الرسالة الثالثة: عن اصدقائي ...

44 4 6
                                    

وجدت نفسي ثانية اقف أمام الجرف الشاهق ، ألقيت نظرة أخرى على الأمواج التي ترتطم بالحجارة اسفل الجرف وتصدر صوتا جميلا مهدئا لكن في نفس الوقت يعلن عن مدى خطورة القفز الى الاسفل ، الموت نتيجة مؤكدة

نظرت حولي بعيوني الميتة ابحث عن ذلك الشيطان المقنع وقد ظهر بالفعل، دنا الي ببطء ثم ربت على كتفي بيد دافئة كدت أظنها لصديق وقال بلطف " مالمشكلة ؟".

اجبت ببرود " تركني اصدقائي ".

ظهرت عليه الدهشة وقال " هذا مستحيل لا بد من أنه سوء فهم ! ".

حدقت فيه بنظرات نقلت درجة الحرارة المتجمدة رفقة اجابتي فعاد يقول الشيطان " حتى صديقك المقرب الذي يلتصق بك كالعلكة؟ ".
ردت عليه" أجل ".

فسأل وقد أثار الأمر فضوله " لماذا ابتعدوا عنك ؟".

قلت " لا اعلم، لقد بداو يلتفون حول شخص ما ويتملقونه فلم اسبح مع تيار المجموعة وتركت بمفردي".

فكر قليلا وقال " انت لست بحاجة إليهم إذن أنهم مجرد مجموعة من الحمقى ، على الرغم من ... ".
نظرت إليه فواصل حديثه قائلاً " ستظل لوحدك طيلة حياتك!".
تجاهلته

سرت اتجاه حافة الجرف وقفزت دون أي تردد لتلتقطني امواج البحر الغاضبة وتلقي بي على الحجارة الحادة ،

لم امت ولكني أحسست بألم شديد ناحية صدري الأيسر أغمضت عيني فظهرت صورة قلب احمر نابض بالحياه ولكن هنالك جرح في أحد أطرافه وتدفق الدم قطرة قطرة

انقضت علي موجة عملاقة وسحبتني إلى أعماق البحر المضطرب وتُركتُ تحت رحمتها

............ في غرفة نوم عادية مكونة شهقت واستيقظت مرتعبا اخذت دفترا وسيالة من مكتب قريب من سريري ،فتحت الدفتر وكتبت على إحدى أوراقه

* كذب من قال إن الأصدقاء كنز الحياة

* كذب من قال إن الأصدقاء سند في دروب الحياة

* كذب من قال أن الحياة لا تزدهر إلا بوجود الاصدقاء

* الحياة من دون اصدقاء مجرد سكينة وهناء

أغمضت عيني بحزن سرعان ما تلاشى

نبض قلبي بسرعة ثم تباطئ

لا نفع للاصدقاء لدي.....

......... ومن حيث لا ادري ضحك شيطان معين على قمة الجرف بيده قطعة لحم دموية صغيرة ضحكه مرعبة تقشعر لها الأبدان وترتجف.

*************


رسائل من مجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن