03 | دعوة قرمزية

297 13 35
                                    

لن يكون للعبة معنى ما لم يكن هدفك هو الفوز

.............................................................................

قصر دوكاليه، سيراكوز، صقلية، إيطاليا، 26 ديسمبر الساعة 09:10 صباحًا (بعد يوم من فضيحة الفندق) :

المكتب في ذلك الجناح الحيوي من القصر كان أشبه بخلية نحل مزدهرة في تلك الصباحية الزمهريرية ناعمة البرودة، إطلالته على الحديقة بفضل موقعه المميز المحاط بجوانبها كشفت عن ضوء النهار الخافت المختبئ خلف السحب الخفيفة التي تعانقها الشمس كأنها تطالبها برغبتها في النوم أكثر متخذة إياها وسادة، ومع ذلك فإن أوراق الشجر الندية وعبق الأزهار المنمقة العَطِر أوحى بحقيقة الجو وتناغم مع لسعات النسيم الصباحي الباردة.

إذًا فإن أعمال التنظيف والترتيب قد بدأت مبكرًا في الرواق والقاعات المجاورة لجناح السيد ديڤانتي أين تواجد مكتبه، فقد كان جالسًا كعادته يطالع شخصيًا تقارير أعماله ويتولى دراسة وثائقه المطلوبة بعناية وتركيز مرتديًا بدلته الزرقاء الرسمية كاملة رغم اِستحالة حدوث شيء طارئ أو جاد في هذا الوقت الباكر.

قد يقول هذا أي شخص عدا سيباستيان ديڤانتي وخدمه وحرسه الشخصيون الذين يعرفون أن سيدهم يعيش مع مشكلة كبيرة متجسدة في هيئة إنسان!

طرق خفيف على الباب تبعه دخول الخادمة، وضعت فنجان القهوة السادة على المكتب فحياها سيباستيان بإيماءة واِبتسامة صغيرة ثم أعاد بصره لأوراقه ينغمس في محتواها مجددًا، ولم تمر دقائق كثيرة حتى صدح صوت رنين هاتفه، وبما أنه كان هاتفه الشخصي وليس هاتف المكتب أو الجناح فإن دائرة المحتملين ضيقة جدًا كالخاتم.

وبالفعل، حين ألقى نظرة على هوية المتصل كان الشخص متوقعًا بشكل بعيد عن التوقع قليلاً!

تكونت ابتسامة جميلة على وجهه ما إن رفع الهاتف مجيبًا وهو يقربه من أذنه فسمع بعد ثوانٍ حديث الطرف الآخر :

" سيباستيان- "

" عام عزوبية آخر سعيدًا يا رفيق! "

بجدية! هل هكذا يستقبل صديق صديقه الذي يلتقيه بضع مرات في السنة؟! بالطبع هذا كان تساؤُلَ الرجل المتأفف الذي لم يتفاجأ بالنبرة المستمتعة والمتحمسة لسيباستيان كأنه عهدها فيه.

" ما زلت لا تعرف آداب بداية الحوار، شحاذ في هيئة رجل نبيل "

قهقه سيباستيان بخفة على التعليق الأخير وبنفس النبرة اللاذعة التي تلقاها من محدثه أجاب ساخرًا :

" وكأنكَ تنطق أصلاً لتلومني على الأمر عزيزي ليو "

" لستُ حبيبتكَ لتعززني "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 09 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

In The Name Of FILOSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن