(3) «ابتسامةمن نوعٍ خاص»
ذهبت ريم إلي غرفتها لتبدل ثيابها ولكن بداخلها شعور غريب لا تعلم ما هو أو ما سببه لكن قطع تفكيرها نداء جدتها منال عليها لتخرج وتهبط إلي أسفل وتجلس علي مائدة الطعام بجوار منال شعرت أنها أرادت أن تقول لمنال شيئاً ما لكن لم تعرف ما هو ففضلت الصمت كي لا يسرقها التعبير أو يخونها لسانها ويخبر منال عن الحادث فقررت أن تشاغب منال قليلاً قائلةً بمرح:
"موني مش هتقرري تشوفلنا مكان حلو كده نغير جو أسبوعين ولا حاجة".
لتجيبها منال بوجهٍ عابس وعلي ملامحها استبشرات بالغضب قائلة بحنق:
"نغير جو ايه يا فاشله امتحاناتك قربت"
لتجيبها ريم بملامح وجهٍ غير مالية لتقول ببلاهة:
" لا قربت ولا حاجه ده احنا كنا هنغير جو بس اي ده "
لتنفعل منال وتردف بتحذير:
" ريم اهتمي بمذاكرتك شوية عشان مزعلكيش وايوة قوليلي نتيجة المسابقة اللى انتى اشتركتي فيها دي هتظهر امتي". ريم بجدية وقد احتل وجهها ملامح العبوس:
"مش عارفه بصراحة يا موني لكن أما تظهر أكيد هقولك"
ثم ينتهيان من تناول الطعام وتحمل ريم الأطباق إلي المطبخ وتقوم بجلي الصحون وترتيبها ثم تصعد إلي غرفتها لتذاكر قليلاً لكن تسمع صوت أذان المغرب لتدخل المرحاض وتتوضأ وتصلي بعد الانتهاء من الصلاة ترقد على فراشها في ملل ولا يزال يراودها شعور غريب لتغمض عينها بسهوٍ دون أن تشعر وحين كانت تعتدل وجدت نفسها تنتفض فجأة لتنتبه أنها غفت دون أن تشعر فتستعيذ باللّه من الشيطان وتقوم من السرير وتجلس على مكتبها لتحضّر دروسها وتمر ساعة ونصف على ذلك الحال إلي أن تأذن العشاء وتصليها ثم تعود إلي المذاكرة مرة أخري ولكن عقلها لا يزال مشتت وتروادها أفكار ووساوس غريبة وتشعر بمشاعر مريبة تشعر أنها نست شيئاً ما لتضع رأسها بين كفيّها وتشعر بألم شديد وكأنّ رأسها سوف ينفجر لتغلق الكتاب وتذهب إلي فراشها لتذهب في ثباتٍ عميق ضاربةً بأفكارها عرض الحائط.
____________________________وفي الأسفل منال تجلس متعجبةً من عدم نزول ريم لتناول العشاء فتصعد إلي أعلي لتُيْقظها وتفتح باب الغرفة ببطئ لتجد ريم غائبة في ثباتٍ عميق فتحن علي هيئتها المرهقة وتتركها نائمة لتنظر خلفها وتجد المكتب الدراسيّ لريم غير مرتب والكتب مبعثرة فتبتسم بحنان وتذهب لترتبه وتخرج من الغرفة دون أن تصدر صوتاً وتذهب هي الأخري إلي غرفتها وتنام من إرهاق هذا اليوم الطويل .
_____________(7)_____________
في صباح اليوم التالي تستيقظ ريم ثم تعتدل في نومتها وتمسك بالهاتف فتجد أنّ الساعة لا تزال السادسة صباحاً لتتذكر أنها نامت من بعد أذان العشاء بالأمس لذلك استيقظت باكراً فتقوم و تأخذ ثيابها من الخِزانة ولكن تلاحظ شيئاً على مكتبها فتتحرك اتجاهه وتمسك بدفتر مذكراتها وتتذكر أنها لم تكتب مذكراتها بالأمس فتأخذه وتكتب ما حدث ولكنها تجد أنها نست تفاصيل كثيرة ولا تتذكر سوي الحادثة فتكتب ماتذكرته ودخلت المرحاض لتحظي باستحماماً دافئ وتتوضأ وتصلي صلاة الضحي قبل الخروج ثم ترتدي ثيابها التي كانت عبارة عن بنطالاً واسعاً أسود اللون وفوقه جاكيت من اللون الأخضر يصل إلى الركبة نعم تشبه باقي ثيابها فهي تحب أن ترتدي بهذه الطريقة فهي تشعر أنها أنيقةومرتبة بهذه الطريقة وتمشّط شعرها وتتركه ينسدل علي ظهرها وتترك بعض الشعرات القصيرة التي تصل إلي حاجبيها تتركها تترنح على وجهها دون أن تسجنها خلف أذنيها ثم تحمل حقيبتها التي وضعت فيها أغراضها من كتب وأقلام و.. إلخ تهبط لأسفل لتوقِظ منال لكن لا تجدها بغرفتها فتعلم على الفور أنها في مكانها المفضل نعم إنه المطبخ تذهب إتجاهها وتجدها تعدّ الفطور تُلقي تحية الصباح وتقترب منها للمساعدة.
منال بوجه بشوش مداعبةًإياها:
" اي ده انتي صحيتي لوحدك ازاي اوعي تكوني تعبانة يا حبيبتي".
ريم بابتسامة وهي تقبل وجنتي منال :
" أنا كويسة وزي الفل كمان بس انتي عارفه نمت امبارح بدري فصحيت بدري كل الحكاية". منال بحنان:
" ماشي يا حبيبتي صباح النشاط". ليبتسم كليهما ويجلسان ويتناولان الإفطار وتخرج ريم لتذهب إلي جامعتها.
_______________________________
أنت تقرأ
طيفٌ مرّ بخاطري
Mystery / Thrillerقد نحتاج للإهتمام والحب ولا نجده لذلك قد يأتي الوقت ونتصنعه