الرجل الذي يرفع القبعة

مونتاج كارثي!

العاصمة سيدني|
هيئة البث الأسترالية ABC
الرابع مِن آذار(مارس)

قد تبدو الحياة غير عادلة وهذا قد يحدث كثيراً وقد تبدو سخيفة أيضاً وهذا وارد للغاية، سيجدر بك تجاوز أيام شديدة السواد والحلكة وأن تظل حبيساً في آخرى سيئة لا تمر، ولكن إذا ضيقنا الأفق قليلاً وثبتنا نظرنا على مواقف بعينها فصدقني لن يكون هناك أسوء وأسخف مِن إجباري على متابعة هذا المشهد السخيف ورؤية وجه أناليا تلك المذيعة الحمقاء أو هذا الرجل الأخر وريث فيسكونتي الذي يخشى البعض أنه لا يملك رأساً وعظام جمجمة مثلنا نحن باقي البشر لقلة ظهوره دون قبعته ولكن الشكر للآله أنه لم يفعل اليوم لأني قد هيأتُ نفسي جيداً لأفتعال مشكلة لا تُخمد إن آبَى خلعها

وتواجدي هنا لمتابعة هذا المشهد السخيف يعود فضله لأبي الذي بالطبع رفض أن أسير على خطى المحاماة مثلما فعل رُغم أني أرى فيني محامية ممتازة وقاضية مثالية فالآن عليه إخباري ما الذي استفاد منه كلينا مِن الإخراج التلفزيوني وعملي في محطة ABC؟ لا شيء...بالطبع لا شيء فأنا لا أفعل شيء الآن سوى النطق بالتعليمات وطمر شعوري بالملل
كنتُ أفكر منذ برهة أن عملي كمراسلة في ميدان الحرب لهو أفضل بكثير مما أنا به الآن

"حسنٌ سيد فيسكونتي سننتقل الآن إلى عشرة أسئلة شخصية لا بأس معك بهذا صحيح؟"

وإن سألني أحد عما أكثر ما أبغضه فبكل تأكيد هو صوت أناليا، هي حديثة السن لا تحسن التصرف ويؤسفني أنها تحاول مواراة هذا بتدللها وتصرفها كعاهرة أمام ضيوف برنامجها وأكاد أجزم أنها في مكان لا تستحقه فللحق فتاة فى الخامسة والعشرين فقط حصلت على شهادتها العام الماضي وهذا العام تقود برنامجها الخاص على المحطة الوطنية وضيوفها ينحصرون في فئة كبار الشخصيات ورجال الأعمال قطعاً لن يكون نتيجة اجتهادها وعلمها الفذ، وصدقوني أنا لستُ ضد الشباب ولن أنسى أني أيضاً مدير تصوير ومخرج تلفزيوني ولم أكمل عامي الثامن والعشرين بعد وعلى ذكر هذا فبعد غد سأحتفل بهذا في المنزل وكلا ليس منزلي بل منزل السيدة سوزي رافائيل إحدى جيراننا الملتصقين الذي لا يبارح أنفها ردهتنا، وما يدعوني للإستنكار والحنق هو قبول أبي دعوتها لإقامة حفل مولدي في منزلها هذا العام والغريب تحدثها في الأمر وهي تقطف إحدى ثمار الليمون مِن حديقة منزلنا صباح الأربعاء المنصرم!

Wide shot...close shot and on1_

هذا صوتي وأجل هذا نبذة مِن العذاب الذي كنتُ أسرده سالفاً

"حدثنا بإيجاز عن علاقتك العائلية"

"..بالطبع نحن عائلة مترابطة ويمكنكِ رؤية هذا مِن خلال توسعنا على نطاق العالم كله"

"أجل...هل تعتقد أن فكرة الأرتباط والزواج يمكن أن تطرح بين خططك قريباً بعد كل هذا العمر؟"