اللقاء الأخير

6 1 0
                                    


  (5)«وجدتُ نفسي»
يدلفوا إلي حجرة مستطيلة الشكل يوجد بها الكثير من الأشخاص ليذهبوا إلي ركنٍ ما في هذه الحُجرة وترتدي ريم الزيّ الخاص بالعمل والذي كان عبارة عن بالطو أبيض اللون واصلاً إلي كعبها و النظارة الطبية الواقية وكذلك يزن ارتدي نظارات مشابهة وبدأوا بالعمل كانت أمامهم طاولة مربعة الشكل وفوقها يوجد بعض الزجاجات والمواد المختلفة لينغمسوا في العمل بعض  حتي تُنهك طاقة ريم وتقف جانباً لتأخذ نفساً عميقاً وتسند برأسها علي الحائط خلفها ليلاحظ يزن هذا الإرهاق ويطلب منها الجلوس علي كرسيّ بجانبها حتي يُنهي هو ما في يده لتجلس دون أن تعارضه ويُكمل هو العمل حتي ينتهي من إضافة بعض القطرات من مادة خضراء اللون يضعها بحظر شديد ثم يضع الزجاجة جانباً ويتنفس بارتياح ويمسح بذراعه علي جبهته ثم يبتسم ويلتفت إلي ريم ويقول بارتياح :
"كده الحمدلله خلصنا الخطوات الأولي"
لتبادله بابتسامة بسيطة بعض الشيء: "الحمدلله".
____________________________

  ثم يذهب هو إلي الخارج ويُحضر زجاجة ماءٍ وعلبتين من العصير ويعطيها علبة منهم وزجاجة الماء يزن بلطف:
" اتفضلي"
ريم بجدية:
" لأ شكراً"
يزن بإصرار :
" أنا جبتهم ليكي على فكرة علشان إحنا أخدنا وقت كتير والجو حر ولسة مخلصناش فاتفضلي يعني عادي"
لتأخذ ريم زجاجة الماء فهي حقاً تشعر بالعطش وترتشف منها القليل وتشكره ليبتسم هو: "العفو هنكمل بقي ولا"
ريم بجدية:
"ايوة أكيد هنكمل"
ليعودوا إلي العمل مرة أخري ولكن هذه المرة يتحدث يزن قائلاً بفضول :
"هو انتي بتفضلي ساكتة كده علطول" لتنتبه ريم له وتردف بتعجب:
"لأ عادي يعني مفيش حاجه نتكلم عنها بس"
ليعقّب يزن معللاًحديثه:
" بس أنا كذا مرة بشوفك ساكتة علطول بردوا والمرات اللي فاتت كنتي بتبقي سرحانة علي الآخر"
ريم بهدوء :
عادي يعني بفضل الصمت ومبحبش أتكلم أو ممكن أحيانًا ملقيش حد أتكلم معاه"
يزن بنبرةلطيفة:
" لكن الصمت لفترة طويلة مش كويس الكلام بيريّح الإنسان حتي لو مش هيقول اللي جواه بس علي الأقل بيروّح عن الإنسان" 
  لتعقب ريم بتفكير:
"ممكن بس مش بلاقي حد أتكلم معاه غير تيته ومع صحباتي مش بيبقي في مواضيع مهمة"
ليلاحظ يزن أنها قالت جدتها وليس والدتها ليسألها بفضول:
" هو انتي عايشة مع جدتك ولا جدتك اللى عايشة معاكم"
لتقول ريم بنبرةحزينة:
" والدي ووالدتي متوفيين "
ليعتذر يزن لها عن هذا الحديث:
" آسف مكنتش أقصد"
لتبتسم ريم:
"لأ عادي".
ليسألها يزن:
" بتحبي جدتك "
لتتوقف ريم عن العمل وتشرد قليلاً وتقول بابتسامة :
" أوي هي الحاجة الوحيدة اللي بحبها في حياتي أصلاً طيبة أوي وجميلة وبتحبني وربتني كل الوقت ده لازم أكيد هحبها"
يزن:
"شكلها طيبة أوي علي الوصف بتاعك كده"
لتسأله هي هذه المرة:
"هو انت اي اللي خلاك تختار الكلية دي حباً فيها ولا"
ليجيبها يزن: الصراحة.............. ليتجاذبوا أطراف الحديث بينهم حتي ينتهي الوقت ويخرجوا من المعمل  ليقول يزن بجدية:
"مع السلامة يا أنسة ريم نتقابل بكره بإذن الله  "
ريم بجدية:
" إن شاء الله يا دكتور يزن"
  ليمازحها يزن:
" بلاش دكتور دي دلوقتي خليها بعدين" ريم بابتسامة بسيطة:
" لأ إن شاء الله هتبقي دكتور معروف كمان مع السلامه"
لترحل ريم من أمامه وتدلف للقاعة لتحضر المحاضرة الأخيرة اليوم لتجد أنّ حبيبة وجني بجانبهما مكان لها فتسعد بداخلها علي هذا الموقف البسيط لتجلس بجانبهم لتسألها حبيبة عن المشروع:
لتحكي لها ما حدث دون تعمقّ في التفاصيل وينتهي اليوم وتعود ريم إلي منزلها وهي تشعر بالسعادة.
___________(11)____________

طيفٌ مرّ بخاطري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن