الثّامن.

31 6 4
                                    

يذوب وجهي في كلّ مرآةٍ،
كشمعة
إذا ما أطلت التّحديق،
وخشية أن يبتلعه المصرف،
أُلملم وجهي سريعًا،
وأدّعي أنّني لم أره يتسّرب
من بين أناملي.

«شامة،
على الجفن الأيمن كانت
أم الأيسر؟
والجرح في الجبين كان
أم كنت أعور؟»

يحدث هذا كثيرًا،
أخطئ منزلي بمنازل الآخرين،
وأضيع
بين الشّوارع المتقاطعة،
والأحياء ذات الأوجه المتماثلة.

لكنّني كلّ ليلة
أصل،
أنام في فراشي،
فهناك من يدلّني على الطّريق،
عند النّاصية،
هناك من يأخذ بيدي،
عند النّاصية.

عندما أصله
كنت لأضحك وأقول:
هذا مكان الأنف، أنا أعرف،
لذا ارفع العين للأعلى
قليلًا،
واخفض حاجبي،
إذ أنّني، على حدّ علمي
لا أغضب.

لكن هذه المرّة، لم يضحك،
سألني من أنا،
دون أن يرشدني إليّ،
أو يؤشّر بيده ذات الإصبع المبتور
إلى مسكني.

لم أكن أحدّق في أيّ مرآة،
إلّا أنّ وجهي
انسكب،
عند ناصية الشّارع،
واضمحلّ،
في مسامات الرّصيف،
كالمطر.

كالشّمع؟
كالمطر.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 20 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

OH! something is going here.Where stories live. Discover now