهادئة و البشرة المُجَعدة بعض الشيء ريم لديها العديد من الزميلات لكن جني وحبيبة هم الأقرب إليها نوعاً ما جني فتاة متوسطة الطول ذات ملامح جذابة بشرتها بيضاء وعيونها سوداء كلون شعرها بينما حبيبة فتاة طويلة القامة عيونها خضراء وشعرها بني اللون وبشرتها بيضاء ولكن ليس كثيراً وهما لطيفتان وتحبان ريم ولكن لكل منهما حياتها وصديقتها المفضلة.
أنت تقرأ
طيفٌ مرّ بخاطري
Mystery / Thrillerقد نحتاج للإهتمام والحب ولا نجده لذلك قد يأتي الوقت ونتصنعه